• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

نشرت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن سياسة التجويع التي ينتهجها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ضد أهالي منطقة الغوطة الشرقية.

وفي الوقت الراهن، أصبحت هذه السياسة تشكل خطرا جديا على حياة الأطفال. 

وقالت الصحيفة، في تقريرها، إن النظام السوري يشن منذ سنوات حرب تجويع ضد أهالي منطقة الغوطة الشرقية، مما أثر على نمط حياة الأطفال وتغذيتهم، إذ أصابهم الهزال الشديد وأصبحت وجوههم شاحبة وعظامهم بارزة.
 
وأكدت الصحيفة أن مأساة أهالي هذه المنطقة، الواقعة في الجزء الشرقي من العاصمة دمشق، تفاقمت خلال الأسابيع الأخيرة، في ظل تكثيف النظام السوري من الغارات الجوية على هذه المنطقة المنكوبة عوض توفير الغذاء للأهالي الذين يتضورون جوعا. 
  
وأشارت الصحيفة إلى أن المعاناة طالت مختلف أهالي الغوطة الشرقية من رجال ونساء وأطفال، حيث قال صيدلي بمدينة عربين، يدعى عبد الستار، إن "منطقة الغوطة الشرقية تفتقر تقريبا للمواد الغذائية. وفي صورة توفر بعض الأغذية، فإنها لا تسد رمق جميع العائلات".
 
وذكرت الصحيفة أن المدينة تشكو من انقطاع المياه ونقص الوقود. وحيال هذا الشأن، أضاف الصيدلي عبد الستار أن "أهالي الغوطة الشرقية أصبحوا غير قادرين على مجاراة نسق حياتهم اليومية، وبشكل عام لم يعد الوضع في كامل أنحاء المنطقة يبعث على الأمل".
 
وأوضحت الصحيفة أن أهالي هذه المنطقة المنكوبة يعيشون حالة من اليأس وعدم اليقين في ظل المستقبل المجهول الذي ينتظرهم. ولعل هذا ما أكدته أم لخمسة أطفال، تدعى سمية، التي أقرت بأنها "لا تقدر على إرضاع ابنها وتدعو الله يوميا أن يوفر لسكان المنطقة المساعدات".
 
وأضافت الصحيفة أن منطقة الغوطة الشرقية محاصرة منذ سنة 2013 من قبل قوات النظام السوري. وقد وصل الحد بهذا الحصار لدرجة بات فيها أهالي هذه المنطقة غير قادرين على مغادرة المنطقة دون الحصول على ترخيص من السلطات السورية، وهو ما يفسر عدم وصول المساعدات الدولية إلى الأهالي المحاصرين. وفي صورة ورود مساعدات، فإنها لا تصل بالضرورة إلى مستحقيها. وعلى الرغم من أن هذه المنطقة غير بعيدة عن العاصمة دمشق، إلا أنها محرومة من أغلب احتياجاتها الأساسية.
 
وبينت الصحيفة أن منظمة الأمم المتحدة أفادت بأن النظام السوري رفض خلال الفترة الممتدة بين شهر كانون الثاني/ يناير، وأيلول/ سبتمبر من السنة الجارية مرور ثلثي المساعدات الموجهة لأهالي الغوطة الشرقية. وقد قال المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، زيد رعد الحسين: "أذكّر مختلف الأطراف بأن تجويع المدنيين بشكل متعمد خلال الحرب أسلوب يتعارض مع كل القوانين الإنسانية، فضلا عن أنه جريمة ضد الإنسانية، إن لم نقل جريمة حرب".
 
وأفادت الصحيفة بأن النظام السوري لم يبادر بالتخفيف من حدة الحصار على هذه المنطقة، التي تقع في إحدى مناطق خفض التوتر، متعللة بتواجد عدد من الثوار في هذه المنطقة. ومؤخرا، بادر نظام الأسد بغلق معبر الوافدين الذي يؤمن وصول المساعدات الغذائية للأهالي المحاصرين. 
  
وذكرت الصحيفة أن منظمات الإغاثة، على غرار اليونيسيف، أنقذت الأطفال في بقية المناطق وحذرت من استفحال ظاهرة سوء التغذية في صفوف أطفال الغوطة الشرقية. وفي هذا السياق، قالت أستاذة من مدينة دوما، تدعى سناء، إن "بعض النساء يلجأن إلى وضع أطفالهن في القمامة للبحث عن طعام، إذ لا تقدر العديد من العائلات سوى على توفير وجبة واحدة. وفي الأثناء، يشدد النظام السوري الحصار على أهالي الغوطة الشرقية بشكل يفوق كل التوقعات. ومن المتوقع أن تتفاقم معاناة الأهالي خلال فصل الشتاء".
 
وبينت الصحيفة أن أهالي الغوطة الشرقية لا يفتقرون إلى الخضر والغلال فحسب، بل يعانون أيضا من نقص الرعاية الطبية، ونقص الأدوية. وفي صورة توفر الأدوية، فإنها لا تكون في متناول كل الأهالي نظرا لغلاء أسعارها.
 
وأكدت الصحيفة أن حياة أهالي هذه المنطقة مهددة نتيجة تعرضهم للقصف بشكل مكثف.

ووفق شهادات بعض الأهالي، زادت قوات النظام من عدد الغارات الجوية المستهدفة للمدارس والمستشفيات. ومؤخرا، لقي أربعة أطفال حتفهم جراء غارة جوية استهدفت إحدى المدارس.
 
وأوردت الصحيفة أن استراتيجية النظام السوري أصبحت ترتكز على شن الغارات الجوية المكثفة وتجويع الشعب، وذلك بعد أن أثبتت هذه الاستراتيجية فعاليتها في بعض المناطق على غرار حلب ومضايا. كما يبدو أن الأسد قرر انتهاج هذا الأسلوب في منطقة الغوطة الشرقية، بقصد السيطرة على هذه المنطقة التي تعتبر آخر معقل للثوار.
 
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الأسد يرغب في السيطرة على كل شبر من الأراضي السورية للقضاء على الثوار، علما أنه يعتبر كل معارض "إرهابيا".

أضف تعليقك