• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

في دولة الظلم ، لا مكان لمن يكافح أو يقاوم ، فالسرب يغرد نفاقًا وتهليلًا وتطبيلًا ، وهذه أمارات النباهة والألمعية عندهم ، وهذه مقومات الترقي والثراء ، وهناك من ينفق نفسه ويستهلكها نفاقًا دونما ترقي أو ثراء ، وإنما دونيةٍ يحرسها غباء.

 

في دولة القهر لا مكان للشرفاء الذين لا يُقهرون ، والمكان متسع وفسيح لكل رعديد جبان ، لكل من يري نفسه غلامًا لا يتحدث بأحاديث الكبار ، فقط يسمع ويسير في ركابهم ، ويأكل من فُتات موائدهم ، ويضحك إذا ضحكوا ويسكت إذا نطقوا ، ويشرب بعدهم كدرًا وطينا.

 

في دولة الحريم الكل نساء ، إلا من أبي ، ومن أبي فقد طُرِد أو أُعتقل إن ظل علي قيد الحياة لكنه لن يرضي أن يكون يومًا ذكرا في ملابس النساء ، وأحاديث النساء ، وزينة النساء .

 

لن يكون مثلهم ، لأنهم قد انقلبوا نساء ، نساء في كل شيء ، تراهم أمام فرعونهم فلا يرد بخاطرك إلا دولة الحريم ، من كثرة العطور و المساحيق ، قد هوت أقدارهم في كل واد سحيق.

 

أصبحوا نساء حتى ظننت أنهم من كثرة تشبههم سيعتريهم ما يعتري كل النساء.

 

وإذا رأيت صاعدًا في منصبٍ ، فأعلم أنه من جملة النساء ، واشهد للموقوف بثبات الرجولة وبالعزة والإباء.

 

يجمدوك مهنيًا ، فلا ارتقاء ولا صعود ، ويتهمونك وهم لا يعلمون أنهم باتهامهم هذا قد وضعوا الأوسمة الرفيعة علي صدرك وبتاج العزة والإباء قد زينوك..

 

ويظل الرجل مهموما مستصغرا لذاته ما لم يُبتلي ، فيسوقهم الله إليه بالابتلاء ، فيرتفع ذكره ويعلو في المجالس اسمه ويحبه الناس ، ويري نفسه في خندق كل من فيه شريف ، ويري نفسه لا ينشغل إلا بمرضاة رب العالمين ، ويصير صاحب قضية مهمومًا بها ومبدء ثابت عليه ، لا يتزعزع ولا تفتر همته ولا يجزع ، وكلما ازداد المجرمون عليه بأسًا ازداد قوة وصلابة وثباتا ، فقضيته متعلقه بالله رب الأرباب لذا تهون كل الحياة دونها.

 

الاستبعاد الأمني من الوظائف ومن الترقي ، عندهم سُبة وعند جموع الشرفاء مزيدًا من الشرف.

أضف تعليقك