• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

–يا أبي كيف حالك ؟

–الحمد لله يا ولدي..

–مالي أسمع في صوتك شجنٌ يا أبي ؟

 

–متي ستأتي يا ولدي ؟

–إن شاء الله يا أبي أنتهي من مشكلتي مع الكفيل الذي يحتجز جواز سفري ولا يريدني أن أغادر ، وأراها فرصة يا أبي للبقاء حتى نتمم جهاز أختي فموعد عرسها قد اقترب وأريد أن أشعر بالراحة ولن يحدث حتى أتمم لها كل ما تريد يا أبي..

 

–يا ولدي اشتقنا إليك ويؤلمني حالك هذا فكل ما تجمعه ننفقه علي جهازها ولم تتدخر شيئًا لنفسك..

–يا أبي أنتم وفاطمة أعز علي من نفسي وسعادتها سعادتي ونريد أن تملأ الفرحة بيتنا بزفاف فاطمة إلي بيت زوجها ، بالمناسبة كيف هو عريسها وكيف حاله..

 

–يا ولدي هو بخير ولا يقصر ولا يدخر جهدا فقد أعد بيته علي الوجه الأكمل وينتظر انتهاء النجار من أثاثه حتى نتفق علي موعد الزفاف..

–لا تقلق يا أبي فإن شاء الله ستمر كل هذه الأمور وسوف نفرح بهما قريبا..

–إن شاء الله يا ولدي ولن تكتمل فرحتنا إلا بوجودك بيننا فأنت يا طاهر سر حياتنا وفرحتنا أنا وأمك وإخوتك...

 

–إن شاء الله يا أبي قريبًا أكون بينكم ، أين أمي أريد أن استمع إلي صوتها ودعواتها...

–هي بجواري وتتلهف علي أخذ الهاتف مني حتى تحدثك..

 

–ولدي كيف حالك يا شقيق الروح طمني عليك يا طاهر طمن قلب أمك عليك قلبي هينفطر من شوقي ليك يا ولدي أربع سنين يا طاهر وأنا نفسي أحضنك واشم ريحتك يا ولدي ، ما اشتقتش لأمك يا ولدي ، ولا وحشك أكلي يا طاهر ، وحشني يا ولدي يا ضي عيني ودمي أنت يا طاهر اللي بيجري ف عروقي يا ولدي...

 

_فيحبس طاهر دموعه ويستجمع قواه ليرد علي والدته التي أضناها غيابه وشوقها إليه..

–ازيك يا يوما وحشتيني قد الصحرا اللي تشوفيها بعينك ولا تجبيش آخرها ، وحشتيني حد السما وحد البحر ، ازيك يا يوما قريب اخدك في حضني ، واتمتع بيدك وهي ماشية في شعري واتمتع يا يوما بحضنك الدافي كما دفا الشمس اللي ترد الحياة تاني لما برد الشتا يخلي الرجال يتجمعوا قدام شعاعها يستلهموا منها الحياة.

 

– كلامك يا ولدي بيرد روحي جوه جسمي بعد ما تغادره من شوقي ليك ، صوتك يا ولدي بيمشي في جسمي يعيشه بعد ما غيابك خلا الموت بيسكن فيه ، الموت بقي يخاف من كلامك ، يترعب من نبر صوتك ، يمشي يهرب مع أول حرف بكلامك.. طاهر يا ولدي انت روحي.

 

– وانت يا يوما نورك واصلني ، حبي ليكي يا يوما بربك واصلني ، وبدعاكي لي والله ربك ساترني ، متحرمش منك يا امه ومن دعاكي ، طمنيني عاملة ايه ؟ طابخه يا امه لاخواتي النهارده ايه ؟ وكيفه ابوي معاكي يا امه ؟ لساه بيغير عليكي ، لما حد م الجيران يطلب طعام وتناوليه فتبان اديكي ، لساه بيبكي لما حاجه توجعك وتقولي آه ، عارفك يا يوما جميلة وتستحقي ابوي يحبك ويغار جدا عليكي ، حب ابوي يا يوما مخلاش السنين سابت علامه فيكي ، لسه صبيه ، ولو مكنتيش انتي أمي ، كان زماني جبت أهلي وجيت لابوي أطلب إديكي ، ما انتي يا امه جميلة ، والقمر لو مره شافك يستخبي ، يتكسف من نور عنيكي.

 

– لساك يا طاهر زي ما أنت تحبني .

– يا يوما لسايا صغير كل حاجه اشوفها باشوفها بعنيكي.

– امتي هتعاود يا ولدي ؟

 

– خلاص يا يوما كلها شهرين وراجع ، نفسي حالا أترمي ف حضنك من شوقي ليكي ، سلمي لي يا امه علي أخواتي الصغار ، عرفيهم يا امه اني راجع وجايب معايا ليهم حته من أفضل نهار.

– قلبي معاك يا ولدي ، خلي بالك يا طاهر عليه ، أنت قلبي ونور عيوني والأمل أنت اللي لسه عايشه بيه...

– مع السلامة يا يوما...

– في أمان الله يا ولدي ، ربي ما يخسرني فيك.

 

انتهت المكالمة ومرت الأيام ونزل طاهر بعد ما خلص جهاز أخته بالتمام.

 

حددوا العرس والناس اندعت..

والغدا اليوم لكل القبيلة بعد ما نخلص صلاة ...

 

فاطمة وأمها وكل البنات ، فجأة سمعوا صوت يدوي وانقطع صوت الإمام .

 

وبعدها ارتفع الصراخ وسكت كل الكلام...

 

علي طاهر ووالده وسالم والصغار وعلي كل الدنيا السلام.. كله مات والدم ف المسجد بقي حمام...

سلام ... يا بلد الأمن والأمان... يا تري مين اللي قتل... معروف ولكن كتر الكلام...

 

أضف تعليقك