• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

يتعامل المصريون علي كافة المستويات مع كل الأمور والقضايا بأحد أمرين ، إما بمنتهي الفهم الدقيق والواعي والذي قد يسمح المناخ السياسي والاجتماعي بالتعبير عن هذا الفهم وتداول الحديث فيه بغير حرج أو خوف ، فتري كل الألسنة تتحدث به وكل الأقلام تتداوله بمنتهي الأريحية ، بل ويصل الأمر إلي حد التباهي بهذا الفهم وبما نتج عنه من إشادة إذا كان يستحق أو بالنقد الذي قد يكون بناءً أو هدامًا علي حسب هوي الفرد السياسي أو الاجتماعي وهذا يكون دليلًا علي توافر قسط لا بأس به من الحرية فقد لا يكلف التعبير عنه حتى أقل الخوف.

وإما بمنتهي الفهم الدقيق والواعي والذي لا يسمح المناخ السياسي ولا الاجتماعي بالتعبير عنه ولا حتى الخوض فيه ، لأنه يظهر حقيقتهم التي يجتهدون لإخفائها رغم وضوحها للجميع كوضوح الشمس في ظهيرة منتصف أغسطس ، بل ولا يقبلان حتى مجرد إظهار أي أثر مترتب علي هذا الفهم ، وإن حدث فإنما يكون بالإشادة والتضخيم والتعظيم وفقط ، ولا يسمح بغير ذلك لأحد علي الإطلاق ، و هذا يكون دليلًا علي سحب ونفاذ هذا القسط الذي كان لدي الشعب من الحرية فيضطر الكثير منهم إلي السكوت ووضع سدادة محكمة الغلق في فمه حتى لا تحدثه نفسه بشيء قد يورطه في خصومة أو شبه خصومة مع سدنة وحراس هذا النظام.

وليت الأمر ينتهي عند حد السكوت ، إنما وللأسف يتعداه إلي افتراء وتبني مغالطات ومخالفات فكرية بديهية تطوعية من الأفراد ينتج عنها حالة من الابتعاد المتعمد عن الحقيقة الواضحة الجلية لإحداث حالة من اللاوعي المقصود والمتعمد ، الذي يخالف الوعي الحقيقي لديه والحقيقة الثابتة والمستقرة في وجدانه .

وليت الأمر ينتهي عند هذا الحد من الافتراء بل يتعداه إلي تناوله وتداوله ونشره وتسويقه بشكل تطوعي ، ليكسب ودهم ويظل محافظًا علي مصالحه ومكتسباته التي تحصل عليها ولن يكلفه ذلك شئ سوي تبديل القناعات وطرحها بكثافة في المجتمعات الدنيا والتي تكون سماعة له فهو يُستعبد لغيره ويَستعبد هؤلاء.

ويظل الترويج لهذه القناعات قائمًا حتى يخلق منها حالة واضحة لدي الكثير من اللاوعي المقصود والمتعمد .

فتختلف المفاهيم ، وتُقلب الحقائق ، ويُزين الباطل ، ويُشوه الحق.

ولأن هذا ما يتاح لأصحابه فقط الكلام والظهور والانتشار ، فتراه سائدًا وتتحدث به الصبية المغيبة علي المقاهي والنساء البسيطات في البيوت ويتعداهم إلى من نظنهم مثقفين فتري الكثير منهم يلبس طواعية رداء اللاوعي المقصود ويحاول أن يخلعه علي كل من يُحدثه ، وليس لهم مرجعية غير مصالحهم ومكتسباتهم ، فهم ليسوا مخلصين لمن خلقوا حالة اللاوعي هذه من أجله ، إنما هم مخلصون لمصالحهم ولحاجاتهم.

فعلي الرغم من أن حالة الوعي الحقيقي لديهم تقول أن من تُوجه إليه أصابع اتهامهم ليسوا دمويين وأنهم ينبذون العنف ، إلا أنهم خلقوا حالة من اللاوعي المقصود تجعل الكثير يخالف هذه الحقيقة التي يعلمها و يشيرون بأصابعهم يمنة ويسرة بعيدًا عن الفاعل الحقيقي إذ ما نزف دم أو أُزهقت روحًا .

وبالرغم من أن وعيهم الحقيقي يخبرهم بأن ما نحن فيه الآن إنما هو انقلاب دموي غاشم إلا أن حالة اللاوعي المقصودة تجعلهم يشيدون به وبإنجازاته التي لا نراها وهم يرونها.

وحالة اللاوعي المقصود والممنهج يجعلهم يرون كل الإخفاقات نجاحًا وكل التردي تقدمًا وكل الفساد هذا أمر حتمي لأنه قد تسلمها خاوية الوفاض.

والحقيقة أن حالة اللاوعي المقصود والممنهج هذه لابد من مقاومتها برفع الوعي وتكوين قناعات لدي الناس بألا يتأثروا برأي أحد وينظروا هم ويحللوا بأنفسهم ويناقشوا.

وكذلك بتوفير الحقائق التي تمكنهم من الفهم والدراسة والتحليل والبناء علي أساس صلب وقوي.

وبالتواجد بالحجة والبرهان الدامغين وفهم القضية الفهم الأبيض (clearunderstanding)أولا وترتيب الأوراق فيما بيننا حتى نتمكن من خلق حالة من الوعي الحقيقي لدي الجميع و الذي بعد أن يتكون ؛ يثمر ويفرض التغيير المنشود ويسترد حريته السليبة و دولته التي ديست من ذوي المصالح ومن ذوي اللاوعي المتعمد والمقصود.

 

أضف تعليقك