• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

طلب د. محمد بديع؛ المرشد العام للإخوان المسلمين من المستشار حسن فريد؛ رئيس محكمة جنايات القاهرة التي تنظر محاكمة قضية “فض رابعة”، أن يتكلم في الجلسة فقال حفظه الله: قضية فلسطين هي قضية أمة بأكملها، خرّجونا من السجن واحنا هنحرر فلسطين من اليهود، إن قضية فلسطين هي قضية الأمة العربية والإسلامية بأكملها، وقضيتنا الأولى ولا يعنينا أن يُحكم علينا بالإعدام، احنا يتم حبسنا علشان صفقة القرن تتم” ثم وجه رسالة إلى كل المرابطين وإلى عموم الأمة الإسلامية: لن تقوم لكم قائمة إلا أن تنصروا فلسطين والقدس.

لكن قاضى العسكر لم يطق سماع كلمتي فلسطين والقدس، فأرغى وأزبد ، ورد منفعلاً: كل اللي بيحصل في البلاد من أحداث إرهابية لأنكم بتحاربوا المصريين وسايبين فلسطين، فجاء رد الدكتور محمد بديع، ليفحم قاضي جهنم بقوله: أنتم تسجنون أسوداً، أخرجونا من السجن، ونحن سنحرر فلسطين من اليهود، وقام بسرد قصة اللواء معروف الحضري؛ عضو مجلس قيادة الثورة، الذي كان مسجونا معه في زنزانة واحدة، وقص عليه أنه أنقذ جمال عبد الناصر من الحصار في الفلوجة، ثم سجنه عبد الناصر بعدها، وقد طلب منه أن يخرج لمحاربة اليهود, فلم يفعل عبد الناصر.

وأشار د. بديع إلى أن فلسطين لها مكانة خاصة فى نفوس الإخوان المسلمين، كما قال الإمام حسن البنا رحمه الله: إن الدماء التي خضبت أرض فلسطين، وإن آلاف الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل المثل الإسلامي الأعلى، وإن المسجد الأقصي الذي انتهكت حرمته، كل أولئك يهيبك أيها الأخ المسلم أن تبذل في سبيل الله ما وهبك من روح ومال لتكون جديراً بالاسم الذي تحمل، وباللواء الذي ترفع, وبالزعيم الذي أنت به مؤمن!


 ثم يناشد الإمام البنا ويستحث الإخوان، ليتأسوا بإخوانهم على أرض الرباط فى فلسطين قائلاً: أيها الإخوان: إخوانكم الفلسطينيون الآن فى الميدان يجوعون ويجهدون ويخرجون ويُقتلون ويُسجنون فى سبيل الله وفى سبيل البلد المقدس، وهم إلى الآن فى أشرف المواقف يقومون بأمجد الأعمال، ويبدون من ضروب البسالة ما هو فوق الاحتمال والطاقة، فهم قد أعذروا إلى الله وإلى التاريخ، فإذا ضعفت هذه الحركة, أو وهنت, فأنتم المسئولون عن هذا الضعف وهذا الوهن، وهى جريرة يؤاخذ بها الله أشد المؤاخذة، ويحصيها التاريخ فى أسود صحائفه، فانتهزوا الفرصة وقوموا بواجبكم إلى جانب إخوانكم، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.. وما دام في فلسطين يهودي واحد يقاتل فإن مهمة الإخوان لن تنته.


ويؤكد عبد الرحمن الساعاتي؛ شقيق حسن البنا, على أن فلسطين تعنينا وأن من قال غير ذلك فليس بمسلم ولا عربي, إذ المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً, والعربي لا تكون صلته بذوي رحمه وقرباه تجافيا ولا نقضاً, والإسلام والعروبة لازمان لا يفترقان، وكلمتان يحدد معناهما الإسلام بأنه البلاد التي تحدها كلمة التوحيد الخالصة, وليس هو ما يعرف حدوده الجغرافيون بمواقع جهات اليابس والماء، فى الوقت الذى كانت فيه كل الحكومات المصرية على اختلاف انتماءاتها الحزبية، قد اتخذت مواقف معادية للفلسطينيين المقيمين في مصر والذين كانوا يمارسون نشاطا سياسيا وصحفيا للدعوة للقضية الفلسطينية، ففي عام 1925 أمر إسماعيل صدقي الذي كان يشغل منصب وزير الداخلية، باعتقال الوطنيين الفلسطينيين في مصر الذين هتفوا ضد بلفور أثناء مروره على مصر لحضور الاحتفال بافتتاح الجامعة العبرية، كما أمر عام 1930 عندما تولى رئاسة الوزراء بإغلاق جريدة “الشورى” الفلسطينية، في حين أبقى على جريدة “إسرائيل” الصهيونية.

كما اشتركت حكومة صدقي في معرض تل أبيب الصهيوني الذي أقيم في ربيع 1933م متجاهلاً تحذيرات ونداءات عرب فلسطين، وقد عادت المعروضات إلى مصر دون أن يباع منها أي شئ، وذكر ممثل مصر في تقريره عن معرض تل أبيب أن أسباب الكساد أن أهل فلسطين وهم يمثلون 80٪ من السكان قد قاطعوا ذلك المعرض مقاطعة تامة.

كما أمر إسماعيل صدقي وزارة الأوقاف أن تمنع خطباء المساجد من ذكر اسم فلسطين أثناء الصلاة!

ولم تكن مطالبة فضيلة المرشد بخروج الإخوان من السجون والمعتقلات مجرد دعاية، ولكنها دعوة صادقة، لأن للإخوان تاريخًا مشرفا في الجهاد على أرض فلسطين عام 1948، فعندما اعتقل الإخوان في عهد الملك فاروق، طلبوا من إدارة السجن أن ينفوهم على الحدود الشرقية، ليحاربوا اليهود فقال حسين سري باشا- وكان رئيس وزراء مصر فى ذلك الوقت- للمك،إنها فكرة, أن نرسلهم للحرب ونتخلص منهم، فقال له الملك: أنت ساذج يا حسين، إنهم سيهزمون اليهود، ويحررون فلسطين ثم يعودون ليأخذوا مصر.

 وفي عام 1967، هتف الاخوان من داخل السجن الحربي: أنا مكاني على الحدود.. مش في السجن مع اليهود، (اعتقل عبد الناصر بعض اليهود المصريين)، وهل يقبل صهاينة العرب، بخروج الإخوان لقتال اليهود؟ بالتأكيد لا .. لأن صهاينة العرب، يعلمون جيداً تاريخ الإخوان فى قتال الصهاينة، فقد ذكر اللواء معروف الحضري أنه في أثناء أسره قال له بعض ضباط اليهود: نحن لا نخاف إلا من هؤلاء الإخوان المتطوعين، فسأله: ولماذا تخشونهم وعددهم قليل وسلاحهم ضئيل؟ فقال الضابط الصهيوني في صراحة: نحن إنما جئنا من بلاد العالم إلى هذه الأرض لنعيش، وهؤلاء جاءوا إليها ليموتوا, وما أبعد الفرق بين من يحرص على الحياة ومن يحرص على الموت!

واختتم فضيلة المرشد كلمته، أمام قاضى جهنم الذى قال:القدس ضاعت خلاص، بترديد نشيدِ: تهون الحياة وكل يهون، ولكن إسلامنا  فلسطيننا  .. قدسنا .. أقصانا لا يهون.

لله درك يافضيلة المرشد، فقد صَفَعتْ كلماتُك وجوه الخانعين المتخاذلين.

أضف تعليقك