• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

شهد عام 2017 الكثير من الأحداث الدالة على فشل العسكر الذريع في سيناء، والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين والعسكريين، لتختتم سلطات الانقلاب العام  بإعدام 15 من أهلها.

ونرصد في هذا التقرير الحصاد الأسود للانقلاب بقيادة السفاح عبد الفتاح السيسي بسيناء : 

مذبحة الروضة 

وقع حادث مذبحة مسجد الروضة بشمال سيناء؛ ليروح ضحيته 305 شخص، حيث تعتبر المجزرة الأكبر ضد المدنيين عام 2017، بعد هجوم على المسجد وقتل المصلين أثناء صلاة الجمعة. 

وتعد قرية الروضة التابعة بمنطقة بئر العبد الواقعة غرب مدينة العريش، أحد معاقل الطرق الصوفية التابعة للطريقة الجريرية الأحمدية، الذين ينتمون إلى الشيخ سالم أبو جرير التابع لقبيلة السواركة، ويقطن في القرية حوالي 2500 نسمة، وتقع غرب العريش بحوالي 30 كيلو مترًا.

كما أن استهداف مسجد الروضة ليس الأول، ولكن سبقها العديد من الأحداث كان أبرزها مقتل سليمان أبو حراز، بعد اختطافه ، ومعه أحد الشيوخ، وكانت الواقعة هي الأولى في استهداف الصوفيين.

وجاءت روايات شهود العيان لتكشف أن الحادث بدأ بانفجار قنبلة داخل المسجد وقت صلاة الجمعة، أدت لسقوط قتلى وجرحى، وحاول بعض المصلين الذين لم يصابوا في الانفجار الهروب، وفور خروجهم اكتشفوا وجود 4 سيارات دفع رباعي تحمل عددًا من المسلحين الملثمين كانوا في انتظارهم.

وكشفت الروايات أن المسلحين أطلقوا وابلاً من النيران على الفارين من المسجد، ليسقط منهم عشرات القتلى، كما طوقوا المسجد من جميع الاتجاهات لقتل كل من يحاول الفرار، وعقب تأكدهم من سقوط أعداد كبيرة، فروا من الناحية الجنوبية للمسجد باتجاه الصحراء بين العريش وبئر العبد، شمال سيناء، في ظل غياب كامل لقوات الجيش، والذين يبعدون عدة أمتار فقط عن القرية، حيث أن أقرب معسكر للجيش لا يبعد أكثر من نصف كيلو عن موقع الحادث.

تهجير الأهالي 

نفذ العسكر تعليمات قائدهم السفاح عبد الفتاح السيسي، فبالغوا في ارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان بسيناء، وذلك من خلال تهجير الأهالي، حيث أعلن محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور في 10 أكتوبر 2017 بدء المرحلة الثالثة من منطقة العزل بتجريف منازل المواطنين في نطاق 500 متر جديدة، لتصبح المنطقة العازلة في مسافة 1500 متر أو ما يزيد على ذلك، حيث تهدف المرحلة الثالثة إلى إزالة 1215 منزلا و40 منشأة حكومية.

ومع منتصف 2017 بدأت تتكشف أجزاء أخرى من خطة تفريغ المنطقة الشرقية باتجاه الكيان الصهيوني، في ظل قيام سلطات الانقلاب بإعداد تصور لإخلاء مناطق جديدة في مدينة الشيخ زويد ورفح من السكان من مساحات واسعة مستغلة حالة الغضب الشعبي في أعقاب حادث استهداف كمين أمني بمنطقة "البرث" نتج عنه مقتل 30 فردًا من عناصر الجيش في يوليو الماضي.

واستغلت أيضا الأجهزة الأمنية الانقلابية سلسلة الهجمات التي وقعت بمدينة العريش والتي وقعت مطلع أكتوبر الجاري واستمرت حتى منتصف الشهر، وأغلقت مكاتب البريد في ضاحيتي المساعيد والزهور في مدينة العريش لحين توفير حماية أمنية.

كما أغلقت أفرع البنوك بمدينة العريش حتى إشعار آخر بعد حادث السطو المسلح الذي تعرض له البنك الأهلي منتصف أكتوبر الجاري، برغم وقوعه في مربع أمني محاط بثلاثة كمائن عسكرية.

وفيما يتعلق بالقتل على أساس الهوية، تعرض الأقباط إلى تهجير من شمال سيناء إلى الإسماعيلية، إبان مقتل 12 قبطيًا في العريش شهر فبراير.

ويوم الثلاثاء الماضي، استعرض موقع "#سيناء_بلس" الذي يديره نشطاء من سيناء مشاهد (فيديو) لمواطنين من مدينة رفح شرق العريش يودعون مناطقهم المهدمة عن آخرها وكرافات وبقايا أسرة وعجلات يلعب بها الأطفال قبل رحيلهم منها لدخولها نطاق المرحلة الرابعة من توسعة المنطقة العازلة برفح.

ونشر سيناء بلس صورًا لعشرات الأسر تلملم محتويات منازلها البسيطة استعدادًا للرحيل حيث إن منازلهم تقع ضمن المرحلة الرابعة من توسعة المنطقة العازلة برفح.

ولفت الموقع إلى أنه من المفارقات العجيبة أن معظم هؤلاء لا يعرفون وجهتهم بعد الرحيل إلا أن الخيارات أمامهم باتت محسومة بين صحراء مركز بئر العبد أو صحراء غرب العريش.

فشل العسكر 

تعتبر سيناء الشاهد الأول والأبرز على فشل العسكر حتى في حماية أنفسهم، فخلال عام 2017 احتلت سيناء الترتيب الأول من حيث عدد العمليات المسلحة ضد قوات الجيش والشرطة، والتي بلغت 27 عملية، وتعتبر مدن (رفح- الشيخ زويد- العريش) أبرز التمركزات التي شهدت خسائر للجيش.

وتنقسم العمليات المسلحة إلى: 13 عملية استهدفت مواقع ونقاط تمركز لأفراد الجيش ، و 23 عملية استهدفت قوات الشرطة، إلى جانب 9 هجمات جعلت من المدنيين هدفًا مُباشرًا لها.

وحرص قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي بعد كل عملية، بوعد الشعب بالقضاء على الإرهاب، وتتبع تصريحاته بأيام قليلة عملية مسلحة أخرى، وسط فشل أمنى واضح، ووقوع ضحايا من الجيش والشرطة والمدنيين.

إعدامات بالجملة 

في آخر صورة من صور الظلم الواقع على أهالي سيناء بعام 2017، نفذت وزارة داخلية الانقلاب، حكم الإعدام شنقا بحق 15 بريئَا في قضايا ملفقة مرتبطة بعمليات مسلحة وقعت بشمال سيناء.

وتم تنفيذ الإعدام، فجر الثلاثاء الماضي، في سجنيْ برج العرب ووادي النطرون شمال غرب البلاد؛ حيث كان الأبرياء الـ15 محبوسين منذ تلفيق عدة اتهامات لهم، منها "المشاركة في هجمات على قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء".

وكانت المحكمة العسكرية العليا قضت برفض طعون المحكوم عليهم، وأيدت حكم الإعدام نهائيا الصادر من محكمة أول درجة في الهزلية المعروفة إعلاميًا بـ"خلية رصد الضباط".

اعتقالات 

ويوم السبت 30 ديسمبر، شنت قوات أمن الانقلاب حملة اعتقالات ببئر العبد في الساعات الأولى من الصباح، بشكل تعسفي ودون ذكر أسباب.

وقال شهود العيان إن الحملات طالت منازل أهالي قريتي (قاطية و اقطية) وروعت النساء والأطفال والأهالي العزل قبل أن تعتقل عددًا كبيرًا من أبناء القريتين وتقتادهم جميعًا لجهة غير معلومة دون ذكر أسباب اعتقالهم.

كانت قوات أمن الانقلاب قد واصلت منذ الجمعة، حملات المداهمة والاعتقال التعسفي لأهالي سيناء واقتحمت قرية بالوظة التابعة لمركز رمانة، ودهمت عددًا من المنازل بحثًا عن بعض الأهالي.

اللافت أن قوات أمن الانقلاب حين لا تجد من تبحث عنهم تقوم باعتقال الموجودين من أقاربهم؛ ما تسبب في حالة من السخط والاستياء بين الأهالي.

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك