• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

ولد حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا في قرية المحمودية من أعمال محافظة البحيرة في مصر، وقد نشأ حسن البنا في بيت ريفي يحب العلم والعمل، حيث كان أبوه أحمد مدرسًا لعلوم الشريعة، وكانت له مصنفات علمية.

تدرج حسن البنا في سلك التعليم وانخرط فيه مبكرًا مبديًا نبوغًا وتفوقًا في كل مراحل دراسته، فقد التحق مبكرًا بالكتّاب، وتتلمذ على يد الشيخ محمد زهران الرشادي، كما التحق بالمدرسة الإعدادية بعد ذلك ثم مدرسة المعلمين الأولية بدمنهور، وأخيرًا التحق بدار العلوم ليتخرج منها سنة 1927 حاملاً شهادة اللغة العربية والتي عمل مدرساً لها ما يقارب تسعة عشر عامًا.

بعد تقاعده من سلك التعليم الحكومي عمل حسن البنا في الصحافة وأسس جريدة الشهاب عام 1948 ميلادي، وقد كانت حياته حافلة بالدعوة والتعليم؛ حيث أسس مع أقرانه مبكرًا جماعات مثل جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية وجميعة محاربة المنكرات، والتي شكلت بداية لتأسيس جماعة الإخوان المسلمين.

تأسيس جماعة الإخوان المسلمين

بعد تفرغه للدعوة والجهاد، آمن البنا بأن الدولة الإسلامية هي صاحبة دعوة ورسالة، وأن الفصل بين الدين والدولة خطيئة كبرى، وأنه لا بد من قيام حكومة إسلامية تستند إلى القواعد التالية: مسؤولية الحاكم أمام الله وأمام البشر، وحدة الأمة في إطار الأخوة، احترام إرادة الأمة.

في عام 1928 أسّس حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين التي تأثرت بها معظم الحركات الدعوية والسياسية الإسلامية على مستوى العالم، وأقيمت لها فروع في الكثير من الدول العربية والإسلامية.

أعاد البنا إصدار جريدة "المنار" بعدما توقفت، وعمل من أجل ما سماه المشروع الإسلامي الذي يستطيع مقاومة الاستعمار، ومحاولات قهر الشعوب المسلمة.

قاد البنا كتائب الإخوان المسلمين في حرب فلسطين، تحت "شعار الموت في سبيل الله أسمى أمانينا"‎. وعقد في دار المركز العام في القاهرة، أوّل مؤتمر عربي من أجل فلسطين. ودعا إلى حرب تحرير شعبية ضد إسرائيل تدعمها الدول العربية بالمال والسلاح.

وقد قال في إحدى خطبه "إنني أعلن من فوق هذا المنبر أن الإخوان المسلمين قد تبرعوا بدماء عشرة آ‎لاف متطوع للاستشهاد" في سبيل الدفاع عن فلسطين.

وحينها أدركت إسرائيل خطر جماعة الإخوان المسلمين على المشروع الصهيوني وبدأت تكيد لها.

وعندما بدأ الإخوان حملتهم على الاستعمار البريطاني وجه البنا جهده لإنشاء تشكيلات سرية من الفدائيين وإعدادها للجهاد‎، وأطلق عليها "النظام الخاص".

يعتبر البنا من أبرز المنظرين للإسلام السياسي في العصر الحديث وقد تأثرت بدعوته معظم الحركات الإسلامية في العالم وأنجبت مدرسته كتابا ومفكرين قاموا بتحليل الأوضاع، وتناولت مصنفاتهم ومحاضراتهم مشاكل العالم الإسلامي السياسية والاقتصادية والاجتماعية ووضعوا تصورات لعلاجها من منظور إسلامي.

حول تثمين دوره، يقول الرئيس المصري الراحل محمد نجيب "إن الإمام الشهيد حسن البنا أحد أولئك الذين لا يدرك البلى ذكراهم، ولا يرقى النسيان إلى منازلهم، لأنّه رحمه الله لم يعش لنفسه بل عاش للناس، ولم يعمل لمنفعته الخاصة بل عمل للصالح العام".

كُتبت في سيرة حسن البنا عشرات الكتب والدراسات، منها "روح وريحان من حياة داع ودعوة" لأحمد الحجاجي، و"حسن البنا أستاذ الجيل" لعمر التلمساني، و"حسن البنا حياة رجل وتاريخ مدرسة" لأنور الجندي.

ويقول الشيخ علي الطنطاوي إن البنا "من أبلغ من علا أعواد المنابر، تفعل خطبه في السامعين الأفاعيل وهو لا ينفعل، يبكيهم ويضحكهم ويقيمهم، ويقعدهم وهو ساكن الجوارح، هادئ الصوت، يهز القلوب ولا يهتز" .

المؤلفات

أوكل إليه أبوه كتابة مقدمة "الفتح الرباني" للإمام أحمد بن حنبل، فكتب في مناقبه وسيرته ومحنته وما يتعلق بمسنده ومنزلته عند المحدثين.

ومن مصنفات حسن البنا: الرسائل، أحاديث الجمعة، المأثورات، وكتب عن سيرته الذاتية تحت عنوان "الدعوة والداعية".

الاغتيال

في مساء 12 فبراير 1948 اغتيل حسن البنا بسلاح حكومي، وتقول المصادر إنه كان من الممكن إنقاذ حياته، لكن المستشفى الذي نقل إليه تعمد تركه ينزف حتى فارق الحياة بإيعاز من السلطات.

وجاء اغتيال البنا بعد مقتل رئيس وزراء مصر محمود النقراشي، الذي أصدر قرارًا بحل جماعة الإخوان المسلمين.

وقد شيعت جنازة البنا في صمت تام ولم تسمح السلطات المصرية لأحد بالمشاركة بحمل نعشه.

أضف تعليقك