• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

تقترب العملية الشاملة التي تنفذها عصابة الانقلاب في محافظة شمال سيناء من أسبوعها الثاني، وسط تفاقم واضح في الأوضاع الإنسانية والمعيشية لعشرات آلاف السكان الذين يعانون من حصار مشدّد فُرِض عليهم بعد إغلاق الطرقات المؤدية من المحافظة وإليها وتشديد الحركة على محاور المدن الرئيسية، وهو ما يزيد القلق على مصير السكان عدم وجود سقف زمني للعملية العسكرية أو حدود لها.

العملية التي بدأت الجمعة 9 فبراير الجاري، جاءت بتكليف من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لرئيس أركانه، أثناء الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في 29 نوفمبر الماضي، باستخدام "القوة الغاشمة" زاعمًا أنها لاستعادة أمن سيناء خلال 3 أشهر وهي المدة التي كان قد حددها السيسي المنقلب للقضاء على الإرهاب، على حد زعمه.

تدمير المواطن

يتفنن الجيش بإيعاز من قائد الانقلاب في تدمير المواطن السيناوي وإفقاره، وتدمير مناطق التنمية، ودفع السكان للهروب من شمال سيناء، حيث استمرت قوات الجيش باقتحام القرى في بئر العبد الهادئة قبل عمليات الجيش.

وأمس الإثنين اقتحمت القوات قرية التلول التابعة لمركز بئر العبد، وداهمت المنازل وقامت بتفتيشها، ثم قامت بحملة عشوائية لاعتقال أكثر من 20 شخصًا من أبناء القرية.

وللمرة الثانية خلال 24 ساعة وباستخدام الجرافات، هدمت قوات الجيش والقوات المعاونة من الشرطة منزلًا من طابقين بميدان العتلاوي وسط مدينة العريش، بعد إخلائه من سكانه بدعوى أن صاحبه مطلوب أمنيًا.

وسبق أن هدمت قوات الجيش عمارة سكنية بنفس المنطقة، أول أمس الأحد، بدعوى أن أحد أبناء العمارة مطلوب أمنيًا.

وتساءل مراقبون عن الذنب الذي ارتكبته أسر المطلوبين أمنيًا بحق الوطن، اللهم إلا إذا أراد الجيش حشد جميع السكان في جانب المسلحين إن صحت ادّعاءات الجيش.

تجويع متعمد 

رفعت صفحة "سيناء_بلس" على "تويتر"، استغاثة سكان منطقة الكيلو 17 غرب مدينة العريش، يطالبون بأقل حقوقهم من الدقيق والخبز؛ من أجل استمرار حياتهم وحياة أطفالهم.

وقال السكان إنه "منذ بداية الأزمة لم يصل القرية أي نوع من أنواع الدعم، وسكانها لا يمتلكون حسابات على الفيس بوك لينقلوا شكواهم البسيطة.. فضلًا عن مصادرة هواتفهم".

وتنقسم المحافظة في سوء الأوضاع المعيشية إلى قسمَين، القسم الأول من مدينة العريش إلى مركز بئر العبد، ويزعم الجيش أنه يحاول سدّ رمق المواطنين فيه من خلال كميات من المواد الغذائية والخضار التي تبيعها أجهزته للمواطنين.

أمّا القسم الثاني فهو شبه ملغيّ من حسابات الدولة وأجهزتها التنفيذية، ويشمل مدن رفح والشيخ زويد وبعض أجزاء وسط سيناء التي لم تصل إلى غالبية قراها أيّ مواد غذائية أو أدوية، في حين تُمنع حركة المواطنين كليًا خارج منازلهم للأسبوع الثاني على التوالي.

على الرغم من أنّ القسم الأول هو الأوفر حظًا، إذ تصل إليه كميات قليلة من الأغذية، إلا أنّ أزمة الوقود والغاز أنهكت المواطنين مثلما هي الحال في بقية مدن محافظة شمال سيناء، فقد فرغت محطات الوقود وسيارات المواطنين من أيّ كميات من المحروقات؛ الأمر الذي أدخل مدن المحافظة في حالة من الشلل شبه التام وأعاد المواطنين إلى عربات "الكارو" التي تجرّها الدواب وإلى الدراجات الهوائية، في حين راحوا يشعلون النار للطهي مستعيضين بالخشب وما إليه عن الغاز الذي اختفى في المحافظة منذ بدء العملية.

ونقل نشطاء سيناء من مختلف الصفحات الإخبارية المهتمة، أن الطوابير المتراصة في العريش عبرت عما يريده السيسي، بدفع مواطني العريش و400 ألف مواطن بشمال سيناء للهروب من الفقر بحثا عن عربات الطماطم والبطاطس، ومن أوضاع تشبه إلى حد بعيد أوضاع اللاجئين في سوريا والعراق.

التمديد لثلاثة أشهر

طالب رئيس أركان حرب الجيش، الفريق محمد فريد حجازي، قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، أول أمس الأحد، بتمديد فترة العملية العسكرية الشاملة في سيناء لأكثر من 3 أشهر، بحجة استكمال أهداف العملية المزعومة.

وآثار هذا الطلب انتقادًا واسعًا بين حقوقيين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن هدف هذه العملية هي القضاء على الأهالي وليس الإرهاب كما يزعمون.

النشطاء انتقدوا طلب حجازي، في ظل تداول صور ومقاطع فيديو لأهالي سيناء والعريش خلال انتظارهم لمعونات الغذاء من سيارات الجيش، بعد حصار القوات المسلحة للعريش ومنع دخول أو خروج أي مركبات، ونفاذ المواد الغذائية من الأسواق. 
 
فيما أكد بعض الخبراء أن طلب رئيس الأركان يعد اعترافًا منه بفشل العملية، متوقعين عدم تحقيق هذه العملية أي شيء يذكر مع التمرد الحادث في سيناء، باستثناء توسيع الحاضنة الشعبية للقوى المناوئة لسلطات الانقلاب.

كارثة إنسانية

قال النائب يحيى عقيل، عضو مجلس الشعب الشرعي عن محافظة شمال سيناء، إن مطالبة الفريق حجازي، رئيس أركان الجيش، بتمديد فترة العملية العسكرية في سيناء لأكثر من 3 أشهر، تؤكد تورط الجيش في الحرب على سيناء.

وأضاف عقيل- في مداخلة هاتفية لقناة "مكملين"- أن عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، أخذ اللقطة بالزي العسكري، في إشارة إلى أن الحكم في مصر عسكري، وأنه يعتمد مبدأ القوة الغاشمة الخارجة عن القانون، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة.

وأوضح عقيل أن أهالي سيناء باتوا يواجهون خطر المجاعة بالفعل، وتمديد العملية العسكرية لمدة 3 أشهر سيؤدي إلى وقوع كارثة إنسانية كبيرة.

 

أضف تعليقك