• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم: شعبان عبد الرحمن

قرار مجلس الأمن الأخير عن الوقف الفوري لإطلاق النار في الغوطة الشرقية ، تقدم الأمم المتحدة مشهدا جديدا من مشاهد خداع العالم للإيهام برعايتها للقانون الدولي وحماية الأمن والسلم والدفاع عن حقوق الإنسان ، وغيرها من الشعارات التي باتت مبتذلة لدي الرأي وخاصة لدي الشعوب المسلمة ، والواقع والتاريخ  شاهد .

فما من مجزرة وقعت بحق شعب مسلم في العصر الحديث بفعل الآلة العسكرية الوحشية للقوي الكبري أو القوي المخالفة في الدين والموقف السياسي إلا وكان للأمم  فيها دورمرسومومتعدد الخطوات ، يبدأ بالصمت لعدة أيام ثم الإعراب عن القلق ثم مناشدة الأطراف ضبط النفس ، تكون الضحية حينها قد أوشكت علي لفظ الأنفاس الأخيرة ، فيتم عقد اجتماع عاجل وإصدار قرار بوقف إطلاق النار،وهو في الحقيقة يمنح المعتدي فرصة لترتيب قواته وتلافي الأخطاء السابقة وتحديد الأهداف المرصودة بدقة ليستأنف الإبادة ومحاولة التهام الضحية ... وهذا عين ما نعاينه مع كل المجازر التي جرت بحق شعوب مسلمة ، وفي حضور الأمم المتحدة .


لن أتوقف طويلا في هذا الصدد ، لتقديم شواهد علي ما أقول ، ولكن أكتفي بتذكير القارئ ببعض من النماذج التي يعد ما يجري في الغوطة الشرقية أحدثها ، فقد بدا أن قرار وقف النار الذي اتخذ بعد مناقشات امتدت لأيام ليس أكثر من هدنة لكي يلتقط التحالف المجرم ( روسيا  - سوية – إيران ) أنفاسه .

وهذه الغوطة الشرقية ليست حديثة عهد بالمجازر وإنما تعيش هذا الحدث منذ أربع سنوات تحت الحصار  فقد ارتبط اسمها بما يعرف بـمجزرةالكيمياويعام 2013م التي قتل فيها نحو 1300 مدني ، والسبب أن تلك المنطقة تقع في أحشاء العاصمة دمشق وقد تمكنت من قطع طريق المطار لقترة ليست قصيرة ، ولو توفرت لها الإمكانات لأستولت علي القصر ، ولذلك فإن وقف النار هناك لن يتحقق بسهولة حيث تتوافق لإرادة الدولية الاستعمارية  علي ذلك ، بصرف النظر عن الدعاية الكاذبة التي تبثها روسيا والنظام السوري .
لم ننس بعد ما أعلنه المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك قبل أسابيع بأن الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، "منزعج وقلق للغاية"، إزاء تقارير نشرت عن العثور على 5 مقابر جماعية لمدنيين من أقلية الروهنغيا المسلمة، في إقليم أراكان، غربي ميانمار...


وقد صدر ذلك الانزعاج من أمين عام الأمم بعد أن كشفت الصحافة الفضيحة و تناقلتها وسائل إعلام عالمية، بينها « أسوشييتد برس الأمريكية " و " بي بي سي  البريطانية" .
ولم يتغير شيئ بعد إعلان أمين عام الأمم المتحدة قلقه ، فمحنة اثني عشر مليونا من المسلمين الروهنجيا ( تعني جماعة مسلمة ) في بورما ( ميانمار ) مازالت مستمرة تحت قمع الجيش البورمي المتحالف مع المنظمات الهندوسية الإرهابية ، وخاصة في إقليم أراكان ( مليون مسلم تقريبا ) الذي شهد أبشع المذابح دون أي تحرك من الأمم المتحدة سوي الدعاية!.


وهل نسينا مجازر مسلمي البوسنة علي  أيدي متطرفي الصرب  ،وأبرزها مجرزة سربيرينتسا علي التي حولتها الأمم المتحدة إلي ملاذ آمن عام 1995م تحت حماية قواتها ، لكن تلك القوات فتحت الملاذ لفرق الموقت الصربية المتطرفة لتفتك بثمانية آلاف من الأطفال والشباب والرجال والنساء وتحول المدينة إلي مقبرة جماعية ، ثم ترتكب الأمم المتحدة جريمة أشد باعتبار ما جري ليس جريمة حرب ولا يرقي إلي الإبادة الجماعية ، يومهىا كنت هناك وتابعت ذلك وغيره في البوسنة والهرسك مما يشيب له الولدان .
تلك هي الأمم المتحدة التي كشفت  صحيفة "غارديان" البريطانية في تحقيق لها مؤخرا عن تعرض عشرات الموظفات العاملات بها  إلى التحرش أو الاعتداء الجنسي خلال عملهن، وإفلات المعتدين من العقاب بسبب "حصانتهم"، بينما علقت المنظمة الدولية بقولها: "هذا يحدث في كل مكان".!


إنها إذا الأمم المتحدة راعية المذابح بحق المسلمين تحت غطاء الإعراب عن القلق وطلبات ضبط النفس خداعا للرأي العام ، فمنذ نشأتها (24 أكتوبر 1945م ) وموقف أمينها العام مع كل مذبحة أو مقبرة جماعية بحق مسلمين لايتعدي هذه العبارة السمجة الباردة " "منزعج وقلق للغاية" ثم تتبخر تلك الكلمات في الهواء بينما تتواصل طاحونة المجازر بلا ضمير . !

أضف تعليقك