• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

يقدم لكم "الشرقية أون لاين" سلسلة من الأئمة الذين جاهرو بكلمة حق في وجة السلاطين المستبدة وعلماء السلطان الذين باعوا دينهم بدنياهم، ومن هؤلاء العالم  الشجاع أبو الحسن بن بنان، وهو بيننا اليوم نموذج للثائر الذى وقف فى وجه الظلم

من هو أبو الحسن بن بنان؟.

أَبُو الْحُسَيْن بن بَنَان، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الرابع الهجري، وصفه أبو عبد الرحمن السلمي، بأنّه: «من جلّة مَشَايِخ مصر»، ووصفه أبو القاسم القشيري بأنّه: «من كبار مشايخ مصر»،وقال عنه محمد بن علي الكتاني: «ما أعلم أن أحدا خرج من الدنيا وليس في قلبه من الدنيا شئ إلا أبا الحسين بن بنان»، صحب أبا سعيد الخراز، وعمرو بن عثمان المكي، وأبا بكر محمد بن الحسن الزقاق. كان من أهل مصر، يبيع شقاق الصوف (نوع من الثياب) وكان يجالس القوم (الصوفية) ويخالطهم، وُجد في آخر عمره مطروحاً ميّتاً على تلّ في التيه.

حين ولي أحمد بن طولون شؤون مصر والشام استقل بهما عن الخلافة العباسية، وحدثت منافسة شديدة بينه وبين سلاطين بني العباس. وخوفا على ملكه من الضياع صار يحصي أنفاس المصريين ويسلط عليهم الجواسيس والرجال القساة، ولم يسلم منه مقربوه ورجال دولته، علاوة على العامة، فلم يكن يبعث أحدا من رجاله في مهمة إلا بعد أن يبعث رفقته من يكتب عنه التقارير ويتتبع أخباره، فهابه الناس كأشد ما تكون الهيبة، وخافوه على أنفسهم كأشد ما يكون الخوف. 

وقد بلغ من جوره أنه كان يضرب كاتبه ابن الواسطي بيديه، كما أنه حبس قاضيه بكار بن قتيبة لأنه خالفه الرأي ورفض أن يتبع أهواءه في مسائل كان ابن طولون يجانب فيها الصواب، فعذبه وأطال سجنه ولم يراع فضله ولا علمه. 

حبس ​أبو الحسن بن بنان

كان الملك ابن طولون ظالم من ظلمة الحكام .جاءه الإمام ابن أبي الحسن الزاهد وقال له: يا ابن طولون
إنك قد ظلمت وفعلت، وفعلت وأنَّبه وتكلم عليه فاشتد ابن طولون وأمر بحبسه، لما حبسه أمر ابن طولون بتجويع أسد ثلاثة أيام، وعندما
جوع الأسد اجتمع الناس وفي مقدمتهم ابن طولون ووضع، وجيء بأبي الحسن الزاهد، ووضع أمام الأسد في حلبة. 

تصوروا إنسانا ضعيفا أعزل أمام أسد جائع له ثلاثة أيام لم يأكل، فلما رآه الأسد بدأ يزأر ويتقدم ويتأخر، والناس أيديهم على قلوبهم من
المعركة غير المتكافئة، وأبو الحسن الزاهد قد أطرق مليا، لا يتحرك منه عضو في جسده كأنه لا يبالي، وبدأ يهدر هذا الأسد والناس بين
خائف، ومكبر، ووجل، ووجدوا أن الأسد يتقدم ويتأخر، ثم جاء وطأطأ برأسه على أبي الحسن الزاهد وشمه ثم ذهب، وبدأ يفعل هذا برهة
من الزمن، ثم طأطأ رأسه وانصرف في زاوية من المكان، وجلس ولم يمس أبا الحسن الزاهد بسوء، وكبر الناس وتعجبوا .

فقال أحمد بن طولون: ائتوني به، فجاءوا بالإمام الزاهد فسأله وقال: أريد أن أسألك سؤالا بماذا كنت تفكر والأسد يزأر ويصيح ويرفع
صوته؟ قال: إن الأسد عندما جاء وشمني ومس ثوبي جلست أتأمل هل لعاب الأسد طاهر أو نجس ؟ هذه القضية التي تشغله. قال: أما خفت
من الأسد؟ قال: أبدا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يكفيني إياه

 

أضف تعليقك