• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

لم يتوان أحفاد قتلة الأنبياء عن ممارسة هوايتهم البشعة في تقتيل النفس التي حرمها الله، فمن قتلهم للأنبياء إلى القتل المستمر لأطفال فلسطين، كانت هناك مذبحة بشعة لبني صهيون انتفض لها ضمير العالم الحر، ففي الثامن من أبريل 1970، قصفت طائرات العدو الصهيوني مدرسة بحر البقر في مركز الحسينية بمحافظة الشرقية.

وكغيرهم من أبناء جيلهم في شتى بقاع العالم، ذهب الأطفال لمدرستهم، لتلقي العلم، لكنهم فوجئوا بأصوات طائرات الفانتوم الأمريكية و5 قنابل متتالية، وصاروخين فى الساعة التاسعة وعشرين دقيقة، صباح يوم الأربعاء الموافق 8 أبريل، على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة التابعة لتتناثر أشلاء الطلاب فى كل مكان لتكسو دماؤهم "الكراريس" والكتب.

وأسفرت المذبحة البشعة عن مقتل30 طفلا، وإصابة أكثر من 50 آخرين، فى المدرسة ليكملوا حياتهم بأجساد تحمل من تلك الذكرى ما لا يمكن نسيانه.

فيما تحولت المدرسة التي كانت تتكون من طابق واحد فقط يضم ثلاثة فصول تحوى 150 طفلًا، إلى كوم من الأطلال.

وفي صباح يوم الحادث قطعت الإذاعة المصرية بثها لتذيع هذا البيان العاجل: "أيها الأخوة المواطنون ، جاءنا البيان التالي .. أقدم العدو في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقة من صباح اليوم علي جريمة جديدة تفوق حد التصور، عندما أغار بطائراته الفانتوم الأمريكية على مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشر تحت جحيم من النيران".

ونددت مصر بالهجوم رسميا، ووصفته بأنه هجوم متعمد غير إنساني بهدف إخضاع مصر وإجبارها علي وقف الهجمات التي تشنها خلال حرب الاستنزاف والموافقة على مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار.

وقام حسن الزيات مندوب الجمهورية العربية المتحدة في الأمم المتحدة بإرسال مذكرة رسمية إلى رالف باتش مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة لإبلاغه باحتجاج مصر الرسمي ومطالبته باجتماع عاجل للدول الأعضاء. كما قام وزير الخارجية المصري بعقد اجتماع موسع لسفراء الدول الأجنبية في مصر.

وفي حرب أكتوبر 1973 وبعد أن أسقطت قوات الدفاع الجوي طائرة فانتوم صهيونية فوق بورسعيد ، وكان من بين الأسرى الصهيونيين كابتن طيار تدعى "آمي حاييم " اعترفت أنها شاركت في القصف كما جاء في أقوالها، وأقرت بأنهم قصفوا المدرسة عن عمد وأنهم كانوا يعرفون أنهم يستهدفون بقنابلهم وصواريخهم مجرد مدرسة ابتدائية.

ولم تخلد الدولة المصرية تلك الذكرى الهامة كما يجب وكأنها سقطت من ذاكرتها المتهرئة، واكتفت بدفع 100 جنيه لأسرة الشهيد و10 جنيهات للمصاب، فضلا عن جمع بعض متعلقات الأطفال من "مرايل" و"أقلام" و"كتب" و"أحذية" وما تبقى من ملفات، فضلًا عن بقايا لأجزاء من القنابل التى قصفت المدرسة، والتي تم وضعها جميعًا فى متحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالي 17 فصلًا تضمها جدران مدرسة "بحر البقر الابتدائية"، تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر البقر".

وما زالت قرية بحر البقر طي النسيان على أرض الواقع ولا يتذكرها المسئولون إلا مرة كل عام في ذكرى المذبحة دون أن يخطر ببالهم تكريم القرية وأسر الشهداء بشكل يليق بهم.

فيما تشهد مصر الآن تحالفا كبيرا بين قائد الانقلاب العسكري فيها السفاح عبد الفتاح السيسي مع ذلك العدو الغاشم الذي يعتبر السيسي رجلهم الأول في مصر.

 

 

أضف تعليقك