• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

"كان رمزاً لثوار العالم في الأرض كلها وملهمًا للمكافحين من آسيا وإفريقيا وأمريكيا اللاتينية في تصديهم للطغاة، كون جيشا مكونًا من ثلاثة آلاف مجاهدًا الذين تركوا ملاذ الدين وخرجوا في سبيل الله ليعلموا العالم والثوار درسًا لا ينسي في الكفاح والدفاع عن الحرية" إنه الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، أسطورة المغرب الإسلامي.

ولد محمد بن عبد الكريم الخطابي عام 1882 في بلدة أجدير بالقرب من مدينة الحسيمة شمال المغرب.

كان الأمير من حفظة كتاب الله وهو في سن مبكرة، ثم أرسله والده إلى جامعة القرويين في مدينة فاس لدراسة العلوم الشرعية واللغوية، وهو ما أثر على تكوين شخصيته، فقد كان  قاضيا  شرعيا، ومدرسا، وصحفيا، ومجاهد، وأمير، ورئيس دولة

علاقة محمد بن عبد الكريم الخطابي بحسن البنا

اتصل الأمير الخطابي بالإمام الشهيد حسن البنا، وأعجب به وبدعوته، وداوم على الحضور إلى المقر العام للإخوان والصلاة خلف الإمام حسن البنا، ولما وصله خبر اغتياله بكى وقال: يا ويح مصر والمصريين، مما سيأتيهم من قتل البنا، قتلوا وليًّا من أولياء الله، وإن لم يكن البنا وليًّا فليس لله ولي.

"إني آمل أن تستفيد أمتي من تجربتي".. كانت هذه أمنية المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي الخالدة، التي أراد من خلالها أن يبعث برسالة إلى الأمة على مرّ عصورها للاستفادة من تجربته الرائدة في الكفاح. فرغم مرور أكثر من تسعين عاماً على حرب الريف التحريرية.

جهاده ضد أوروبا

بعد أن اجتمعت اوروبا على تقسيم بلاد المغرب في 1906، خلال مؤتمر "الجزيرة الخضراء"، وكانت أمريكا أيضاً شريكة في هذا المؤتمر في أول تدخل سياسي خارجي لها، وسطع نجم الأمير بعد قرار التقسيم عندما قام بمساعدة والده في تجميع القبائل لمواجهة الدول التي قسمت بلدهم واحتلتها، ليرد الأسبان على ذلك باغتيال والده عبد الكريم الخطابي أولاً من ثم حبسه بعد ذلك.

عمل "الخطابي" على تكوين جيشاً من ثلاثة آلاف مجاهد، مبتكراً فناً جديداً من فنون القتال يعرف "بحرب العصابات" والذي صار منهجاً قتالياً لكل ثوار العالم، حيث يقوم على فن المباغتة والكر والفر.

وابتكر أيضًا فن قتال الأنفاق الذي أنهك إسبانيا وكلفها خسائر كبيرة، ليقوم ملك أسبانيا "ألفونسو الثالث عشر" نتيجة لذلك بإرسال جيش إسباني منظم مكون من ٦٠ ألف جندي مدججين بالعدة والعتاد من طائرات ودبابات ومدافع لمواجهة ٣٠٠٠ مجاهد مسلم عدتهم بنادق بدائية مقارنة مع عتاد عدوهم.

وبدأت الملحمة والتقى الجمعان في معركة "أنوال" معركة ٣٠٠٠ مجاهد لا يرجوا الواحد منهم إلا رحمة ربه و ٦٠ ألف مقاتل صليبي.

انتهت المعركة، معركة لا يقال عنها إلا أنها أسطورية!، كانت بالفعل يومٌ من أيام الله الخالدة، ٦٠٠ من الجنود الأسبان فقط سلموا من الهلاك والأسر بعدما تمكنوا من الهرب إلى إسبانيا كالكلاب الفزعة ليقصوا أهوال ما رأوا من المسلمين في الريف المغربي على ملكهم الذي غره الطمع.

بعد ذلك أسس "إمارة الريف الإسلامية"، وقام خلال أعوام قليلة من إمارته بتعليم الناس الدين الاسلامي الصحيح الخالي من الشعوذة والدروشة، وأرسل البعثات العلمية إلى دول العالم، وقام بتوحيد صفوف القبائل المتناحرة تحت راية إسلامية واحدة أرهبت القوى الأوروبية الصليبية التي اجتمعت لتنهي خطر إمارة الخطابي الإسلامية وقاموا بنفيه.

لم يتوقف محمد عبد الكريم الخطابي عن الجهاد رغم المنفى فقد كان يوجه المقاومة وهو في منفاه حتى نالت المغرب استقلالها.

وبعد عشرين عاماً من النفي تمكن جنود الملك فاروق من إنقاذ الأمير أثناء نقله على متن سفينة فرنسية لجأت لمصر لتتزود بالوقود كانت تقله من منفاه إلى منفىً آخر، وقضى آخر أيام حياته في مصر حتى توفي عام ١٩٦٧.

من كلمات الثائر

قبل تحقيق النصر في معركة أنوال الخالدة قال الأمير محمد الخطابي: أنا لا أريد أن أكون أميرًا ولا حاكمًا، وإنما أريد أن أكون حرًّا في بلدي حر، ولا أطيق من سلب حريتي أو كرامتي.

أما بعد الانتصار، فقال في اجتماع مع رجال الريف الذين توافدوا عليه بأعداد غفيرة يريدون إعلانه سلطانًا، قال قولته الشهيرة: "لا أريدها سلطنة ولا إمارة ولا جمهورية ولا محمية، وإنما أريدها عدالة اجتماعية، ونظامًا عادلاً يستمد روحه من تراثنا".

من كلماته أيضًا: افعلوا بي ما تشاءون، من اليوم، فأنتم ظالمون على كل حال، ولا تنتظروا مني شيئًا غير هذا.

أضف تعليقك