• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

يشهد العالم ركودًا ديمقراطيًا منذ مطلع 2006؛ فالتوسّع العالمي للديمقراطية وانتشارها عبر دول عدة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي بدأ يتقلّص الآن حسبما أكد الأكاديمي الأميركي «لاري دايموند».

من جهته قال معهد «فريدم هاوس» إنّ حالة الركود التي تحدّث عنها «لاري» تحوّلت الآن إلى كساد كامل في الديمقراطية، التي تواجه أسوأ أزمة لها منذ أن بدأ تطبيقها؛ فمبادئها الأساسية، بما فيها ضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة وحقوق الأقليات وحرية الصحافة وسيادة القانون، لم تعد تُحترم.

وأضاف أنّ 71 دولة عانت من انخفاضات حادة في الحقوق السياسية والحريات المدنية العام الماضي، بينما حققت 35 دولة مكاسب إضافية، وعلى مدار الـ12 عاما الماضية شهد العالم بصفة عامة تراجعًا في الحريات؛ فشهدت 111 دولة تراجعًا في الحريات، بينما شهدت 62 ازدهارًا فيها.

لكنّ الأسوأ أننا نعيش حاليًا في عالم مليء بالقمع والمذابح العرقية والعنف المبرر دينيًا. هذا ما يراه الباحث السياسي بيتر هارتشر في مقاله بصحيفة «كانبيرا تايمز» الأميركية؛ متسائلًا: هل فقدان الحرية أسوأ أم المعاناة الإنسانية؟

دورة الاستبداد

وقال كين روث، المدير التنفيذي لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، إنّ الحرب الأهلية في سوريا والإبادة الجماعية في ميانمار من أولويات المنظمة حاليًا؛ فالقضيتان متشابكتان بطريقة أو بأخرى، إضافة لكونهما أزمات إنسانية حادة، وتمثلان صعودًا للنزعة الشعبية الأوتوقراطية، التي اكتسب ممثلوها مواقع في السلطة عبر شيطنة الأقليات التي لا تحظى بشعبية؛ وبمجرد وصولهم زعموا أنّ لديهم نظرة خاصة لرغبات الأغلبية، الكافية لتقويض الضوابط والتوازنات على قوتهم، ويهاجمون القضاة المستقلين والصحفيين الناقدين والمجتمع المدني.

وأكّد أنّ هذا السرد يظهر جليًا في عهد السيسي بمصر، والفلبيني رودريجودوتير ونارندرا الهندي، والجنرالات في ميانمار وفي أميركا دونالد ترامب وبلوندي ياروسلاف كازيزينسكي، والمجر وغيرها؛ فهذه البلدان تشهد أجندات مناهضة للحقوق والحريات، وللأسف هناك نقص حالي في العالم في الدعم المقدم للحريات والوقوف ضد الديكتاتوريين، وضد الفظائع التي ترتكب في سوريا أو حرب السعودية في اليمن أو التطهير العرقي للروهينجا.

وأضاف أنّ الأمر لايقتصر على الدول الفردية الواقعة تحت سيطرة «الرجل القوي»؛ بل امتدت لدول لم تشهد أعمالًا مماثلة من قبل، وما يساعد على ذلك الصمت والتخاذل الدولي. والاستبداد دورة ذاتية الاستدامة، وفي كل مرة يتقدم زعيم استبدادي للحكم في بلد ما فإنه يزيل المجال السياسي الذي أتى به إلى السلطة، ويقلل من القوة التي تدعم حقوق شعبه؛ ما يؤدي إلى زيادة الضعف، وهذا أشبه بدائرة هندسية أو فيروسية.


لماذا يشهد العالم تراجعًا في الديمقراطية؟

مثلما ساعد الكساد الذي أصاب العالم في ثلاثينيات القرن العشرين على ظهور التعصب والفاشية والحرب العالمية الثانية، وخسارة الوظائف وانعدام الدخول والأجور، وطحن الطبقة الوسطى في الأزمة العالمية؛ فالركود الاقتصادي الذي أصاب العالم في 2008 مهّد أيضًا الطريق أمام عودة الديكتاتوريات في العالم، وبقوة.

وقال «جون كين»، العالم السياسي بجامعة سيدني، إنّ هناك شعورًا قويًا بأنّ الأوقات المظلمة تطل علينا مرة أخرى، وأنّ الديمقراطية تمر بأزمة والغرب ينهار. وبعبارة أخرى: يحتاج القادة في العالم الديمقراطي، بل وأتباعهم، إلى تحسين الظروف المعيشية الموضوعية لشعوبهم.

أضف تعليقك