• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

التقوى هي فعل ما أمر الله به، وترك ما نهى عنه، ومما يعين العبد على ذلك: التفكر في أمر الدنيا والآخرة، ومعرفة قدر كل منهما، فإن هذه المعرفة لا بد أن تقود الإنسان إلى السعي إلى الفوز في الأخرة بنعيم الجنان، والنجاة من النار، ولذلك أخبرنا الله عز وجل عن الجنة أنها (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ).

وأمر الله عز وجل بتقواه، وأخبر أن التقوى هي عنوان الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة، فقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

ومما يزيد التقوى في القلوب: اجتهاد الإنسان في طاعة الله تعالى، فإن الله يكافئه على ذلك بزيادة الهداية والتقوى، فيعينه على القيام بما أمر الله به، ويفتح له من أبوب الخير والطاعات وييسرها له ما لم يكن يسيرا عليه من قبل . قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ).

ومما يصل بالإنسان إلى التقوى: الحرص على الصيام، والإكثار منه؛ فإن الله تعالى جعل فيه خاصية تعين العبد على الطاعات وتحببها إليه ولذلك قال الله تعالى عن فرض الصيام: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).

ولذلك أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم، وأكد وصيته، وأخبر بأنه لا مثل له في ذلك:

فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: ( عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عَدْلَ لَهُ )، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ، قَالَ: (عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ).

ومن ذلك أيضا: التخلق بأخلاق وصفات المتقين التي ذكرها الله تعالى في كتابه ، قال الله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ).

ومن ذلك أيضا: التمسك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، والابتعاد عن البدع المحدثة في الدين قال الله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).

ومن ذلك أيضا: الابتعاد عن حرمات الله ، قال الله تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).

ومن ذلك أيضا :

- الإكثار من ذكر الله وتلاوة القرآن .

- مصاحبة أهل الخير الذين ينصحون ويذكّرون، ومجانبة أهل الشر والبدعة.

- قراءة سير المتقين، من المؤمنين الصالحين، من أهل العلم والزهد والعبادة.

وأخيرًا ينبغي للعاقل أن يستعد للقاء الله تعالى في كل لحظة ، فإنه لا يدري متى يحل به الموت، فلا يمكنه استدراك ما قصر فيه ، وحينئذ يندم وقت لا ينفع الندم.

أضف تعليقك