بعدما أعلن وزير نقل الانقلاب، هشام عرفات،عن تطبيق الزيادة الجديدة في أسعار تذاكر مترو الأنفاق نهاية يونيو المقبل، من خلال اعتماد نظام المحطات، بدلاً من التذكرة الموحدة، بدعوى تقليل خسائر المرفق، وتحقيق العدالة في قيمة تذكرة المترو،وكان الوزير الانقلابى صرح سابقاً، بأن سعرتذكرة المترو، يساوى فقط ثمن بيضة ونصف، في حين أنها تساوي سبع بيضات في باريس!!
والوزير الانقلابى، بدل من أن يستخدم وحدات القياس المعهودة، كالدولارو اليورو،لكنه النظام الانقلابى الذى يدير البلاد بطريقة عزبة الباشا، والشيئ لزوم الشيء!!
وحتى هذه المقارنة غير عادلة، التي يدعيها الوزير الانقلابى،ثير الضحك والسخرية، لأن الحد الأدنى للأجور في فرنسا،يبلغ نحو عشرين ضعفاً لنظيره في مصر، التي ابتليت بحكم العسكر منذ عقود.
وعندما اعترض المواطنون على هذه الزيادة المجحفة، والتي لايقابلها أي زيادة في الأجور، ولكنها تأتى تلبية لمطالب صندوق النقد الدولى، والتي ثبت فشلها حتى الآن،بدل أن تعالج الأوضاع بحكمة، وتمتص غضب المواطنين الثائرين ، والتي لا تملك سوى المعالجات الأمنية ، فقد قامت حكومة الانقلاب بالدفع بقوات من الشرطة العسكرية، والأمن المركزي، يوم السبت، لتأمين محطات الخط الأول لمترو الأنفاق (حلوان – المرج)، عقب تصاعد حدة الاحتجاجات من قبل المواطنين الرافضين لقرار رفع أسعار تذاكر المترو بنسبة 350%، كما قامت داخلية الانقلاب باعتقال عدد من المواطنين، ووجهت إليهم تهم الدخول الى محطة المترو دون دفع ثمن التذاكر، ثم عرقلة سير عربات المترو في هذه المحطة، والتجمع بشكل غير قانوني،
وسوف يقوم نائب عام الانقلاب، بتوجيه تهم التظاهر بغير تصريح، وتعكير السلم العام ومحاولة قلب النظام الانقلابى، وقطع الطريق ، وإلى ماهنالك من قائمة التهم الجاهزة ، والمعدة سلفاً، مما أعاد للأذهان، فيلم “احنا بتوع الأتوبيس” والذى تم انتاجه، في أواخرسبعينيات القرن الماضى، والذى تدور أحداثه ، في الحقبة الناصرية، قبل نكسة 1967، في إحدى سيارات النقل العام، تحدث مشاجرة بين اثنين من الركاب جابر وجاره مرزوق من جهة وبين محصل الأتوبيس من جهة أخرى، تنتهى تلك المشاجرة بتوجه الأتوبيس إلى القسم، ويتم حجز جابر ومرزوق في القسم،وكان بالقسم عدد من المعتقلين، من المعارضين السياسيين،لذلك تم ترحيل جميع المعتقلين إلى السجن الحربى، وهناك يتم استقبالهم من قبل الجنرال رمزي “مدير السجن الحربي” ويوجه لهم تهم بتوزيع منشورات تدعو إلى قلب نظام الحكم، ويطلب منهما التوقيع على اعتراف بذلك ولكن يرفض جابر ومرزوق التوقيع ويرددا “إحنا بتوع الأتوبيس” ويتعرض كل من جابر ومرزوق للتعذيب والسحل والإهانة، أياماً وليالي ولا حيلة لهما إلا ترديد “إحنا بتوع الأتوبيس”
وهنا يقول رمزي ” مدير السجن الحربى” لمرزوق: فيه ناس مجانين كثيرة جاءوا هنا، وقالوا (إحنا بتوع الأتوبيس، وبتوع الطيارات، وبتوع الكارو، ولكن إحنا عقلناهم!!
عقلهم بالتعذيب والإهانة والسحل، والتنكيل بهم، بأساليب جلادى الحبقة الناصرية المشؤومة، التي داست على كرامة الإنسان!!
والطريف أن وزير نقل الانقلاب، علق على قرار زيادة سعر تذاكر المترو بقوله: أنه لن يكون هناك تراجع عن قرار زيادة أسعار تذاكر المترو،وأنه يهدد بالاستقالة،
في حال تم إلغاء قرار زيادة أسعار تذاكر المترو، لأن
هذا الأمر يعد جزء من سياسة الإصلاح الضرورية التي يحتاجها قطاع النقل في مصر، وأنه لن ينافق أحداً
على حساب أصول الدولة، وقال إن النظام القديم دفع الوزارة لاقتراض 30 مليار جنيه لصيانة مرافق المترو في ظل انعدام الموارد الذاتية نظراً لانخفاض أسعار التذاكر القديمة!!
ويروج الإعلام الانقلابى ،أن الزيادة الجديدة في أسعار تذاكر المترو يتحملها فقط الأغنياء أصحاب الدخول المرتفعة ولن يتأثر بها الموظفون أو الطلاب أو كبار السن، وأن هذه الزيادة تصب في مصلحة المواطن!!
اطمئن ياشعب،- وحط في بطنك بطيخة صيفى- لأن الذى سيتحمل الزيادة في أسعار تذاكر المترو، ساويرس وأبوهشيمة، والأذرع الإعلامية، وقضاة جهنم وجنرلات العسكر، والمشخاصتية!!
وفى نفس السياق ، أعلن وزير تموين الانقلاب الفاشل “علي مصيلحي” عن عدم صرف التموين علي مقررات التموين هذا الشهر ويقول ليس لدينا اعتمادات تكفي للصرف ولا حتي للاستيراد هذا الوقت!!
ماحدث اليوم في محطات المترو،والاعتراض بهذه الصورة، أظهر حالة الضغط التي يعيشها المواطن، في ظل سياسات حكومات الانقلاب المتعاقبة،والتي لم تقدم شيئاً يذكر لصالح المواطن،سوى المزيد من القروض ، وبناء السجون والمعتقلات ، وكبت الحريات و، والانتهاكات المستمرة،في الوقت الذى يزداد الضغط على المواطن ومحاربته في لقمة عيشه، تضاعف رواتب الوزراء ونواب عبد العال وقضاة جهنم ، وجلاوزة الشرطة والعسكر!!
لابد أن يعلم هذا النظام المتغطرس ، والذى يسعى لعلاج المشاكل بالاشتغالات واتباع سياسة الإلهاء، والمسكنات، باشغال الرأي العام بمرتضى منصور وفرج عامر وحكام أجانب بدل المصريين، وبرنامج الراقصة الدينى، أو بعض الفتاوى الشاذة، وهذه السياسات البلهاء لن تنفع وإن نجحت في بعض الأوقات، فكل ذلك لن يجدى نفعاً ،لأن الضغط حتماً سيولد انفجاروساعتئذ ستكون القشة التي قصمت ظهر بعير العسكر!!.
أضف تعليقك