• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ 3 ثواني

لم يبق إلا أن يصدر قراراً بعزل البابا والتحفظ عليه في أحد الأديرة، لنصبح في مواجهة أيام السادات الأخيرة!

فالسادات اعتقل كل ألوان الطيف السياسي في أيلول/ سبتمبر 1981، وكذلك يفعل عبد الفتاح السيسي في هذه الأيام، وبشكل غير مفهوم، لا سيما وأن الأمر قد دان له، فلم يعد هناك سوى نوع من التنفيس عبر صفحات التواصل الاجتماعي، لكنه مع ذلك بدا غير مستعد لأن يسمع ولو كلمة، فأصبح وهو يستقبل ولايته الجديدة، أكثر انزعاجاً، ولو من الهواء العليل!

مؤخراً تم الحكم على "إسماعيل الإسكندراني" بالسجن عشر سنوات، كما اعتقل "شادي الغزالي حرب"، و"هيثم محمدين"، و "وائل عباس"، وهم من غير الإسلاميين الذين استباحهم عقب انقلابه، كما تم اعتقال مقدم برنامج هزلي هو "أبلة فاهيتا"، فذكرنا بقرارات التحفظ التي أصدرها السادات، وقال: لقد أخذت العاطل في الباطل يا ولاد. فشهية قائد الانقلاب باتت مفتوحة لافتراس كل معارضيه، بمن فيهم من يصمت الآن!

المعلن في أيام السادات أن الدافع لهذه القرارات هو "الفتنة الطائفية"، وكانت نكتة أضحكت الثكالى، فما علاقة زعيم الوفد "فؤاد سراج الدين"، والكاتب "محمد حسنين هيكل"، والوزير السابق "عبد العظيم أبو العطا"، بحوادث الفتنة الطائفية؟!

الجامع بين المعتقلين الآن هو الاتهام بالانضمام لجماعة إرهابية تعمل على قلب نظام الحكم، وتعطيل الدستور، وهدم الدولة، فأي قيمة لدولة يهدمها "بوست"؟!

الاعتقالات التي تشمل الجميع هذه الأيام تؤكد أن الوضع لم يستتب بعد لعبد الفتاح السيسي، وعلى غير الشائع، كما تؤكد أنه قلق من شيء ما، وقد كتب "ياسر رزق" عن قلق الحكم، وهو المقرب من شخص عبد الفتاح السيسي، ولسانه الذي ينطق به!

القلق كما يعبر عنه "رزق" من عدم وجود "الكادر السياسي" المؤهل للحكم، وباعتبار أن هذا "الكادر" لا بد أن يكون قد تخرج في مدرسة عبد الفتاح السيسي، وحصل على الإجازة منه بأهليته لتولى الرئاسة، وكأن السيسي كان كادراً سياسياً عندما استولى على الحكم، وكأنه جرى تأهيله سياسياً ليصلح للرئاسة لدورة ثانية!

بحسب "ياسر رزق"، فإن عدم وجود "الكادر السياسي" يجعل المؤهل لشغل الفراغ هو "جمال مبارك" بتحالفه مع الإخوان، وهو هنا يستخدم الطرفين فزاعة، فمن لم يفزعه الاخوان، سيفزعه عودة النظام القديم في ذات الشخوص التي قامت عليها الثورة، فيكون السيسي هو صمام الأمان على نحو يجعل من تعديل الدستور ضرورة!

 

أضف تعليقك