• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

من المؤسف حقًا أن يتحول حدث مهم لا يتكرر كثيرًا فى تاريخ مصر الرياضي إلى سبوبة يتورط فيها مسؤولو الانقلاب ولاعبو الكرة وأعضاء اتحاد الكرة دون أدنى اعتبار لأهمية الحدث، ودون أدنى اعتبار أيضاً لوضع اقتصادي صعب وللحالة النفسية للمواطن الذى يرى لاعب كرة أو فنانًا يتقاضى عن مشهد مدته دقيقة أو دقيقتان مئات الآلاف من الجنيهات بينما يعانى هو من أجل أن يوفر الطعام لأبنائه.

كان هذا ملخص المهزلة التي حدثت منذ تأهل مصر للوصول لكأس العالم لكرة القدم في روسيا، فبعد 28 عامًا انتظرها المصريون لكي يشاركوا فى عرس المونديال، تلك البطولة العالمية الأكبر والأكثر شهرة والتي لا تحدث إلا مرة واحدة كل أربع سنوات، حقق المنتخب الوطنى الحلم هذه المرة بقيادة المدرب هيكتور كوبر بعد ست إخفاقات متتالية.

ولكن كعادة الحكومات الفاسدة فى التعامل مع الأحداث الكبيرة والمهمة تحول وصول مصر إلى كأس العالم التي تقام بروسيا هذه الأيام إلى نوع من الاسترزاق والابتكار فى عالم السبوبة، بلا ضابط أو رابط.

رامز وإعلانات اللاعبين

كان طبيعيًا أن يستغل الممثل رامز جلال حدث وصول مصر لكأس العالم ليتحفنا بحلقاته التافهة التى يستضيف فيها لاعبى الكرة والفنانين ويتقمص شخصية كوبر، وشقيقته بعمل قناع للوجه يمكن لأى شخص أن يكتشفه ببساطة، وطبيعى أن كل الضيوف الذين استضافهم رامز كانوا يدركون للوهلة الأولى أن وجه كوبر وشقيقته هو وجه مصنوع ومع ذلك تفاعلوا مع الحكاية، متوهمين أنهم من الممكن أن يخدعوا المشاهدين الذين اكتفوا بالضحك على رامز وضيوفه.

شارك فى هذه المهزلة أيضًا اللاعب السابق وعضو اتحاد الكرة مجدي عبدالغني؛ باعتباره صاحب الهدف الوحيد لمصر في كأس العالم، وهو الذي تقاضى بضعة ملايين نظير دوره فى المسرحية الهزلية لرامز جلال، وقد أعلن كوبر غضبه من تمثيل شخصيته وشقيقته فى البرنامج سواء كانت له شقيقة فى الواقع أم لا، وقرر أن يقاضى رامز جلال والقائمين على برنامجه، إلا أنه تراجع وأعلن أنه لا مانع لديه من تمثيل شخصيته ويبدو أنه هو الآخر قد أخذ جزءًا من كعكة السبوبة.

نفس الأمر ينطبق بشكل أو بآخر على شركات المحمول التى تنهب المصريين وتنصب عليهم ثم تحول جزءًا من حصيلة هذا النهب المنظم إلى بعض الفنانين ولاعبى الكرة فى حملات إعلانية ضخمة.

ومن المؤكد أن نجوم الكرة الذين سافروا إلى روسيا قد فقدوا جزءاً من تركيزهم فى الكرة ومن تحفيزهم النفسي والذهني للمونديال بسبب هذه الإعلانات لشركات المحمول التى استغلت حدث المونديال وتأهل المنتخب المصرى لعمل حملات إعلانية ضخمة، ومن المؤكد أن ما أنفقته هذه الشركات على حملاتها الإعلانية ستسترده أضعافاً مضاعفة من جيب المواطن المصرى الغلبان

الاتحاد يستغل السبوبة

في خطوة نحو الإستفادة من سبوبة الإعلانات، هدد الاتحاد المصري لكرة القدم الشركات والوكالات الإعلانية التي استغلت وصول منتخب مصر لكأس العالم وتقوم بعرض إعلانات أو إنتاج برامج للترويج لمنتج أو تسوق تذاكر حضور مباريات كأس العالم بصور أو لقطات أو أجزاء من مباريات المنتخب المصري أو أحد نجومه بدون الحصول علي تصريح من الاتحاد بإيقاف الإعلان والحصول علي تعويض مناسب للضرر الذي يعود علي اتحاد الكرة.

وأرسل الاتحاد إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام خطابًا يؤكد فيه أنه صاحب استغلال الحقوق الإعلانية والتليفزيونية والتجارية للمنتخب المصري، وفي حالة عرض أي إعلان أو برنامج فيه صورة واحدة للمنتخب بدون الحصول علي تصريح من الاتحاد يجب عدم السماح بتصويره، وفي حالة تصويره يتم منع عرضه إلا في حالة تقديم تصريح مكتوب من الاتحاد المصري لكرة القدم.

وقام الاتحاد بوضع قائمة أسعار محددة للسماح للشركات بالحصول علي لقطات للمنتخب المصري مقابل رسوم أو مقابل مالي تدفعه الشركة أو الوكالة قبل التصوير.

تشجيع على نفقة الشعب

جدد نظام الانقلاب بقيادة عبد الفتاح السيسي، سيناريو حسني مبارك في إرسال الفنانين والراقصات، على متن طائرة خاصة لدعم المنتخب خلال مشواره في كأس العالم.

وقام نظام الانقلاب بإرسال طائرة خاصة أقلت عددًا من الفنانين والراقصات والإعلاميين الموالون للانقلاب ووزراء مبارك "مثل سامح فهمي وسيد مشعل"،  على رأسهم فيفي عبده، وبوسي سمير وأشرف زكي وشريف منير ولميس الحديدي وخالد صلاح وغيرهم، على نفقة الدولة، من خلال شركة we المصرية الحكومية، في الوقت الذي يحارب فيه السيسي الغلابة بزيادة الأسعار بشكل جنوني تحت شعار التقشف والإصلاح الاقتصادي.

وقال مصدر مسؤول في الشركة المصرية للاتصالات (We)، إن الشركة تحملت تكاليف سفر بعثة من المشجعين والفنانين والصحفيين لحضور مباراة مصر وروسيا، في رحلة تستغرق أربعة أيام.

الجماهير المصرية لم ترحب بالسفه الذي يقوم به الانقلاب من خلال إرسال مشجعين أغلبهم راقصات، لتشجيع المنتخب في روسيا، متذكرين مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم 2010 في أم دورمان بالسودان، حينما كان المنتخب في حالة نفسية مرتفعة، إلا أن نظام حسني مبارك أرسل حينها طائرة خاصة محملة بالفنانين والراقصات.

وهو ما استدعاه النشطاء على مواقع التواصل، مذكرين بأن الأموال العامة التي ينفقها السيسي في الحرام من خلال حرمان الجماهير من مشاهدة المباراة، وإرسال الأغنياء والراقصات مكانهم، هو سيناريو أخر يبشر بهزيمة المنتخب.

ورفض مصدر مسئول في تصريحات صحفية الإفصاح عن تكلفة سفر بعثة الفنانين والإعلاميين.

في الوقت الذي أرسلت سلطات الانقلاب لاستقبال الراقصات في المطار حلويات شرقية وتورتة مرسوم عليها صورة اللاعب محمد صلاح من محل "كرنفال" أغلى وأغنى محل حلويات في الشرق الأوسط.

 

أضف تعليقك