• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانيتين

الدكتور فتحي يكن

معنى التكامل في العمل الإسلامي

ومن أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي وجوب تكامله وكليته وعدم جواز جزئيته إلى أن يتحقق التغيير الإسلامي المنشود، وتقوم الدولة التي تطبق شريعة الله .. وعند ذلك يمكن أن تقوم اهتمامات تخصصية في هذا الجانب أو ذاك، طالما أن الخطوة الأساسية قد تحققت والإنجاز الأكبر قد تم.

معنى التكامل في العمل الإسلامي:

ونعني بالتكامل في العمل الإسلامي قيامه على أساس الاهتمام والإعداد الكليين في نطاق التحضير لمواجهة الواقع الجاهلي وتحقيق التغيير الإسلامي.

ونعني به: عدم جواز انحصاره في جانب من جوانب العمل أو جزئية من جزئياته ، إلا أن تكون هذه الجزئية وهذا الجانب واقعة في مكانها الطبيعي من مخطط العمل المتكامل .

وبهذا يكون التكامل الإطار العام الذي يوجه جزئيات العمل واختصاصاته المختلفة بما يخدم الهدف المطلوب والغاية المنشودة .

الجزئية في العمل الإسلامي

أما الجزئية في العمل الإسلامي فالمقصود بها كل عمل يقتصر على جانب من جوانب العمل الإسلامي، يلتزمه ولا يتعداه، ويؤمن به وحده ويرفض ما عداه، ويرى أنه هو طريق البناء والإصلاح لا سواه.

ـ فمن الجزئية في العمل الإسلامي: اعتبار (التربية الروحية والخلقية) مناط التكليف الرباني، ووظيفة الدعوة والدعاة الوحيدة، من غير اهتمام بما عدا ذلك من جوانب اجتماعية أو حركية أو سياسية أو جهادية، ومن غير تقدير لمدى نجاح (عملية التربية) في ظل أنظمة وضعية وحياة غير إسلامية.. وبذلك يصبح العمل التربوي هذا ـ المقطوع عن غايته الكبرى ـ جزء من تركيبة المجتمع الجاهلي ، وواحدًا من النشاطات الدائرة في فلكه .

ـ ومن الجزئية في العمل الإسلامي: اعتبار ( التوعية الفكرية ونشر الثقافة الإسلامية ) غاية العمل الإسلامي ومبرر قيامه ، بحيث يغطي مساحة النشاط والعمل كلها ، ويصبح هدفًا لا أداة ، وبذلك يصبح واحدًا من التيارات الفكرية في المجتمع ليس إلا ، وبذلك تنعدم في المدارس الفكرية الإسلامية تطلعات التغيير فضلاً عن إمكانية التغيير .

ـ ومن الجزئية في العمل الإسلامي: اعتبار (الإعداد العسكري) أو (النشاط السياسي) أو أي جانب من جوانب العمل الأخرى هو الأهم والأساسي بل الوحيد.

وبذلك تطغى الجزئية على الكلية، بل تصبح الجزئية هي الكلية، فتنعدم بذلك الرؤيا وتختلط الأمور، وتتعطل إمكانيات ضخمة، كان يمكن أن تصب في مصلحة التغيير الإسلامي.

تكامل المنهج الإسلامي يفرض تكامل العمل الحركي

من خصائص المنهج الإسلامي أنه متكامل وكلي .. ويتضمن من الأنظمة ما يغطي مختلف الاحتياجات البشرية.

ـ ففيه نظام عبادي: ينظم علاقة الإنسان بخالقه مما يعتبر منهجًا للتربية الروحية، قادرًا على حفظ الأفراد والمجتمعات من غوائل الانحراف المختلفة.

ـ وفيه نظام اقتصادي: يضع القواعد والأصول لحياة اقتصادية سليمة تتحقق فيها العدالة وتنتفي منها كل أسباب التحكم والسطوة والاستغلال وما شاكل ذلك من معضلات وأمراض اجتماعية.

ـ وفيه نظام اجتماعي: يبني العلاقات الاجتماعية على أسس عقائدية وأخلاقية وليس على أساس المصالح الشخصية والاعتبارات المادية والعشائرية .

ـ وفيه نظام سياسي: يضع الأسس السليمة لقيام الدولة وأجهزتها المختلفة ، محددًا حقوق المواطنية وواجباتها ، وعلاقات الدولة داخليًّا وخارجيًّا إلى غير ذلك من أمور .

ـ وفيه نظام عسكري: يعرض للقواعد الأساسية التي تقوم عليها الحياة العسكرية والاحتياجات الأهم التي تتطلبها ميادين القتال والجهاد.

إن هذه النظم وغيرها مما يتضمنه المنهج الإسلامي، والتي تقوم على أساس العقيدة الإسلامية وتصورها للكون والإنسان والحياة، تفرض قيام عمل إسلامي متكامل قادر على استيعاب وتغطية هذه الجوانب المختلفة من المنهج الإسلامي.

مضار (الجزئية) في العمل الإسلامي

إن قوة الإسلام وعظمته وأثره إنما تكمن في الدعوة إليه والتزامه وتطبيقه ككل .. وحين تفكك أجزاؤه ويصار إلى الاهتمام بجانب من جوانبه دون الجانب الآخر يفقد هذه القوة والعظمة والأثر.

إن من المضار التي تخلفها (الجزئية) في العمل الإسلامي تشويهها للشخصية الإسلامية، التي تكون قد تكونت من خلال منهج غير متكامل ونظرة محددة للأمور.

ومن المضار التي تخلفها (الجزئية) في العمل الإسلامي تشويه صورة الإسلام بين الناس مما ينفرهم به ويبعدهم عنه.

ومن المضار التي تخلفها (الجزئية) في العمل الإسلامي تبديدها وإضاعتها لكثير من الطاقات الإسلامية التي لو وضعت في الطريق الصحيح لعجلت من خطوات التغيير الإسلامي.

ومن المضار التي تخلفها (الجزئية) في العمل تسببها بمرض (التعددية) والتشرذم الذي أحدث شروخات بين العاملين للإسلام في كل مكان .

والحقيقة إن الجزئية هذه جريمة نكراء ترتكب بحق الإسلام ـ شريعة الله ـ الذي أراده الله متكاملاً، واصطفى محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليدعو إليه كاملاً، ومن ثم ليطبقه كاملاً .. وصدق الله ـ تعالى ـ حيث يقول: {اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا} ( المائدة : 3) .

وهذا هو القرآن الكريم ينكر على بني إسرائيل (البعضية) التي كانوا عليها فيقول: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب} (البقرة : 85).

إن مثل تجزئة الإسلام وتفكيكه ـ عن طريق أخذ جانب دون آخر ـ كمثل تفكيك أي جهاز متكامل الأجزاء ، مصيره التعطل مباشرة ..

فما قيمة اليد أو الرجل أو الفم أو الأذن أو غيرها من أعضاء الجسم الإنساني إن بترت عنه ولم تبق في موقعها الذي تستمد منه الحياة والحيوية ؟ .

وما قيمة أي جزء من أجزاء ساعة أو سيارة إن لم يعد في موقعه من تصميم الآلة الذي حدد له ؟.

والآن ما قيمة العمل السياسي إن لم يأخذ مكانه وحجمه اللازمين في بنية الحركة الإسلامية ؟ بل ما قيمة العمل التربوي إن كان منفصلاً عن أهداف الحركة الإسلامية ومنهجها في التغيير ؟ .

إن قيمة هذه الأعمال ستبقى فردية جزئية مؤقتة معرضة للتآكل والزوال حيال الاجتياح ـ الفكري والنفسي والحسي ـ والذي لا قبل لها به، إن لم تكن متراصة متحدة مع سائر الجوانب والأجزاء، من أجل تحقيق التغيير الإسلامي، وإيجاد البيئة التي تتوافر فيها مقومات حياة ونماء هذه الجوانب التخصصية.

إن غاية كل عمل إسلامي يجب أن تصب اليوم ـ وحيال انعدام وجود الكيان القائم على شرع الله ـ في بوتقة التحضير والإعداد من أجل إيجاد هذا الكيان أولاً .

إن الأعمال الجزئية المختلفة ـ من فكرية وتربوية وسياسية وحركية وعسكرية وغيرها ـ يجب أن يحدوها هدف واحد ، هو إقامة حكم الله في الأرض ، وإلا فستبقى نشاطات دائرة في رحى الواقع الجاهلي وكياناته المختلفة ، بل وواحدة من فولكلورياته ليس إلا !.

 

تكامل التحدي يفرض تكامل المواجهة

ويضاف إلى مبدأ وجوب التكامل في العمل الإسلامي، وجوبه كذلك كضرورة بل حتمية مثلية في مواجهة تكامل التحدي الجاهلي وكليته.

فالإسلام اليوم ـ فكرًا وحركة ـ يواجه تحديات على كل صعيد ..

ـ فعلى نطاق التخريب الفكري والتربوي تنشط أجهزة ومؤسسات، وتوضع مناهج ومؤلفات، ضمن مخطط الغارة على الإسلام.

ـ وعلى نطاق التخريب السياسي والاجتماعي تنشط أحزاب وحركات ، تدعمها دول ومعسكرات بالمال والعتاد، لتكون صاحبة القرار وسيدة الموقف في طول الساحة الإسلامية وعرضها، جاهدة لإخراج الإسلام من معترك الصراع، عاملة على حشر الاتجاه الإسلامي في الزاوية.

ـ وعلى نطاق التآمر الحسي على الإسلام الذي يستهدف استئصاله عن طريق استئصال وتصفية دعاته ، تنشط حملات وتتكون فصائل وتنظيمات مدربة ومسلحة ومعبأة النفس بالحقد على كل ما هو إسلامي أو يمت إلى الإسلام بأدنى صلة .

إن أعداء الإسلام يتسللون إلى المواقع المتقدمة عبر كل الجبهات ومن مختلف الجوانب والجهات .. إنهم يتسللون عبر الحركات والنشاطات : الطلابية والعمالية ، التعليمية والإعلامية ، الشبابية والنسوية .. وغيرها .

فهل يجوز بعد ذلك أن تكون المواجهة في النطاق الإسلامي جزئية فردية غير متكاملة ولا كلية ؟ .

إن منطق المواجهة يفرض التكافؤ ويفرض المقابلة بالمثل ، فكيف إذا أضيف إلى ذلك منطق الشرع الذي لا يرضى لأتباعه الدنية في دينهم ، والهزيمة من أعدائهم ، والذلة في حياتهم ..

إن منطق الشرع يقول في كتاب الله : {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} ، {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} ، {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين}، {ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون وكان الله عليمًا حكيمًا} .

كما أن منطق الشرع يقول على لسان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) ، ( إن الله يحب من أحدكم إذا عمل العمل أن يتقنه ) ، ( الحرب خدعة )، (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) .

 

التكامل في العمل الإسلامي الأول

ثم إن نظرة متفحصة للعمل الإسلامي في عصر النبوة تؤكد لنا تكامله وكليته على نطاق الفرد والجماعة ، وفي إطار تنظيم واحد وقيادة واحدة .

فرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يرعى ويتابع العمل الإسلامي من شتى جوانبه .. ففي نطاق التربية كان مربيًا ، وفي نطاق التعليم كان معلمًا، وفي نطاق الجهاد كان قائدًا ، وفي نطاق التخطيط والتنظيم كان رائدًا، وهكذا في كل جانب من جوانب الحياة .

فمن منهجه التربوي قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به ، حذرًا مما به بأس ) رواه الترمذي .

وقوله : ( إن من خياركم أحسنكم أخلاقًا ) متفق عليه .

وقوله: ( أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا ، وخياركم خياركم لنسائهم ) رواه الترمذي .

وقوله: ( إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ، وما لا يعطي على ما سواه ) رواه مسلم .

ومن منهجه العسكري قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل ) .

وقوله: ( ألا إن القوة الرمي ) .

وقوله: ( من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق ) .

وقوله: ( من لقي الله بغير أثر من جهاد لقي الله وفيه ثلمة ) الترمذي.

ومن منهجه الاجتماعي قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) متفق عليه .

وقوله: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه.

وقوله: ( من بات ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) .

وقوله : ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، وكالقائم الذي لا يفتر ، وكالصائم الذي لا يفطر ) متفق عليه .

وقوله : ( خير الأصحاب عند الله ـ تعالى ـ خيرهم لصاحبه ، ومن الجيران عند الله ـ تعالى ـ خيرهم لجاره ) رواه الترمذي .

ومن منهجه الاقتصادي قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( الناس شركاء في ثلاث : في الماء والكلأ والنار ) رواه أحمد وأبو داود .

وقوله : ( من كان له أرض فليزرعها ، أو ليمنحها أخاه ولا يكريها ).

وقوله : ( من ولي لنا عملاً وليس له منزل فليتخذ له منزل ، أو ليست له زوجة فليتزوج ، أو ليس له دابة فليتخذ دابة ) رواه أحمد .

وقد ذهب الإمام ابن حزم ( أنه إذا مات رجل جوعًا في بلد اعتبر أهله قتلة، وأخذت منهم دية القتيل ) الإسلام وأوضاعنا الاقتصادية، للشيخ محمد الغزالي .

وهكذا نجد أن عمل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يقتصر على جانب من جوانب الحياة، ولم ينحصر في شأن من شئونها، وإنما امتد هنا وهناك وهنالك حتى شمل كل جانب وتعرض لكل شأن.

والعمل الإسلامي في أي زمان ومكان ملزم بأن يقفو أثر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وليس له خيار في أن يتبع هذا الطريق أو ذاك .

إن العمل الإسلامي اليوم يجب أن يكون عملاً متكاملاً ، مربوطًا في كل جزئياته بالهدف المنشود، وهو إقامة شرع الله في الأرض سواء كان هذا العمل، رياضيًّا، أو كشفيًّا، أو خيريًّا، أو توجيهيًّا، أو تربويًّا، أو فكريًّا، أو سياسيًّا، أو اقتصاديًّا، أو عسكريًّا، وكل عمل في أي مجال من هذه المجالات لا يرتبط بالهدف، ولا يتصل بالغاية، يفقد قيمته الإسلامية، بل يفقد مبرر وجوده.

إن الاهتمامات (التربوية) جانب مهم في العمل الإسلامي شريطة ارتباطها بالهدف، وتلازمها مع الاهتمامات الأخرى.

وإن الاهتمامات (الفكرية والعلمية والثقافية) جانب مهم كذلك في العمل الإسلامي شريطة توافقها وتكاملها مع سائر الاهتمامات.

كذلك فإن الاهتمامات الأخرى (السياسية والعسكرية والحركية والتنظيمية والاجتماعية والخيرية وغيرها) هي جوانب مهمة شريطة أن تأخذ موضعها وحجمها في العمل الإسلامي المتكامل .

إن قيمة العمل وقوته وعمقه وأصالته إنما هي نتائج (تكامله وشموله النوعيين) ولهذا كان التكامل في العمل الإسلامي فريضة شرعية وضرورة حركية .

 

التكامل في الحركة الإسلامية المعاصرة

ولقد أكد الإمام الشهيد ـ حسن البنا ـ على ضرورة التكامل في العمل الإسلامي، بقوله: (كان من نتيجة هذا الفهم العام الشامل للإسلام عندنا أن شملت فكرتنا كل نواحي الإصلاح في الأمة) .. وتستطيع أن تقول ولا حرج عليك: إن دعوتنا:

1 ـ دعوة سلفية : لأنها تدعو إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله .

2ـ وطريقة سنية : لأنها تحمل أصحابها على العمل بالسنة المطهرة في كل شيء ، وبخاصة في العقائد والعبادات ، وما وجدوا إلى ذلك سبيلاً .

3 ـ وحقيقة صوفية : لأن أصحابها يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس ونقاء القلب والمواظبة على العمل ، والإعراض عن الخلق ، والحب في الله ، والارتباط على الخير .

4 ـ وهيئة سياسية: لأن أصحابها يطالبون بإصلاح الحكم في الداخل، وتعديل النظر في صلة الأمة الإسلامية بغيرها من الأمم في الخارج، وتربية الشعب على العزة والكرامة .

5 ـ وجماعة رياضية: لأن أصحابها يعنون بجسومهم ، ويعلمون أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (إن لبدنك عليك حقًّا) وأن تكاليف الإسلام كلها لا يمكن أن تؤدى كاملة صحيحة إلا بالجسم القوي .

6 ـ ورابطة علمية ثقافية: لأن الإسلام يجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، ولأن أندية الجماعة هي في الواقع مدارس للتعليم والتثقيف ، ومعاهد لتربية الجسم والعقل والروح .

7 ـ وشركة اقتصادية: لأن الإسلام يعنى بتدبير المال وكسبه من وجهه ، وهو الذي يقول لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (نعم المال الصالح للرجل الصالح) ويقول: (من أمسى كالاًّ من عمل يده أمسى مغفورًا له) ، ويقول :(إن الله يحب المؤمن المحترف) .

8 ـ وفكرة اجتماعية : لأن أصحابها يعنون بأدواء المجتمع الإسلامي، ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الأمة منها .

وهكذا نرى أن شمول معنى الإسلام قد أكسب فكرتنا شمولاً لكل مناحي الإصلاح، ووجه نشاطنا إلى كل هذه النواحي ، ونحن في الوقت الذي يتجه فيه غيرنا إلى ناحية واحدة دون غيرها نتجه إليها جميعًا ، ونعلم أن الإسلام يطالبنا بها جميعًا ..) مجموعة الرسائل ، مع بعض التصرف.

أضف تعليقك