• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بين الثالث من يوليو ٢٠١٣م و٢٠١٨م خمس سنوات كئيبة مرت على مصر وشعبها في قبضة انقلاب عسكري دموي وحشي، أذاق الجميع الويلات وأهلك الحرث والنسل، ووأد أول تجربة ديمقراطية حقيقية في تاريخ مصر، كثمرة من ثمار ثورة ٢٥ يناير ٢٠١٢م.

وخلال تلك السنوات العجاف مارس هذا الانقلاب بكل أدواته الجهنمية عملية قتل ممنهج لروح "يناير" برموزها ومبادئها وأهدافها، وأهال التراب عليها بعد شيطنتها، محاولاً قتل الأمل لدى الشعب المصري في حكم ديمقراطي مدني راشد، تحت مزاعم كاذبة، لكن الشعب المصري العظيم - حتى الكثيرين ممن أيدوا هذا الانقلاب - أدرك الحقائق كاملة، واكتشف أنه أمام انقلاب عسكري مكتمل الأركان وعصابة من القتلة ومجموعة من الخونة، ومن يسترجع مسلسل الأحداث خلال هذه السنوات ويتأمل أوهام العسكر التي حلقت بالشعب في عنان السماء خادعة الجميع بأنهم على أعتاب نهضة وتقدم، فإذا بالقناع يسقط كاشفًا عن كارثة كبرى، فقدت فيها مصر جزرها وأرضها ومياه نيلها ومقدراتها وثرواتها، حتى باتت تتخبط في دوامة من الفقر المدقع، وفقدت استقلال قرارها ورهنته للأجنبي، كما فقدت كرامتها حيث باتت أضحوكة بين الأمم.

لكن الشعب المصري رغم كل ما جرى عليه من قهر وإرهاب ما زالت قواه الثورية الحية - وفِي القلب منها الإخوان المسلمين - داخل سجون مصر وخارجها، وفِي مقدمتهم الرئيس محمد مرسي، رئيس مصر الشرعي المنتخب، ما زالت تواصل - بكل جسارة وإصرار - مقاومة ذلك الانقلاب وفضح جرائمه والعمل على إسقاطه وإزاحته، موقنة أن الأمل في الله لا ينقطع ولا يخبو، فالأمة التي تناضل وتقدم التضحيات من أجل حريتها لا تعرف طريق اليأس "....إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (يوسف).

ونداؤنا للشعب المصري العظيم بكل قواه الثورية الحية أن يتوحد الجميع علي قلب رجل واحد لإسقاط هذا الانقلاب المجرم، ومحاكمة رموزه وإنزال القصاص العادل بهم إن آجلا أو عاجلا "وَعْدَ اللَّهِ ۖ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (الروم).

تحية لأبطال ثورة ٢٥ يناير.. شهدائها وجرحاها وكل شهداء الحرية والجرحى والثابتين الصامدين خلف القضبان والمناضلين في كل مكان.. تحية لنساء مصر وفتياتها وشبابها.

والله أكبر ولله الحمد

الإخوان المسلمين

الثلاثاء١٩ شوال ١٤٣٩هجريا =  الموافق ٣ يوليو ٢٠١٨ ميلاديا

أضف تعليقك