بقلم: عز الدين الكومي
دأب “جمال سلطان” على مهاجمة جماعة الإخوان المسلمين، بمناسبة وغيرمناسبة، مع فجورفي الخصومة وتجرد من الحيدة والانصاف، وبعد عن المهنية، فتارة يهلل ويطبل للانشقاقات داخل الجماعة،ويتحدث عن مراجعات تاريخية ويروج للأراجيف التي يبثها إعلام الانقلاب، بل وصلت به الوقاحة، ومعتز عبد الفتاح وحسن نافعة – وهذه ليست مصادفة بالطبع- أن يطالبوا جماعة الإخوان المسلمين بأن تحل نفسها وتتحول إلى
جمعية أهلية خيرية ، تعنى بشؤون تربوية أو تعليمية أو خيرية ، بدون أي اشتغال بالسياسة أو الاشتباك معها من قريب أو بعيد .
لأن الجماعة كما زعم جمال سلطان،كانت مجرد محاولة لتعويض فكرة الخلافة، وقد ثبت أنها محاولة بائسة وفاشلة ومستحيلة، ومعاندة لمنطق التاريخ،لأن التنظيم كان ضرورة لجماعة تشتغل في العمل السياسي ومعظمه في النشاط السري ، وقد ثبت أنه كان عبئا وكارثة مضيعة للجهد والطاقة والأعمار والمقدرات.
ولا أدرى هل عودة الخلافة مستحيلة،أم أن جريمة الإخوان هي سعيهم لعودة الخلافة واسئناف الحياة الإسلامية، وهذا ماقاله قائد الانقلاب لصحيفة أمريكية: لو القضية أن حكم مرسي كان فاشلاً ،كنا صبرنا عليه ثلاث سنوات، ولكنه أراد تغيير هوية مصر، وسعى نحو تأسيس خلافة إسلامية!! وهذا هو بيت القصيد.
ولا أدرى هل نسى جمال سلطان أم أنه يكذب، لأن جماعة الإخوان المسلمين خاضت غمارالعمل الإسلامي ولا زالت في الميادين المختلفة، في ميدان الدعوة إلى الله والتربية الإسلامية، والمطالبة بتطبيق شرع الله، وإصلاح المجتمع، ونشر الحجاب والطهر والعفاف، بين شباب وفتيات المدارس والجامعات، والعمل الاجتماعى وإعانة الفقراء،ونشر الفن والنشيد الإسلامى
والاقتصاد الإسلامي، والبنوك الإسلامية، والعمل على نصرة قضية فلسطين وقضايا العالم الإسلامي.
وهذا ماشهد به الشيخ الألبانى رحمه الله حين قال: لولم يكن للشيخ حسن البنا رحمه الله من الفضل على الشباب المسلم سوى أنه أخرجهم من دورالملاهي،والسينمايات ونحو ذلك، والمقاهي وكتلهم وجمعهم على دعوة واحدة ،ألا وهي دعوة الإسلام، لو لم يكن له من الفضل إلا هذا لكفاه فضلا وشرفا، هذا نقوله معتقدين لا مرائين ولا مداهنين.
وأما عن قضية الإعتذار التي يترنم بها جمال سلطان ،فأقول من يعتذر لمن؟
وإليك ماقاله المتصهين “سعدالدين إبراهيم” في أحد المؤتمرات بمركز ابن خلدون بعنوان “مآثر الديمقراطية الوطنية .. آل ساويرس نموذجا” بتاريخ 11 من مارس 2013 ، الذى طالب بعودة الجيش للسلطة مؤقتاً ليكون بديلاً عما أسماه حكم الضلال الإخوانى، وقال للحضور: من منكم يستطيع الخروج لمظاهرة تدعو الجيش لحمايتنا وتخليصنا من الضلال الإخوانى، بشرط أن يكون الحكم لمدة محدودة، وشروط واضحة خاصة وأن الجيش يمثل كل فئات الشعب، كما أنه تعلم الدرس وفرق بين قيامه بمهمة وطنية نيابة عن الشعب وأن يستأثر بالسلطة؟ وأضاف: أعتقد لو طلبنا منه (الجيش) إنقاذنا من الضلال الإخوانى سيقوم بدوره ويتخلى عن السلطة بعد قيامه بمهمته وتسلميه البلاد بعد انتخابات حرة مدنية تحت إشراف قضائى كامل وإشراف دولي!!
من الذى تحالف مع العسكر وخان الثورة إذا، الإخوان أم القوى المدنية؟
أما جمال سلطان لايريد أن يعترف بأنه كان هناك مخطط شيطاني، شارك فيه فلول الحزب الوطنى،والتيار المدنى من الأحزاب الكرتونية،ودول الخليج والصهاينة، وعسكر كامب ديفيد برعاية أوربية أمريكية!!
وعاد جمال سلطان بعد خمس سنوات من الانقلاب العسكرى ليبحث في دفاتره القديمة، ويكتشف أن الإخوان عقدوا الصفقات مع المجلس العسكري،ولكنه
يناقض نفسه،وينقل ماقاله الدكتور شفيق الغبرا:الليبرالية العربية تبدو قادرة على التماهي مع مدرسة ترامب العنصرية وعلى تفهم بعض منطلقات إسرائيل الصهيونية بينما تعارض بشدة مدرسة اردوغان أو العروبة والإسلام السياسي بل سارت في طريق متجانس مع النظام العربي في نسخته الاستبدادية والمعادية للحريات والديمقراطية!!
ومع ذلك يقول بلع الإخوان الطعم عندما وصلوا إلى غايتهم بالسيطرة على البرلمان ثم اللجنة الدستورية ثم رئاسة الجمهورية، ولذلك في تجربتهم الثانية مع الجيش بعد تولي مرسي الحكم، كانوا مستيقنين أن “اللعب” مع “العسكر”هو أقصرالطرق لحكم مصروأنه ليس مخاطرة.
ولكنه لايريد أن يعترف بأن الإخوان نجحوا في كل الإستحقات، رغم أنف المجلس العسكرى المتشبث بالسلطة، حتى آخر لحظة،وكان آخر المحاولات اليائسة المبادئ فوق الدستورية،ولم يكون وصول مرسى للسلطة منة أو هبة من العسكر كما يزعم هذا جمال سلطان!!
ويقول في مقال آخر ،لم تكن نواياهم حسنة أبدا،كما لم تكن الأعمال حسنة ، كما لم يكن الوعي السياسي نفسه عند الجماعة حسنا ، فدفعت الجماعة بعد ذلك ثمن كل هذا الغباء السياسي وسوء النوايا تجاه شركاء الثورة وتجاه أشواق المصريين للعدل والحرية والشراكة والتعددية.لم يكتف جمال سلطان بالكذب والتناقض بل دفعه الحقد والغل إلى اتهام النوايا،وشق الصدور، والاتهام بالغباء والفشل والانتهازية وبقية ألفاظ قاموس سؤء الظن وكيد النسا !!
فجمال سلطان، لايريد أن يعترف بخيانة العسكر، والتفافهم على مكتسبات ثورة يناير، وأن ماحدث ليس انقلاباً ضد الإخوان ولا انقلاباً ضد إرادة الشعب المصري وإنما هو انقلاب ضد الإسلام والهوية الإسلامية لمصر!!
أضف تعليقك