• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

محمد بن عبد الكريم الخطابي المجاهد والثائر المغربي الملقب بأسد الريف، والذي قاد الثورة ضد الاحتلال الإسباني والفرنسي، وأوقع بالأسبان هزيمة ساحقة في معركة أنوال يوم 22 يوليو 1921.

ولد الخطابي عام 1882 في بلدة أجدير بالقرب من مدينة الحسيمة شمال المغرب، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم أرسله والده إلى جامعة القرويين في مدينة فاس لدراسة العلوم الشرعية واللغوية.

وعمل بعد تخرجه في تحرير جريدة "تلغراف الريف" بمدينة "مليلية" بالموازاة مع عمله في القضاء الشرعي، مما ساهم في تكوين شخصيته السياسية والقيادية.

كما عمل في مدينة مليلية معلما ثم قاضيا، ثم قاضيا للقضاة عام 1914، وبعد وفاة والده تولى زعامة قبيلة بني ورياجل.

وإثر إعلان أسبانيا فرض نظام الحماية على شمال المغرب، رفض والد الخطابي الخضوع للأسبان، فعزلت أسبانيا الخطابي الابن عن القضاء وسجنته نحو سنة.

وحين أطلق سراحه وجد أباه يعد لمقاومة الاحتلال الأسباني لكن الموت عاجله عام 1920، فخلفه -وهو في التاسعة والثلاثين- في زعامة القبيلة وإكمال ما بدأه، وقد استطاع رجاله مهاجمة المواقع التي احتلها الأسبان ومحاصرتها.

وأوقع الخطابي بالأسبان هزيمة تاريخية في معركة أنوال يوم 22 يوليو 1921، حيث قتل 15 ألف جندي أسباني على رأسهم قائدهم الجنرال "سلفستر"، كما أسر 570 جنديا.

وعلى إثر هذه الهزيمة الساحقة انسحب الاحتلال من منطقة الريف وأجبرت القوات الأسبانية على مغادرة إقليم جبالة كله والتراجع إلى السواحل. وأعلن الخطابي حكومة خاصة بمنطقة الريف في 18 سبتمبر 1921 دون التنكر لسلطان المغرب.

وحول رجاله المقاتلين إلى جيش نظامي وسعى إلى تنظيم الإدارة المدنية ووضع دستور وتشكيل مجلس عام (جمعية الوطنية)، مسطرا أهداف حكومته في عدم الاعتراف بالحماية الفرنسية على المغرب، وجلاء الأسبان من المناطق المحتلة، وإقامة علاقة طيبة مع جميع الدول.

وأبدى الاحتلال الفرنسي انزعاجا من الواقع الجديد في منطقة الريف فقرر التدخل لمصلحة الأسبان، لخشيته من أن يكون نجاح ثورة الخطابي بمثابة وقود للمغاربة في باقي المناطق وللثورات في شمال إفريقيا كلها ضد المحتلين.

وقاوم الخطابي العمليات العسكرية للفرنسيين والأسبان ببسالة وقوة، فاستعانوا بإمدادات عسكرية هائلة وحاصروه وأنهكوه بالقنابل غير التقليدية، فاستسلم عام 1926 خوفا من سقوط مزيد من الشهداء واستمرار القتل.

بعد ذلك أعلن عن تخليه عن مشروع جمهورية الريف ونادى باستقلال كامل التراب المغربي، فنفاه الاحتلال الفرنسي مع عائلته وبعض أتباعه إلى جزيرة "لارينيون" النائية في المحيط الهندي.

وبعد عشرين عاما وفي سنة 1947 تقرر نقله إلى فرنسا، وأثناء نقله توقفت الباخرة في ميناء بورسعيد المصري واستطاع بعض المغاربة زيارته، واقترحوا عليه طلب اللجوء السياسي من الملك فاروق الذي استجاب له رغم احتجاج السفير الفرنسي بمصر.

وبقي الخطابي في مصر مع عمه عبد السلام وعائلاتهم حتى وفاته، وفي القاهرة استأنف المقاومة وساند -عبر راديو "صوت العرب"- الحركات التحررية في شمال إفريقيا وباقي الدول العربية والإسلامية.

وأسس عام 1947 مع ثلة من أبناء المغرب العربي لجنة "تحرير المغرب العربي" وتولى رئاستها، وتعرف على الإمام حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وعدد من رجالات مصر ورجال المقاومة من دول عربية وإسلامية.

وتوفي البطل محمد عبد الكريم الخطابي في الأول من رمضان 1382 للهجرة الموافق 6 فبراير 1963 بالقاهرة ودفن فيها بمقبرة الشهداء.

أضف تعليقك