أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، في تقرير نُشر في عددها الصادر اليوم الأحد، أن تقديرات كل من الجيش والاستخبارات الصهيونيين تفيد بأن "الجيش المصري عاجز عن تصفية تنظيم ولاية سيناء، رغم المساعدات التي تقدمها (تل أبيب) ودول غربية عديدة".
وقال يوسي ميلمان، معلق الشئون الاستخبارية في الصحيفة، ومعد التقرير، إن "عددًا من كبار قادة الأجهزة الاستخبارية أبلغوه، بداية العام الجاري، أنهم يتوقعون أن يتمكن جيش السيسي من إلحاق هزيمة كبيرة بداعش بحلول نهاية العام"، مستدركًا أن "كل المؤشرات تدلل على أن المصريين باتوا أعجز عن أن يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف".
وأشار إلى أنه "على الرغم من جهود الجيش المصري والمساعدات التي يحصل عليها من (تل أبيب) والغرب، فإن الآلاف من عناصر التنظيم ما زالوا يعملون في منطقة شمال سيناء"، منوها إلى أن عناصر التنظيم الذين فرّوا من سوريا والعراق عززوا من قدرة التنظيم على العمل في المنطقة.
وأوضح أن الفشل المصري في مواجهة "ولاية سيناء" قائم، رغم أن الأجهزة الاستخبارية والأذرع العسكرية الصهيونية التي تعكف على تقديم مساعدات للجيش المصري في حربه ضد التنظيم تشمل: شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"؛ وجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، الذي دشن لواء خاصًا مسئولًا عن مواجهة التنظيم؛ وجهاز "الموساد"، وسلاح الجو.
وبين أن تل أبيب سمحت لنظام السيسي بتجاوز الملاحق الأمنية لاتفاقية "كامب ديفيد"، عبر منحه إذنًا بجلب دبابات واستخدام طائرات وقوات مشاة في شمال سيناء، من أجل تمكينه من إلحاق هزيمة بالتنظيم.
وأشار ميلمان إلى ما كشفه موقع "إنتليجنس أون لاين" الفرنسي مؤخرًا عن أن وحدة التجسس الإلكتروني (8200) التابعة لاستخبارات الجيش الصهيوني، عملت بشكل مكثف من أجل مساعدة الجيش المصري على أداء مهامه، إذ نجحت في اعتراض الاتصالات بين عناصر "ولاية سيناء".
وحسب ميلمان، فإن الجيش المصري يتلقى مساعدات استخبارية أيضًا من وكالة الاستخبارات الوطنية الأميركية "NSA" ووكالة الاستخبارات المركزية "CIA"، والاستخبارات الفرنسية، و"MI6" البريطانية، و"BND" الألمانية. واستدرك أنه على الرغم من المساعدات الصهيونية والغربية إلا أن النجاحات التي يحققها المصريون محدودة.
ولفت ميلمان إلى أن خيبة الأمل الصهيونية من أداء الجيش المصري جاءت على الرغم من الإنجازات التي حققها بداية العام في مواجهة "داعش"، مشيرًا إلى أن نجاح قوات الجنرال الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، في اعتقال هشام العشماوي، أحد قيادات تنظيم "ولاية سيناء"، وتسليمه لمصر، كان يفترض أن يفضي إلى تحسين قدرة الجيش المصري على تحقيق الحسم في مواجهة التنظيم.
وأضاف أن السيسي أوكل مهمة القضاء على تنظيم "ولاء سيناء" لكل من المخابرات العامة والمخابرات العسكرية، مشيرًا إلى أن قائدي كل من الجهازين، عباس كامل ومحمد الشحات، يرتبطان بعلاقة وثيقة بنظرائهما الصهاينة.
وأشار إلى أن كامل يبذل جهودًا لمساعدة (الاحتلال) في التوصل إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد مع حركة "حماس".
ويذكر أن وسائل إعلام عبرية وغربية قد أشارت إلى أن طائرات عسكرية صهيونية تتولى منذ عام 2014 تنفيذ هجمات ضد أهداف "داعش" في شمال سيناء، بناء على تنسيق مسبق مع نظام السيسي.
وأشار إلى أن الإحباط من نتائج المواجهة ضد "ولاية سيناء" دفع السيسي إلى إرسال وزير دفاعه، محمد زكي، إلى سيناء، لفحص أداء القوات وتعزيز الروح المعنوية لجنوده.
وتحدّث عن أسباب كثيرة تدعو تل أبيب إلى مساعدة نظام السيسي في حربه على "ولاية سيناء"، وعلى رأسها حقيقة أن هذا النظام يعد حليفًا استراتيجيًا للاحتلال، منوهًا إلى أن مصر تعد مركبًا من "المحور السني"، الذي يراهن عليه رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، في احتواء الخطر الإيراني.
وأضاف أن تل أبيب معنية بنجاح الجيش المصري في حسم المواجهة في سيناء، على اعتبار أن هذا التطور يحسّن البيئة الأمنية في جنوب إسرائيل، بسبب قرب سيناء من صحراء النقب التي تضم مستوطنات ومرافق حيوية.
ومن ناحية أخرى، نقل ميلمان عن الموقع الفرنسي إشارته إلى أن الأجهزة الاستخبارية الصهيونية تمكنت مؤخرًا من فتح خطوط اتصال مع اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، بهدف تبادل المعلومات الاستخبارية، حول حركة تهريب السلاح من ليبيا، إذ إن لدى تل أبيب ما يدلل على أن هذا السلاح يصل إلى سيناء وقطاع غزة.
وأشار ميلمان إلى أن الدول التي ترتبط بتعاون استخباري مع الاحتلال تشمل: الأردن، السعودية، الإمارات، البحرين، السودان، منوهًا إلى أن هذا التعاون يسمح لشركات السلاح و"السايبر" العبرية ببيع منتجاتها لبعض هذه الدول.
أضف تعليقك