• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم..أحمد حسن الشرقاوي

هذا العنوان ليس من ابتكاري، لكنه توصيف انتشر في صحف ومواقع إخبارية ألمانية تعليقاً على اختفاء شابين ألمانيين عقب وصولهما لمصر الشهر الماضي، وقالت برلين إنها تتحرى واقعتين منفصلتين، لشابين ألمانيين تم الإبلاغ عن اختفائهما، أثناء زيارتهما لمصر مؤخراً.


وبحسب ما نقلته وسائل إعلام ألمانية، فإن أحد الشابين ويبلغ من العمر 18 عاماً، اختفى عقب وصوله لمطار الأقصر في 17 ديسمبر الماضي، وكان من المقرر أن يستقل الشاب طائرة متجهة إلى القاهرة لزيارة جده، أما الشاب الآخر، ويبلغ من العمر 23 عاماً، فقد تم إيقافه في مطار القاهرة، في السابع والعشرين من الشهر نفسه، بصحبة أخيه، وبحسب أسرته، فقد سمحت السلطات المصرية لأخيه فقط بالدخول، وانقطع الاتصال معه منذ ذلك الحين.


وقال المتحدث باسم الوزارة كريستوفر برجر، في بيان صحافي صدر الاثنين الماضي: «نأخذ كلتا الحالتين بمنتهى الجدية»، دون تفاصيل إضافية، بحسب ما نقلته وكالة «أسوشيتدبرس» الأميركية، وحتى كتابة هذا المقال، لم تعلق السلطات المصرية الرسمية على بيان الخارجية الألمانية بشأن واقعتي اختفاء الشابين.


استمرت وسائل الإعلام الألمانية خلال اليومين الماضيين في الكشف عن كواليس اختفاء الشابين، حيث كشفت النقاب عن أن أحدهما البالغ من العمر 18 عاماً ينحدر من مدينة جيسن غربي ألمانيا، ورجّحت أن يكون الشاب قد تم احتجازه من قبل قوات الأمن المصرية، وفقاً لإذاعة صوت ألمانيا «دويتشه فيله».


ونقلت صحيفة «هيسنشاو» في موقعها على الإنترنت الأحد، عن والد الشاب، الذي ينحدر من أصول مصرية، «23 عاماً، من مدينة غوتنتغن التابعة لولاية ساكسونيا السفلى» قوله: إنه تم إلقاء القبض على ابنه عقب وصوله إلى الأقصر -جنوبي مصر- في ديسمبر الماضي، وأن شقيقه علم باختفاء أخيه بعد وصوله للقاهرة.


وليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال ألمان في المطارات المصرية، فقد نشرت صحيفة «دير شبيجل» الألمانية في أغسطس الماضي، خبراً عن احتجاز مواطن ألماني من أصول مصرية في مطار القاهرة حين كان في طريقه لزيارة والدته، ولم يُسمح له بدخول مصر، وتمت إعادته إلى فرانكفورت بألمانيا بسبب نشاطاته في مجال حقوق الإنسان!!


ويثير اختفاء الأجانب في مصر مخاوف كبيرة من التعرض لمصير مشابه للباحث الإيطالي الشاب جوليو ريجيني، الذي اختفى في القاهرة في يناير 2016، قبل العثور على جثته وعليها آثار تعذيب.


تجدر الإشارة إلى أن لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب، خلصت في تقريرها السنوي لعام 2017، إلى أن «التعذيب ممارسة ممنهجة في مصر، حيث تم توثيق 1520 «ألفاً وخمسمائة وعشرين» حالة اختفاء قسري من قبل المفوضية المصرية للحقوق والحريات في الفترة ما بين يوليو 2013 وأغسطس 2018، وتستند الصحف ووسائل الإعلام الألمانية لهذا التقرير، لاعتبار مصر هي عاصمة الاختفاء القسري في العالم أجمع.


تقديري أن قصة الشابين الألمانيين المختفيين -حتى الآن- في مصر مرشحة بقوة للتفاعل والتصاعد، خصوصاً إذا حدث مكروه –لا قدر الله- لهما أو على الأقل تم العثور عليهما أو على أحدهما، وبه أو بهما آثار للتعذيب على يد سلطات الأمن المصرية.


في تلك الحالة، ستجد السلطات الإيطالية من يساندها في مؤسسات الاتحاد الأوروبي للمطالبة بالعدالة لمواطنها جوليو ريجيني، جنباً إلى جنب مع الشابين الألمانيين، بتقديم المسؤولين في الأجهزة الأمنية المصرية لمحاكمات دولية بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، واقتراف عمليات تعذيب وحشية ضد ريجيني ورفاقه الألمان.

أضف تعليقك