تحل علينا اليوم الذكرى المئوية لارتقاء أول شهيدة مصرية في ثورة 19، وقد كانت تلك هي المناسبة التي بتنا منذ حينها نحتفل بيوم المرأة المصرية في السادس عشر من شهر مارس كل عام.
ومن اللافت للنظر أن هذا اليوم المئوي يأتي وما زالت ثورة المصريين مستمرة تطالب بالحرية والكرامة منذ حينها وإلى الآن وكل ما اختلف هو الشكل المستبدّ الطاغي الذي يسرق حكم البلاد ويستعبد أهلها.
ومما يؤسف له أن تلك الذكرى المهمة لا يمكننا أن نحتفل فيها بالحديث عن المكاسب والميزات التي حصدتها المرأة المصرية على مدى كل تلك العقود، بل إن حديث الحصاد اليوم إنما هو للتذكير بوجود نحو 97 فتاة وسيدة معتقلة بسجون الانقلاب بخلاف العشرات الأخريات من الشهيدات والمصابات، وهو التعداد الذي لم يتوقف يومًا منذ الانقلاب وحتى اللحظة الراهنة.
إن نساء مصر لا بد أن يعدن مرة أخرى خطًّا أحمر لا يمكن لأي طاغية أو انقلابي أن يعتدي عليهن، ولن يتأتى هذا إلا بالتكاتف والتآزر من الشعب المصري جميعًا، وكل من يؤيد حريته من أحرار العالم أجمع، وحينها سيتوقف هذا التعداد المؤسف لاعتقال النساء واستهدافهن، والذي هو بكل تأكيد خنجرٌ دامٍ في قلوبنا جميعًا.
إن حرية 97 امرأة مصرية لتنادي ذوي الإنسانية في العالم أجمع أن يتكاتفوا معهن وأن يبذلوا كل ما بوسعهم من أجل أن تنال هؤلاء النساء حرياتهن المسلوبة، وهو الأمر الذي تأخر كثيرًا وبات العمل من أجله واجبًا مما لا يمكن تأجيله أو غض الطرف عنه.
إيمان محمود
المتحدث الإعلامي للإخوان المسلمين
السبت 9 رجب 1440 ه الموافق 16 مارس 2019
أضف تعليقك