منذ الساعات الأولى لفتح باب التصويت في استفتاء ترقيعات الدستور، تشهد اللجان الانتخابية إقبالاً ضعيفاً من الناخبين في أغلب المحافظات، الأمر الذي خيّب آمال أنصار نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذين عوّلوا على حشد الناخبين في اليوم الأول للاستفتاء.
ولمحاولة حفظ ماء وجههم عمد هؤلاء إلى ترغيب الناخبين بتوفير وسائل انتقال لنقلهم إلى اللجان، وحثّهم على الذهاب من خلال مكبرات الصوت في كافة المناطق، كما ظهرت رشاوى وخروقات انتخابية.
وظهرت بوضوح محاولات حشد الأقباط والمرأة وكبار السن، في مواجهة ضعف الإقبال، مع بدء عملية تصويت المصريين في الداخل في استفتاء تعديل الدستور، والتي تستمر ليومين إضافيين (الأحد والإثنين) من التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً.
ووقف أنصار السيسي على أبواب اللجان الفرعية، في محاولة لإظهار أنّ هناك حالة من الإقبال على التصويت، في حين أعادت القنوات الفضائية الموالية للنظام، بث اللقطات التي تظهر رقص بعض المواطنين على أبواب اللجان، سواء في الداخل أو الخارج، وكذا لأنصار حزب "النور" السلفي، على وجه التحديد، في محافظتي البحيرة والدقهلية، للتركيز على مشهد تراص المنقبات، وهن يحملن لافتات تأييد الدستور.
وبدا جلياً محاولات حشد المرأة للتصويت في المناطق الشعبية بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، خصوصاً في المناطق المكتظة بالسكان مثل منشأة ناصر وبولاق الدكرور وشبرا الخيمة.
وعلى الدرب ذاته، بدت محاولات حشد الأقباط في مناطق شبرا والزيتون ومصر الجديدة وعزبة النخل والمرج في القاهرة، وأيضاً في محافظات الصعيد مثل المنيا وأسيوط وسوهاج "بتوجيه من الكنائس في تلك المحافظات.
وبحسب مصدر للعربي الجديد فإن حزب مستقبل وطن استعان بمجموعات كبيرة من المواطنين في جميع المحافظات، بمبالغ تتراوح بين 150 و200 جنيهاً للتواجد أمام اللجان العامة، بهدف تشجيع الناخبين على المشاركة في استفتاء تعديل الدستور، فضلاً عن تسيير سيارات محملة بمكبرات الصوت "لمطالبة الأهالي بالنزول، والمشاركة في عملية التصويت دعماً لمسيرة الوطن"، على حد تعبيره.
كما استنفر رجال أعمال وأعضاء البرلمان في المحافظات، خصوصاً في محافظات الجيزة والفيوم وقنا وجنوب سيناء، لجمع أكبر قدر من المواطنين مقابل هدايا عينية "شنطة رمضان"، أو مبالغ مالية تتراوح بين 50 و100 جنيه.
وقال مصدر مطلع إنّ ضباطاً من جهاز الأمن الوطني زاروا مقر الوزارة بوسط القاهرة، الخميس، وطالبوا وكلاء الوزارة والمديرين العموم بضرورة التنبيه على جميع العاملين في الوزارة بالذهاب إلى صناديق الاستفتاء للإدلاء بأصواتهم بتأييد التعديلات، في إطار محاولات النظام لدفع قرابة خمسة ملايين موظف في جهاز الدولة على التصويت في الاستفتاء.
وكان المصدر ذاته قد كشف تدخل أجهزة الدولة المصرية في عملية الاستفتاء، من خلال توزيع امتناع مكاتب التموين "كارت" مسلسل على المستحقين للسلع التموينية، ومطالبتهم بختمه داخل اللجنة الانتخابية المخصصة لهم، ومن ثم تسليمه إلى مكتب التموين بعد الإدلاء بأصواتهم، للحصول على "شنطة رمضان" تضم أصناف "أرز وسكر وزيت ومسلى صناعي وصلصلة طماطم وبلح".
أضف تعليقك