• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم: عز الدين الكومي

لم أكن أقصد رائعة شاعر النيل “حافظ إبراهيم” واصفًا مصر تتحدث عن نفسها وعن أمجادها، ولكن أقصد أن مصر تتحدث عن –خيبتها- فى ظل سلطة الانقلاب، والحديث عن الانجازات والفناكيش الوهمية، مثل تفريعة قناة السويس، التى كما أعلنت هيئة قناة السويس -آنذاك-أن تكلفة الحفر في القناة الجديدة تبلغ 8 مليارات دولار، وقال عنها إعلام مسيلمة الكذاب آنذاك، الفريق مميش: بأن دخل القناة سيكون 100 مليار دولار سنوياً بعد افتتاح التوسعة الجديدة”، فقام المصريون بإيداع مدخراتهم في شهادات استثمار حفر قناة السويس.

وها هو البنك الدولي، بعد ست سنوات من الانقلاب العسكرى يعلن فى تقرير له عن مصر، بأن “حوالي 60% من سكان مصر إما فقراء أو أكثر احتياجا”.

وجاءت النتائج فاضحة لسلطة الانقلاب، فطالبت القائمين على البحث بمراجعة النتائج قبل إعلانها لتتوافق مع الإنجازات الوهمية التى يعلن عنها الإعلام العكاشى بمناسبة وبدون مناسبة.

والطريف أن نفاق البنك الدولي، الذى قال في بيانه الصحفي، وأعلن فيه أن “حوالي 60% من سكان مصر إما فقراء أو أكثر احتياجا”، لكنه اعتبر أن الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها مصر تظهر علامات نجاح مبكرة!!

أين هى علامات النجاح المبكرة أيها البنك المنافق ؟لو كانت الإصلاحات نجحت كما زعمتم لما وصلنا إلى هذه الحالة من الانهيار الاقتصادى وزيادة معدلات الفقر!!

ومع ذلك سمعنا قائد الانقلاب قبل أيام يقول الدول لا تبنى بالمظاهرات والدلع، وإذا كانت لا تبنى بالمظاهرات والدلع، فهل تبنى بالانقلابات العسكرية الدموية، وتشييد المعتقلات والسجون وتكميم الأفواه وانتهاك الحقوق والحريات والقتل خارج إطار القانون وأحكام الإعدام بالجملة؟!

تصريحات البنك الدولى، يجب أن لا تمر مرور الكرام، بل يجب على برلمان العسكر، أن يقيم الدنيا ولا يقعدها، فهل يجرؤ الإعلام الانقلابى، أن يكشف الحقيقة للشعب المسكين، ويفضح سياسات سلطة الانقلاب الفاشلة، والتى تسببت فى هذه الكوارث؟!!

وبحسب تقرير لصندوق النقد الدولى، بأن الدين الحكومي المصري تجاوز نسبة 80% من الناتج المحلي، لتتصدر مصر الدول الخمس الأولى، “فى الخيبة”، وهي التي يرى الصندوق الدولي أنه لم يعد بمقدورها دفع النمو. وتكشف هذه النسبة حقيقة الجدوى الاقتصادية من تطبيق البرنامج الاقتصادي الذي لا يزال يشيد به الصندوق، رغم التحذيرات المتواصلة من تأثيرها على الطبقة المتوسطة واتساع رقعة الفقر.

ولم يشعر المصريون بأي أثر إيجابي للقروض على واقعهم الاقتصادي، ومع ذلك تواصل حكومة الانقلاب الاستجابة لإملاءات الصندوق بفرض مزيد من الضرائب، وهذا ما يضيق الخناق على ملايين الأسر الذين باتوا في دائرة الفقر المدقع.

وفى الوقت الذى يعلن فيه رئيس وزراء حكومة الانقلاب كذباً وزوراً، بأنه: حققنا خلال العام المالي السابق أعلى معدل نمو بالاقتصاد منذ 10 سنوات!

يأتى تصريح البنك الدولي بأن: 60% من المصريين فقراء، وإجراءات سلطة الانقلاب الأخيرة نالت من الطبقة الوسطى في البلاد. ما يكذّب تصريحات هذا الأفاك الفاشل.

وبالرغم من الكوارث والأزمات التى لم تعد خافية على أحد، مازال قائد الانقلاب يحاول خداع الشعب ويبيع له الوهم، فقد قال خلال كلمته بافتتاح عدد من المشروعات الفنكوشية فى وسط سيناء والإسماعيلية: ” إن الهدف من المشروعات، هو تحقيق معدل نمو جيد، وتوفير فرص عمل للمصريين، ولاسيما مع كتلة الشباب الكبيرة بالدولة، موضحا أن عدد السكان فى إقليم قناة السويس ليست كبيرة، ولكن كان لابد فى مواجهة التطرف والإرهاب الذى تجابهه الدولة المصرية حتى الآن، أن تجابه تنموية وفكرية وثقافية ودينية بجانب المجابهة الأمنية التى تقوم بها.

وأن الدول لا تبنى بـ”الدلع”، وإنما بالجهد والعمل والصبر والالتزام، (محدش هييجى يشتغل فى مصر ويساعدنا لو مفيش استقرار وأمن)، وأن المصريين لا يسمحوا لأحد أن ينتهك حقوقهم مثلما غيروا فى يناير 2011 و30 يونيو، يقدروا يغيروا تانى وتالت ورابع، لو الكلام الموجود مش على مزاجهم، لكن عندهم الوعى اللى يستحملوا به إجراءات اقتصادية”.

ويكاد المريب أن يقول خذونى قال :”الصورة التي تصدر دائمًا عن المشروعات القومية التي تنفذها الدولة، أن القوات المسلحة هي التي تقوم بالأمر، وهذه الصورة غير حقيقية، وكل الشركات العاملة في المشروعات القومية هي شركات مدنية مصرية مثل أوراسكوم، والمقاولين العرب، وغيرها بواسطة عمال ومهندسين مصريين”.

والطريف أن قائد الانقلاب الذى يتندر ويسخر من المظاهرات فهو أول من استفاد منها فى سنة 2013، وبعدما تمكن من السلطة، سعى لتحجيم وقمع المظاهرات، وفضها بالقوة، كما حدث فى اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في أغسطس 2013، وفي المقابل طالب المصريين بالخروج في مظاهرات حاشدة مؤيدة اعتبرها بمثابة “تفويض وأمر” من الشعب للجيش والشرطة بمواجهة “الإرهاب المحتمل”.

وبعد ذلك أصدر قانون التظاهر، الذي تضمن نصوصا وشروطا تجعل المظاهرات شبه مستحيلة، كما سمح للسلطات باستخدام القوة ضد المتظاهرين، بما فيها الرصاص المطاطي والقنابل المدمعة وخراطيم المياه.

واليوم يقول مخادعًا: “لو كانت المظاهرات تبني مصر أنا هنزل بالمصريين في الشارع ليل ونهار علشان نبني مصر”.

المظاهرات تندلع لاقتلاع من هم سبب المشاكل لا لحل المشاكل أيها المغرور!!

أضف تعليقك