• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

مع حلول شهر رمضان المبارك تتحول الأزمات الاقتصادية والمعيشية في الدول العربية والإسلامية لشبح الذي يطارد الفقراء الذين لا يجدون ما يسدون به رمق أطفالهم، في الوقت الذي تستنزف به أموال ميسوري الحال على منتجات استهلاكية مستوردة، ترهق كاهل الاقتصاد العربي والإسلامي وتبدد موارده المالية.

يقول الخبير الاقتصادي منير سيف، أحد مؤسسي المصارف الإسلامية في اليمن إن نسبة الفقراء في العالم الإسلامي بحسب أحدث الإحصائيات بلغت نحو 33%، وهو ما يشير إلى أن الدول الإسلامية تعاني من مشكلة الفقر بشكل كبير.

ويوضح أن معدلات الفقر المرتفعة ترجع إلى عوامل رئيسية أهمها أن سياسات الدول الإسلامية لا تسير في الاتجاه الصحيح نحو تخفيض أعداد الفقراء، إضافة إلى الفساد والفوضى السياسية الموجود بتلك الدول.

ويشير إلى أن العالم الإسلامي ليس فقيراً بالمال والثروات والموارد؛ فالدول الإسلامية والعربية لديها مقومات تجعلها في مصاف الدول الغنية، إلا أن العديد من العوامل والسياسات ساهمت في ظهور مشكلة الفقر في هذه الدول.

ومن هذه العوامل، وفق سيف، عدم تطبيق خطط واقعية تعالج مشكلة الفقر، والافتقار لسياسة التكافل الاجتماعي وعدالة توزيع الثروة، فلو أقدمت الدول العربية والإسلامية الغنية على استثمار أموالها في الدول الفقيرة فسيكون حتماً لذلك أثر كبير في الأخذ بيد تلك البلدان للتخلص من أزمات الفقر.

وتشمل العوامل المسببة للفقر أيضًا افتقار الدول العربية الفقيرة للقدرة على خلق بيئة استثمارية ناجحة تجذب استثمارات الدول الغنية غير المسلمة؛ الأمر الذي أوجد مخاوف لدى الأخيرة تجاه الاستثمار في هذه الدول.

ويقول سيف: "الدول العربية والإسلامية الفقيرة لديها أنظمة حاكمة تعاني من فقر في الإدارة والقيادة، ما تسبب باستشراء الفساد في أجهزتها الحكومية ممَّا يصيب الجانب الاستثماري بشلل تام، وعدم القدرة على خلق فرص استثمارية واقتصادية أو تحقيق التمكين الاقتصادي في مجتمعاتها، ما يؤدي إلى زيادة معدلات الفقر وغياب التنمية".

ويعتقد المختص في الاقتصاد الإسلامي أنه إضافة إلى العوامل سابقة الذكر، فإن عدم دفع أموال الزكاة بطريقة منظمة وعادلة يساهم في زيادة معدلات الفقر.

ويوضح أن الزكاة حينما فرضت بالشريعة الإسلامية كان الهدف منها إعادة توزيع الثروة بين الفقراء والأغنياء، فلو دفع الأغنياء زكاة أموالهم بشكل عادل وذهبت تلك الأموال إلى صندوق أوقاف خاص، وتم هندسة تصريف تلك الأموال لأغنت المسلمين ليس في البلدان التي دفعت فيها الزكاة فقط ولكن خارج نطاق تلك الدول.

أضف تعليقك