• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أكدت مصادر دبلوماسية، أن اللجنة المخابراتية التي تتولّى التعامل مع الملف السوداني، بإشراف من مدير مخابرات الانقلاب عباس كامل، أرسلت بالفعل عدداً من المسئولين الفنيين في مجالات إدارة المطارات ومحطات الكهرباء وتوزيع الوقود، التابعين لشركات الحكومة إلى السودان، للمساعدة في إدارة الأزمة الحالية التي تعصف بالمرافق الحيوية نتيجة العصيان المدني، وذلك قبل القرار بتعليقه مساء أمس.

وبدأت المعارضة السودانية، يوم الأحد الماضي عصيانا مدنيا، فيما يحاول المجلس العسكري الانتقالي تقويضه لإثبات نجاحه في إدارة شؤون البلاد، بدعم لوجيستي وسياسي من نظام الانقلاب المصري.

وأوضحت المصادر الدبلوماسية، بحسب العربي الجديد، أن هناك قلقاً متناميا في صفوف سلطة الانقلاب من احتمالات نجاح العصيان المدني في السودان، لأنه يمثل سابقة هي الأولى من نوعها في الأقطار العربية، نتجت كردة فعل على فض اعتصام القيادة العامة بالقوة قبل أكثر من أسبوع.

ولا يقتصر القلق الانقلابي من نجاح العصيان على تأثيره السلبي على صلابة موقف المجلس العسكري الانتقالي، بل إن الدائرة المخابراتية الخاصة بالسفاح عبد الفتاح السيسي تخشى انتقال عدوى هذا العصيان إلى مصر مستقبلاً، من خلال طرح أسلوب الإضراب أو العصيان كبديل ناجح وناجع للتظاهرات والنزول للشارع.

وأكد مصدر أمني، أن العصيان المدني في السودان يعطي بعدا آخر أعمق من كونه إضرابا عمومياً عن العمل، فنجاح المعارضة السودانية في تنظيم العصيان باعتباره وسيلة سياسية للمواجهة، وما ترتب على ذلك من إصدار المجلس العسكري الانتقالي عدة بيانات تعبر عن تراجع – ولو تكتيكياً - في مواجهته للمعارضة، بما في ذلك تعهده بتقديم بعض المسئولين عن مجزرة القيادة العامة للمحاكمة واستعداده للتفاوض من جديد على عضوية المجلس السيادي، فإن جميع هذه المستجدات تمثل قلقاً لنظام السيسي.

وبحسب ذات المصدر فإن الأجهزة الأمنية ممثلة في شعبها المسئولة عن متابعة صفحات التواصل الاجتماعي وقياس اتجاهات الرأي العام، رصدت تفاعلاً متزايداً للدوائر السياسية المعارضة بمختلف اتجاهاتها مع الأحداث في السودان، وترحيبها بخطوة العصيان المدني، والدخول في نقاشات تقارن بين العصيان وأسباب نجاحه وبين أسباب فشل مشروعات الإضرابات العامة السابقة في مصر.

وأوضح المصدر الأمني أن هناك قلقا من الأحداث في السودان على مستويات أمنية عدة، بدءاً من أن تمثل التجربة السودانية إلهاماً وتجديداً للأمل في أوساط الشباب المصري أو الأجيال الجديدة التي لم تشارك بفاعلية في ثورة 25 يناير 2011، وانتهاء بأن تؤدي الاضطرابات الحالية إلى حالة من ضعف سلطة الدولة والأجهزة العسكرية والأمنية بالسودان، وتترتب على ذلك صعوبة في التعامل مع الأخطار الأخرى كالتسلل عبر الحدود والهجرة غير الشرعية والتنقيب غير الشرعي عن المعادن.

كما يمثل العصيان المدني قلقا للسيسي على صعيد سياسي آخر، لأن فشل مصر في إدارة الأزمة بالسودان من خلال دعمها للمجلس العسكري سيمنح أفضلية واضحة للمنافس الإقليمي إثيوبيا، التي تدخلت في الأزمة من خلال محاولة أداء دور الوساطة بين المجلس الانتقالي والمعارضة، واعتبرت أن نجاح هذه الوساطة قد يكون أساساً لأدائها دوراً آخر مستقبلاً لضمان إلغاء قرار تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، باعتبار أن إثيوبيا، وهي دولة المقر للاتحاد، تملك نفوذاً يمكنها من ذلك.

 

أضف تعليقك