• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

يبدو أن مشهد وفاة الرئيس الشهيد محمد مرسي، إثر سقوطه أرضاً أثناء إحدى جلسات محاكمته، يوم الإثنين الماضي، لن يكون الأخير بين رموز ثورة يناير، الذين يقبعون في سجون الانقلاب.

ويواجه العديد منهم خطر الموت نتيجة تدهور صحتهم بسبب الإهمال الطبي المتعمد حيالهم.

ويعول نظام الانقلاب على تصفية مجموعة بارزة من رموز الثورة المصرية خلال الفترة المقبلة، من خلال الإمعان في تعذيبهم، نفسيا وعصبيا، داخل السجون، وذلك باحتجازهم انفراديا على مدار 24 ساعة في اليوم، ومنع الزيارات نهائياً عنهم، وكذا منع إدخال الدواء أو تلقي العلاج، بدلاً من إصدار أحكام قضائية بإعدامهم قد تُثير الرأي العام في الخارج.

ويسعى السيسي جاهداً لدفن كواليس انقلابه العسكري مع رحيل عدد من الرموز المقربة من الرئيس الشهيد، وفي مقدمتهم رئيس مجلس الشعب الدكتور محمد سعد الكتاتني، والقيادي في حزب "الحرية والعدالة" الدكتور محمد البلتاجي، ونائب رئيس حزب "الوسط" عصام سلطان، والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، فضلاً عن رئيس حزب "مصر القوية" عبد المنعم أبو الفتوح، والمرشح الرئاسي السابق الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل.

ويتعرض الدكتور الكتاتني، حسب نجله معاذ، إلى ظروف غير آدمية في مكان احتجازه "ترقى إلى أن تكون جريمة قتل عمد"، مشيراً إلى أن إدارة سجن طرة شديد الحراسة (العقرب)، تتعمد عدم إدخال الطعام والدواء والملابس إلى والده، وحجزه في زنزانة انفرادية مظلمة منذ نحو ست سنوات، علاوة على منع الزيارة نهائياً عنه، سواء بالنسبة لأسرته أو محاميه.

وفي 17 مارس الماضي، اشتكت أسرة الدكتور محمد البلتاجي من الإهمال الطبي الذي يتعرض له داخل السجن نفسه، وعدم تقديم الرعاية الصحية له في أي مستشفى على نفقة الأسرة، على الرغم من تعرضه لجلطة دماغية أدت إلى "سقوط"  يده اليمنى (شلل جزئي)، وانحراف لسانه، وإصابته بعدم الإدراك، مؤكدة أن ما يتعرض له يمثل "تصفية سياسية انتقامية من النظام"، و"قتلاً بطيئاً".

فيما تقدمت هيئة الدفاع عن المحامي عصام سلطان، سابقا ببلاغ إلى النائب العام، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، يفيد بتعرضه للتعذيب والإهمال الطبي المتعمد داخل سجن العقرب، بالإضافة إلى منعه من شراء الطعام والشراب، وكذا زيارات الأسرة والمحامين، الأمر الذي تسبب في تعرضه للإغماء خلال إحدى جلسات محاكمته في هزلية "إهانة القضاء".

كما أن الظروف الصحية لمرشد الإخوان المسلمين، ليست أفضل حالاً، وهو الذي يحمل الكثير من أسرار الثورة والانقلاب بحكم منصبه، إذ تكررت التحذيرات الحقوقية من إمكانية تعرض الدكتور محمد بديع للوفاة داخل السجن نتيجة تدهور حالته الصحية، ومعاناته من الهبوط المتكرر في الدورة الدموية، في مقابل إصرار سلطات الانقلاب على رفض السماح لأسرته بالاطمئنان عليه وزيارته في سجن "ملحق المزرعة".

وفي السياق، حذرت أسرة عبد المنعم أبو الفتوح، في 14 يونيو الحالي، من مواجهته خطر الموت داخل محبسه نتيجة الإهمال الطبي المتعمد بسجن مزرعة طرة، وعدم الاستجابة لطلبه إجراء الفحوص الطبية غير المتوفرة في السجن، ولاسيما أنه تعرض لأربع جلطات خلال الفترة الأخيرة.

وكذلك الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل الذي أصيب بسمنة مفرطة بسبب عدم الحركة، أثرت بالسلب على كافة أجهزة جسمه.

أما نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان"، الدكتور رشاد البيومي، فهو أكبر المعتقلين سنا (85 عاماً)، ويعاني من مشكلات صحية جمة نتيجة الإهمال الطبي مع تقدمه في العمر، كان آخرها تعرضه لأزمة صحية أثناء إحدى جلسات محاكمته، قبل أسبوع واحد من وفاة الرئيس مرسي، إذ تبين لاحقاً أنها ذبحة صدرية خطرة، أدت لاحتجازه في مستشفى سجن طرة.

وتعرض عضو مكتب الإرشاد الدكتور مصطفى الغنيمي، إلى نوبة سكر داخل قفص الاتهام أخيراً، ما أسفر عن غيابه عن الوعي قبل أيام قليلة من وفاة الرئيس مرسي، في حين رفضت هيئة المحكمة طلب دفاعه بنقله إلى المستشفى لخطورة حالته الصحية، وظروف احتجازه غير الإنسانية في سجن العقرب، في ضوء كبر سنه (71 عاماً)، واكتفت بتدوين وصف لحالته الصحية في محضر الجلسة.

ويعاني كذلك المستشار محمود الخضيري (79 عاما)، رئيس لجنة الشئون التشريعية في مجلس الشعب، ونائب رئيس محكمة النقض الأسبق، وأحد أبرز رموز تيار استقلال القضاء المصري، من تدهور كبير في حالته الصحية بسبب منع الأدوية عنه، وتدهور حالته النفسية، جراء عدم استطاعته التحدث مع أبنائه أثناء الزيارة إلا من خلال الحواجز الزجاجية.

ولا يتلقى الخضيري الرعاية الطبية اللازمة داخل محبسه، على خلفية الحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، في قضية مزعومة بشأن اتهامه بـ"تعذيب محامٍ بميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير 2011"، على الرغم من معاناته من عدم الرؤية جيداً، وآلام شديدة في ركبتيه تعجزه عن السير أو الوقوف إلا بمساعدة الآخرين، بالإضافة إلى أمراض ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب.

كما يعاني أستاذ هندسة الاتصالات بجامعة القاهرة، القيادي في جماعة "الإخوان" الدكتور عصام حشيش (67 عاماً)، من تدهور شديد في صمامات القلب، علاوة على حساسية مزمنة نتيجة رطوبة زنازين سجن العقرب شديد الحراسة.

ويدخل جهاد الحداد، المتحدث باسم "الإخوان"، جلسات محاكمته "محمولاً من العساكر"، لأنه لا يستطيع حتى الوقوف على قدميه بسبب عجز ركبتيه عن حمله، "ثم يزحف على أريكة القفص الخشبية ليقترب من الزجاج العازل لنراه"، وفقاً لوالدته.

وأصيب جهاد بقطع في الغضروف الهلامي الأمامي للركبة داخل محبسه بسجن طرة شديد الحراسة، ما أفقده القدرة على الوقوف أو الحركة لشدة الآلام التي يتعرض لها، وعدم إمكانية تناول المسكنات لارتفاع إنزيمات الكبد منذ ما يقرب من عام، بحسب ما أوضحت والدته، في منشور سابق لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وشهد الشهر الذي توفي فيه الرئيس مرسي رحيل معتقلين آخرين لم يسمع أحد بهم، ومنهم المعتقل سامح عبد الهادي ثابت، الذي توفي إثر تدهور حالته الصحية نتيجة الإهمال الطبي في سجن وادي النطرون، وأيضاً المعتقل عبد الرحمن ضيف، الذي رحل بعد إصابته بجلطة دماغية داخل محبسه بمركز شرطة ههيا بمحافظة الشرقية، نقل على أثرها للعناية المركزة، حتى وافته المنية نتيجة تأخر علاجه.

كما انتحر المعتقل وائل محمود السباعي (22 سنة)، في 8 يونيو الحالي، بعد محاولات عديدة لقتل نفسه داخل سجن وادي النطرون من جراء التعذيب البدني والنفسي، وهو معتقل منذ ست سنوات، وكان محكوماً عليه بالسجن لمدة 10 سنوات.

ويواجه الشيخ عبد الرحيم جبريل (78 عاماً)، خطر الموت، ويقبع في سجن وادي النطرون منذ أكثر من خمس سنوات، على خلفية اتهامه بالتحريض على حرق قسم كرداسة في الأحداث التي تعود لشهر سبتمبر 2013. ومنذ قرابة عام ونصف العام وهو محتجز في عنبر الإعدام مع متهمين آخرين.

وهناك أيضاً الصحفي خالد حمدي، الذي تستمر معاناته داخل سجن العقرب، بعد منع الزيارة عنه لأكثر من سنتين، وبقائه في زنزانة التأديب لأشهر طويلة من دون أغطية وملابس وأدوية، ما تسبب في تدهور صحته بشكل كبير، في ضوء حاجته إلى عناية طبية عاجلة.

إلى ذلك، تواجه المعتقلة آلاء السيد إبراهيم تدهوراً شديداً في حالتها الصحية بمحبسها في قسم شرطة القنايات في محافظة الشرقية، بعدما تعرضت لحالات إغماء متكررة مع تجاهل إدارة القسم طلبها للعرض على طبيب، ما يعرض حياتها للخطر. وآلاء اعتقلت في 16 مارس 2019 من داخل جامعة الزقازيق، وتعرضت للإخفاء القسري لمدة 37 يوماً، قبل أن تظهر بعد التحقيق معها في النيابة.

فيما تواجه المحامية المعتقلة هدى عبد المنعم (60 عاماً)، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقاً، تعسفا من جانب السلطات، يتمثل في منع الأدوية عنها رغم كبر سنها، وتدهور حالتها الصحية، بالإضافة إلى طبيب العظام محمد زكي عبد الحميد، المختفي قسريا منذ القبض عليه في 3 يونيو الحالي من مسكنه في العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، حيث اقتيد إلى جهة مجهولة بعد حمله من الأمن لعدم استطاعته الحركة.

أضف تعليقك