• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

رأى الدكتور محسن سوداني، باحث في الفكر الفلسفي وعضو في البرلمان التونسي، أن استشهاد الرئيس محمد مرسي يأتي في سياق مخاوف غربية من مارد حضاري إسلامي يمتلك من مقومات الفعل الحضاري ما يجعله بديلا عن الثقافة الغربية المهيمنة. 

وأشار سوداني، بحسب عربي 21، إلى أنه مع أن الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الحقوقية الدولية طالبت بتحقيق دولي شفاف لمعرفة أسباب وفاة الرئيس مرسي، فإن ما سيطر على النخب الفكرية والسياسية في هذه القضية، ليس البعد الجنائي، وإنما الرمزية السياسية لوفاة واحد من نتاجات ثورات الربيع العربي.

وأوضح أن الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي كان له في مصر عرش وقبر. أما العرش فهو حكم جمهورية مصر العربية. ويكفيه شرفا أنه كان الرئيس الوحيد المنتخب بطريقة ديمقراطية بعد تاريخ طويل، انقطع لفترة وجيزة جدّا ثم عاد، من حكم العسكر. وأما القبر فإنّه استشهاده في محاكمة ظالمة. لن يكون قبره شبيها بالقبور، بل روضة من رياض جنة المجد التاريخي.

وبين البرلماني التونسي، أن ما يجري هو قرار دولي رافض للحضور الإسلامي، قرار روحه موقف واعي ومدروس بأنّ التهديد الحقيقي للريادة الحضارية للغرب ووكلائه في البلاد العربية، بالقصد أو بـ"العفوية"، هو المشروع الإسلامي. هذا المشروع الذي يحمل ممكنا لاستئناف قيادي يعلم الغرب قبل غيره مداه العميق والجدّي.  

وذكر أن حجم الضغط الذي سلّطته الأطراف الإقليمية ومدى التدخّل الذي مارسته على الرئيس المنتخب بدءا بالدعم المالي الضخم لقوى الثورة المضادّة والحملة الإعلامية المركّزة واختلاق الأزمات في الحاجيات الأساسيّة للمواطنين والتعطيل الذي عمدت إليه شخصيات وزارية في الدولة، يكشفان التصميم الإقليمي، مدعوما بموقف دولي منافق ومحرّض من وراء ستار وصامت في أحسن الأحوال، على إسقاط الرّجل.

ونبه الباحث الفلسفي، أنه ليس خافيا على أحد ما يجري التسويق له اليوم حول صفقة القرن، لافتا إلى أن العقبة الكأداء التي تستعصي على التذليل هي الرؤية الإسلامية وأن المشكل المستعصي على الترويض هو الإسلاميون.

ونوه إلى أن الرئيس محمد مرسي ذهب ضحيّة هذا الطحن الحضاري الذي لا يرحم، مضيفا: "لم يكن مجيء مرسي للحكم حدثا انتخابيا روتينيّا كما في كلّ التجارب الديمقراطية، بل كان ناقوس "خطر" مؤذنا ببداية انعطاف عميق وجديد في المنطقة".

ولفت سوداني، إلى أنه ليس من شكّ أنّ العرب والمسلمين ما زالوا حاليا مثقلين بما يجعلهم بعيدين عن هكذا نموذج مأمول، لكنّ مجيء مرسي هو مؤشّر على ذلك. وكان يجب القضاء على هذه الممكن حتى ولو كان مجرّد نطفة.

وأشار إلى أن الحملة التي شنّت على الرئيس الشهيد محمد مرسي من يوم تولّيه الحكم حتى إسقاطه فاستشهاده، تكشف حجم التخريب السياسي والثقافي الذي طال عقل النخبة المتواطئة مع العسكر في مصر.

وختم قائلأ: استشهاد الرئيس سيكون قيمة مضافة لرصيد الرفض الذي يتراكم لدى الشعب المصري، ولن تكون نهاية المستبدّ إلاّ من جنس أفعاله.

 

 

أضف تعليقك