• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم: عزالدين الكومي

سلطات الانقلاب في مصر، تعتمد في إخفاء فشلها على عدد من الشماعات، مثل شماعة محاربة الإرهاب، وشماعة الإخوان وأهل الشر، وكلما فشلت في أمر من الأمور، استدعت هذه الشماعات لتعلق عليها فشلها.

وعلى سبيل الدعابة، قالوا إن أحد ضباط الشرطة، ذهب ليعتقل أحد الشيوخ، فعندما اقتحم عليه البيت مع مجموعة من الجلاوزة،أمر أفراده أن ينتشروا فى البيت بحثاً عن السلاح- المخبأ- فذهب أحدهم إلى المكتبة واستخرج منها ثلاثة كتب، قائلاً: تمام ياافندم ، ده إرهابى كبير ياأفندم ،لقينا هذه الممنوعات ياأفندم ، النووي، والنسفي وقذائف الحق!!

وهكذا كلما حدثت كارثة، بدلاً من علاج المشكلة، يتم استدعاء إحدى الشماعات، لتبرير الفشل الذى هو عنوان المرحلة، منذ انقلاب الثالث من يوليو2013، ولكن شماعة الإخوان كانت دائما حاضرة ، فقبل أسابيع تم تحميل جماعة الإخوان مسؤولية ارتفاع أسعار الليمون، كما قال "النوبي أبو اللوز" الأمين العام لنقابة الفلاحين، فى بيان لنقابة الفلاحين : "استمرار أزمة ارتفاع أسعار الليمون كل هذا الوقت مفتعل من قبل بعض التجار الكبار المنتمين إلى جماعة الإخوان، لتصدير أزمات سياسية واقتصادية للمجتمع المصري".

"قنوات الإخوان والقنوات المعادية لمصر أوهمت الرأي العام بأن هناك أزمات في الشارع المصري متعلقة بأسعار الخضراوات والموالح وبعض السلع الغذائية وفي مقدمتها الليمون".

وآخر إبداعات" افتكاسات" النظام الانقلابى ظهور مقرر المجلس القومي للسكان "عمرو حسن" خلال لقاء تلفزيوني، على إحدى الفضائيات الانقلابية ، مع مخبر أمن الدولة"أحمد موسى" ليعلن أن جماعة الإخوان، هي السبب في الزيادة السكانية التي تعانيها مصر في السنوات الأخيرة.

وزعم بأن الجماعة شجعت المصريين على زيادة الإنجاب وعدم تنظيم الأسرة، عن طريق ربط هذا الأمر بالدين خلال فترة حكمهم،كما قامت بنشر ما يفيد أن تنظيم النسل أمر يتعارض مع الشرع، وكلفت أعضاءها الذين يزيد عددهم على مئات الآلاف،إهمال تنظيم الأسرة حتى يزيد عدد أعضاء الإخوان في مصر.

وأنه سمع العديد من الخطب لدعاة ينتمون فكرياً للإخوان، وهم يتحدثون فى خطبهم مع أنصارهم عن أن تنظيم الأسرة أمر يتعارض مع الدين.

ولاشك أن قضية الزيادة السكانية كانت حاضرة دوماً فى لقاءات قائد الانقلاب، الذي قال خلال كلمته فى الندوة التثقيفية بمسرح الجلاء، في فبراير 2015: إن المؤسسات تعمل بجد، ولكنها ليست على القدر المطلوب للنهوض بالدولة ومجابهة التحديات، وأنا بمفردى لن أستطيع العمل دون معاونة من 90 مليون مواطن، ولا بد أن نفتش فى أنفسنا ونرى أين نحن مما يدور حولنا دون الهجوم على الدولة ومؤسساتها دون علم، فأنا لم أر إعلاميا يناقش مشكلة الزيادة السكانية خلال الفترة الماضية، رغم أنها مشكلة على درجة كبيرة من الخطورة، ووجه سؤالا لشيخ الأزهر، عن جواز مطالبة الشعب بتأجيل الإنجاب لفترة، والاكتفاء بثلاثة أطفال، فرد الطيب قائلا: حلال.. حلال.. حلال.

وللأسف النظام الانقلابى لايمتلك حلولاً لأى مشكلة، من المشاكل المزمنة، التى تعانى منها البلاد،ولكنه فقط يعلق فشله على شماعة الإخوان وغيرها من الشماعات !!

لأن زيادة السكان هى ثروة بشرية يجب أن نفخر بها ، وليست مشكلة كما يزعم هؤلاء،وأن اعتبار زيادة السكان ، هو سبب المشكلة السكانية فى مصر ، هو نوع من تسطيح المشاكل،ولكن يجب النظر للمشكلة من كافة جوانبها، من حيث التعليم والصحة والمشاركة فى العمل ومتوسط دخل الفرد، وسوء توزيع السكان وتركزهم فى مساحة ضيقة لا تتجاوز 5.3% من إجمالى المساحة الكلية، ووجود فجوات كبيرة بين المناطق المختلفة، بالاضافة الى عدم التوازن بين النمو السكانى، والنمو الاقتصادى، مع التركيز على مواجهة ثلاثية الفقر والجهل والمرض، وبناء مواطن سليم معافى عنده القدرة على دخول سوق العمل والإنتاج باعتباره ثروة بشرية قادرة على دفع عجلة النمو الاقتصادى!!

فالمشكلة ليست في الإنجاب بل في التنمية التي لا تساير النمو الطبيعي للدولة!!

ويقول علماء الأمة، إنه لايجوز أن ينظم تخطيطاً جماعياًعلى الشكل الذى تدعو إليه بعض المنظمات المشبوهة، لأن ذلك يتنافى مع مقاصد الشريعة، التى جعلت من غايات الأسرة تكثير النسل ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :تناكحوا تناسلوا، أباهي بكم الأمم يوم القيامة.

وقد ورد في قرار مجمع الفقه الإسلامي في دورته الخامسة عام 98 أنه لا يجوز تحديد النسل مطلقاً، ولا يجوز منع الحمل لأي سبب غير معتبر شرعاً، أما تأخير الحمل في حالات معينة، ككون المرأة لا تلد إلا بعملية جراحية ونحو ذلك فجائز.

ومما يدل على أن هناك خبثا فى التعاطى مع هذه القضية ،قول وزير الثقافة الأسبق "جابر عصفور"، فى لقاء تلفزيونى : إن الأزهر الشريف لم يجدد أي شيء في الخطاب الديني، وإن الفقه الإسلامي ، لم يتغير رغم كل الثورات. !

نحن الآن في أزمة انفجار سكاني ستقضى على الأخضر واليابس ، فما سر التمسك بحديث «تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة »، والأحاديث الخاصة بالعبيد؟!!!

وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة عامة، وليست خاصة بالعبيد ،كما زعم هذا المأفون!!

أضف تعليقك