• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

"المحسوبية" هي الباب الواسع للولوج إلى عالم الفساد في مصر، لكنها اختلفت كثيرا في عهد الرئيس الشهيد محمد مرسي وعهد العسكري المنقلب عبد الفتاح السيسي.

فمنذ أول يوم للرئيس محمد مرسي في قصر الحكم، ابتعد بنفسه وأسرته عن المعيشة في القصور الرئاسية باقيا في منزله المؤجر بالتجمع الخامس والذي يعرف مكانه القاصي والداني.

فيما أمر السفاح السيسي ببناء قصر جديد له على حساب الدولة ليعيش فيه دون الإعلان عن مكانه.

وفي أغسطس 2018، أعلنت شركة "حسن علام" القابضة للمقاولات، أنها تولت إنشاء "قصر رئاسي" و"مقر لمجلس الوزراء" في مدينة العلمين الجديدة، التي كان من المتوقع أن تكون مجرد مشروع استثماري سياحي ستقيمه الدولة ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، لكن المؤشرات تتجه إلى أن تكون هذه المدينة التي حضر السيسي حفل إطلاق تصوراتها الأساسية مطلع العام الحالي، بمثابة "عاصمة صيفية" للدولة المصرية "الفقيرة".

فلم يعد السيسي قانعا بالقاهرة وقصورها الرئاسية المعروفة (الاتحادية والقبة وعابدين) والتي لم يعد يستخدمها إلّا في المناسبات واللقاءات الرسمية دون إقامة، مفضلاً المعيشة في فنادق وقصور خاصة وسرية تابعة للجيش داخل معسكرات في مدينة نصر والقاهرة الجديدة، إلى الحد الذي دفعه لتبني مشروع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة التي سيتوسطها مجمع على درجة عالية من التأمين والحراسة العسكرية يضم قصراً لرئاسة الجمهورية ومقر رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع.

وأوضحت مصادر في وقت سابق بحسب صحيفة العربي الجديد، أن "الأعمال الهيكلية الرئيسية في القصر الصيفي للسيسي قد انتهت بنسبة 70 %، وأنه مكون من 50 غرفة، و4 صالونات رئاسية، وقاعتين لكبار الزوار، وصالة ألعاب رياضية، و4 مطاعم، أحدها يتمتع بإطلالة مباشرة وفريدة على البحر المتوسط، سيتم إعداده لاستقبال الشخصيات السياسية الكبرى في الصيف، بدلاً من اصطحابهم لقصر عابدين أو قصر القبة أو برج القاهرة.

أما فيما يخص أبناء الرئيس محمد مرسي، فهم كبقية أبناء الشعب المصري الذين يعملون في وظائف حكومية وحرة دون محسوبية، فأكبرهم الدكتور أحمد طبيب، وأسامة المعتقل في سجون الانقلاب يعمل محاميا حرا.

أما أبناء السيسي، الذي زعم أنه لا يحب المحسوبية، فيعملون في المخابرات العامة والرقابة الإدارية، وهي الهيئات التي لا يدخلها إلا أصحاب المحسوبيات الكبيرة.

ومن جهة أخرى، حرر الرئيس مرسي "إقرار الذمة المالية" الذي تسلمته اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، بخط يده في 7 أبريل 2012، وجاء فيه أنه يعمل أستاذا بكلية الهندسة بجامعة الزقازيق، ويسكن في 1 ش أبو بكر الصديق بمنطقة فلل الجامعة قسم ثان الزقازيق بالشرقية وأن العقار الذي يسكن فيه هو العقار الوحيد المملوك له، بجانب سيارة باسم زوجته، ماركة ميتسوبيشي لانسر موديل 2007 بقيمة 50 ألف جنيه".

أما جريدة الوطن فأرادت أن تلمع السيسي، فقالت في صفحتها الأولى في عدد 6 فبراير 2014 (مصدر من العائلة للوطن: 30 مليون جنيه في إقرار الذمة المالية للسيسي) فتم مصادرة العدد!.

وفيما يخص، المحسوبية في عهد الرئيس محمد مرسي، فسعى الرئيس للقضاء عليها بتطبيقها على نفسه أولا، فعندما مرضت شقيقته كانت تعالج في مستشفى جامعة الزقازيق كبقية أبناء البسطاء، وحين وفاتها رفض نزول أية تعزيات له في الصحف.

ولأول مرة، رفض رئيس الجمهورية تعليق صوره في المؤسسات الحكومية المختلفة كما كان يفعل أسلافه.

ولم تستطع أجهزة الانقلاب، الزج بالرئيس مرسي في أية قضية لها علاقة بشبهة فساد هو أو أي من قيادات الثورة المعتقلين في سجون الانقلاب.

أضف تعليقك