• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

بقلم..عزالدين الكومي

نظرا لحالة المناخ التشاؤمى، التى قام الإخوان بنشرها خلال السنوات الماضية، التى أثرت على المواطنين الشرفاء، وقطعان البلطجية، وأراجوزات إعلام مسيلمة الكذاب، كان من الضرورى نشر حالة من النشوة السعادة بين الشعب، فى ظل ارتفاع ثمن المحروقات، وغلاء الأسعار، والفشل فى كل المجالات، وأفضل وسيلة لإسعاد شعبنا المنكود، تأسيس وزارة للسعادة على غرار ما فعلت دولة الإمارات.

والسؤال الذى يُطرح هنا: متى كانت السعادة تأتى بالتطبيل والنفاق وإنشاء الوزارات والدواوين؟ السعادة تكون بإسعاد الشعب ببناء المصانع والمدارس والجامعات، وتحقيق أهداف ثور 25 يناير من العيش والحرية والكرامة الإنسانية هكذا تجلب السعادة.

والمؤمن دائما سعيد مُطمئن النفس، هادئ البال، قريرَ العين، كما قال “إبراهيم بن أدهم” رحمه الله: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فِيهِ من النعيم والسرور لجالدونا بالسيوف أيام الحياة عَلَى ما نحن فِيهِ من لذيذ العيش وقلة التعب، فقلت له: يا أبا إِسْحَاق، طلب القوم الراحة والنعيم فأخطئوا الطريق المستقيم، فتبسم ثُمَّ قَالَ: من أين لك هَذَا الكلام؟. وقيل للعالم عبد الله بن المبارك: “مَن الملوك؟ قال: الزهاد، قالوا: فمن السفِلة؟ قال: الذين يأكلون بدينهم، قالوا: فمَن سَفِلة السَّفِلة؟ قال: الذين يُصلحون دنيا غيرهم بتضييع دينهم”.

وكما قال الشاعر:
ولست أرى السّعادة جمع مالٍ:: ولكنّ التقيّ هو السّعيدُ
وتقوى الله خير الزّاد ذخرا::ًو عند الله للأتقى مزيدُ
وما لا بدّ أن يأتي قريب::و لكنّ الذي يمضي بعيد

فقد خرج علينا أحد الكائنات الأسطورية “طارق الرفاعي” ليعلن بأن هناك تعاونًا واسعًا بين مصر والإمارات لنقل تجربة “وزارة السعادة” الإماراتية إلى مصر. وأن “ذلك التعاون هو بداية لإنشاء وزارة السعادة في مصر في القريب العاجل، لأن الحكومة مهمتها تعزيز ثقة المواطن في الأجهزة الخدمية ورفع جودة الخدمات”. وأن تحسن الخدمات سيكون ملموسًا في تعاملات المواطنين على جميع المستويات.

ومن أين تتأتى السعادة لبلد يقبع فيه عشرات الآلاف في السجون والمعتقلات، في 68 سجنًا في عموم البلاد، منهم 26 سجنًا تم إنشاؤها بعد الانقلاب العسكري في يوليو 2013، أما باقى الشعب فهو يعيش في سجن كبير!!.

وأى سعادة تتأتى لبلد يقول فيها المستشار الطبى لقائد الانقلاب” أحمد عكاشة”: إنه طالب قائد الانقلاب بضرورة تجويع الشعب المصري للنهوض بالبلاد. وإنه ناشد السيسي في اجتماعه بالمجلس الاستشاري إعلان حالة الطوارئ، وعلل مطالبه بأن الشعب المصري عاش مدللا ومرفها منذ الأزل. يا للعجب!!.

وماذا تصنع وزارة السعادة مع حالة البؤس الاقتصادي” للمواطن المصرى، الذى يكتوى بنار الأسعار، جراء إملاءات صندوق النقد الدولى التى أثقلت كاهل المواطنين؟.

يا قوم.. إذا أردتم أن تسعدوا الشعب، فعلى العسكر أن يتركوا السلطة ويتفرغوا للمهمة التى حددها لهم الدستور، وأن تكون هناك إرادة حقيقية لمحاربة الفساد والجشع والاحتكار والمحسوبية، وإيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية المزمنة، ومحاربة الفقر والبطالة، والنهوض بالتعليم والصحة، ووقف الانتهاكات.

فالشعب يسعد عندما يختار حكامه، وبرلمانه بنفسه، وليس باغتصاب السلطة بانقلاب دموى، وقهر الشعب والتعدى على إرادته، بدبابة العسكر!!
وأنّى لشعبنا أن يسعد، وبحسب إحصائيات رسمية فإن معدلات الفقر في مصر بلغت نحو 60% بدلاً من 30% في عام 2015، ويبلغ الحد الأدنى للرواتب الشهرية في مصر 2000 جنيه (120 دولاراً تقريباً)، في حين يبلغ متوسط دخل الأسرة المصرية سنوياً نحو 44.2 ألف جنيه (2660 دولاراً)، حسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

ويصل عدد سكان مصر في الداخل إلى 98.520 مليون نسمة، ويحدد البنك الدولي نسبة انتشار الفقر المدقع على مستوى العالم باستخدام مؤشر خط الفقر الدولي، وهو 1.9 دولار للفرد في اليوم.

وتنتشر في مصر العديد من الأمراض الخطيرة، إذ تؤكد منظمة الأمم المتحدة للأغذية (الفاو) أن مصر تعاني من مشكلة مزمنة في سوء التغذية لدى الأطفال دون الخامسة، ممَّا أصاب 30% من الأطفال بمرض التقزم.

وإمعاناً في تنكيل حكومة الانقلاب بالمواطن المصرى، رفعت حكومة الانقلاب أسعار الوقود خلال شهر يوليو الحالي بنسب تتراوح بين 16% و30%، في إطار خطة رفع الدعم عن المحروقات طبقاً لتوجيهات صندوق النقد الدولي، الذي أقرض سلطة الانقلاب 12 مليار دولار على مدار السنوات الثلاث الماضية.

وأما عن تجربة دولة الإمارات فإن ويرة السعادة هناك عهود الرومي، عقب تولي مسؤولية وزارة السعادة، أصدرت قراراً بمنح موظفي الدولة علاوة بنسبة تصل إلى 100% من الراتب الأساسي للموظف، على أن تكون هذه العلاوات دائمة لتحسين مستوى دخل الفرد.
وبعد ذلك من حقنا أن نتساءل ماذا قدمت وزارة السعادة لحكام الإمارات أنفسهم؟ فقد هربت الشيخة “شمسة” والشيخة “لطيفة”، ابنتا “محمد بن راشد”، حاكم دبى، واللتان تمت إعادتهما في ظروف غامضة، قبل أن تنقطع أخبارهما تماما عن العالم.

فقد فشلت وزارة السعادة في إدخال السعادة والسرور على “محمد بن راشد آل مكتوم” فهربت زوجته الأميرة “هيا بنت الحسين” إلى ألمانيا وطلبت اللجوء السياسى، ومنها إلى بريطانيا!!

وفى الوقت الذى تقوم فيه السعودية بعمل هيئة الترفيه على أنقاض هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وتقوم الإمارات بإنشاء وزارة السعادة، وتحاول حكومة الانقلاب في مصر تقليد الإمارات، فإن تركيا استقبلت قبل يومين منظومة “إس “400، خبر جلب النكد لكل هؤلاء.

أضف تعليقك