• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

عادة ما يستغل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الأحداث للتقرب من قادة الاحتلال الصهيوني، في الوقت الذي يزيد فيه معاناة الفلسطينيين غير عابئ بهم.

ومن جديد يتودد السيسي إلى سلطة الاحتلال مستغلا الدور المصري في الملف الفلسطيني، فبالأمس قال كاتب صهيوني، إن "الهدوء النسبي الذي يشهده قطاع غزة يخفي خلفه مبادرة مصرية جديدة، لكن دون رفع سقف التوقعات، لأن مبعوثين متعددين تنقلوا بصورة سرية في الآونة الأخيرة بين القاهرة وتل أبيب ورام الله، وفي حال لم يحصل أي حدث مفاجئ، فإن عبد الفتاح السيسي سيسعى لمنح بنيامين نتنياهو هدوءا إلى حين إجراء الانتخابات القادمة في سبتمبر".

وأكد جاكي خوجي في مقاله بصحيفة معاريف العبرية، أن "التفاهمات التي تم التوصل إليها بين حماس والاحتلال بواسطة مصر لتحقيق التهدئة في غزة ما زالت صامدة حتى اللحظة، وبعد أن كان يشتعل يوميا قرابة 15 حريقا في الحقول الزراعية لمستوطنات غلاف غزة بسبب البالونات الحارقة، فقد انخفض العدد إلى حريق أو اثنين، وأحيانا إلى صفر".

شد الحبل

وأشار خوجي، إلى أن "غزة ليس فيها شيء صدفة، لا الهدوء ولا التصعيد، فالمصريون يعولون في مبادرتهم الجديدة على تعب جميع الأطراف من استمرار حالة الاستنزاف والأخطار الماثلة أمامهم، ويحاولون شد الحبل باتجاههم، سواء بالتقريب بين حماس وفتح، أو إنجاح التفاهمات بين حماس والاحتلال، وبين السلطة الفلسطينية والاحتلال، وصولا إلى مصالحة بين السلطة والبيت الأبيض".

وكشف أن "الشهر الأخير شهد وصول مبعوثين مصريين إلى المنطقة، التقوا مع أبو مازن في رام الله، ورؤساء مجلس الأمن القومي والشاباك الصهيوني في تل أبيب، فيما زار مسئول صهيوني سرا القاهرة، هنا يكمن السبب في قدرة وقف إطلاق النار في غزة على الصمود كثيرا، والتطلع المصري أن يستمر هذا الوضع حتى إجراء الانتخابات الصهيونية في سبتمبر".

وأكد أن "الطموح المصري أن تحصل بعض الإنجازات في غزة، لأن من شأنها إطالة أمد التهدئة فيها، مما يجعل حماس تلتزم بالهدوء لأنهم يأملون بنجاح الجهد المصري، مع أن كل طرف قد يجد نفسه في حالة خسارة إن كان مآل الجهود المصرية الفشل والإخفاق".

فالسيسي يمهد الأرض بمساعدة أجهزته الأمنية والمخابراتية، لدعم صديقه بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، للدخول في هدوء إلى انتخابات سبتمبر.

ونتنياهو بالنسبة للسيسي ورقة رابحة لا يريد التفريط فيها بسهولة، خشية أن يصعد غيره إلى رئاسة الحكومة، ما قد يقلل التعاون بين الجانبين.

علاقات دافئة

وفي 31 يوليو الماضي، نصب السيسي نفسه متحدثا باسم الكيان الصهيوني، على هامش ما يسمى بمؤتمر الشباب، إذ حذر من ردة فعل الكيان الصهيوني على صواريخ حزب الله اللبناني على أمن واستقرار المنطقة.

على الجانب الآخر، دعا الرئيس الصهيوني، رؤوفين ريفلين، في 11 يوليو الماضي، إلى "تدفئة العلاقات" بين تل أبيب والقاهرة، مؤكدا أن الصهاينة " فخورون بقيادة مصر برئاسة عبد الفتاح السيسي".

وقال الرئيس الصهيوني: "قبل أسبوعين فقط تشرفت باستضافة الاحتفال بالذكرى الأربعين لاتفاقية السلام بين البلدين، يوجد لمصر دور رئيسي وقيادي في منطقتنا، والقيادة المصرية تظهر هذه المسئولية كل يوم في غزة".

فالتقدير الصهيوني، لدور السيسي في غزة واضح، واثقين أن كل الخطوات المصرية في غزة تصب في الصالح الصهيوني.

وبدوره، قال رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، في 11 يوليو أيضا، إن "عبد الفتاح السيسي صديقي العزيز، وفي لقاءاتي معه فوجئت بحكمته وذكائه وشجاعته".

مراوغة الثعلب

أما فيما يخص موقف السيسي من الجانب الفلسطيني، فهو يعمل على بيع قضيتهم ويتحدث عن الوقوف معهم، فيعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب.

فمع مقاطعة كافة الفصائل الفلسطينية، لمؤتمر المنامة الممهد الاقتصادي لصفقة القرن، قررت مصر الانقلاب، المشاركة في المؤتمر لأجل عيون الاحتلال وداعمه في البيت الأبيض.

منع هنية

وفي السياق، منعت سلطات الانقلاب، القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية، رئيس الوزراء السابق ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، من مغادرة قطاع غزة والسفر إلى الخارج لزيارة عدد من الدول من بينها روسيا وإيران.

وفي ملف التضييق على قطاع غزة، أغلقت سلطات الانقلاب، معبر رفح لسنوات عدة منذ انقلاب 2013، قبل أن تفتحه مؤخرا بشروط معينة منها عدم السماح لمن هو دون الـ 37 عاما بالسفر، فضلا عن استغلال الضباط المسافرين للتربح المالي عن طريق الرشى.

 

 

 

أضف تعليقك