• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

تتابع الدائرة المحيطة بالسفاح عبد الفتاح السيسي التطورات السياسية في إيطاليا بقلق، مع خروج الحليف الأبرز للسيسي في روما، زعيم حزب "رابطة الشمال"، ماتيو سالفيني، من التحالف الحكومي، وزيادة عدد المقاعد الوزارية الخاصة بحركة "الخمسة نجوم"، وتولي زعيمها الشاب لويجي دي مايو وزارة الخارجية، خلفاً للوزير المستقل القريب من سالفيني، إنزو ميلانيزي.

وعبر دي مايو عن مواقف متشددة وداعية لاستخدام طرق غير تقليدية وقاسية ضد القاهرة، خلال وجوده في المعارضة عام 2016، الذي شهدت بدايته مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة.

واختفى ريجيني في القاهرة في 25 يناير 2016، وعثر على جثته وعليها آثار التعذيب على طريق مصر الإسكندرية مطلع فبراير من العام نفسه.

وبعد دخوله حكومة جوزيبي كونتي وزيرا للتنمية الاقتصادية العام الماضي، كان دي مايو الضيف الإيطالي الأثقل على السيسي، عندما حذر بشكل واضح في أغسطس 2018 لدى زيارته القاهرة من انهيار العلاقات المصرية الإيطالية بسبب تمسك المسئولين المصريين بعدم الإفصاح عن طبيعة التحقيقات التي يجرونها في قضية ريجيني، وعدم تقديم أي مساعدة للجانب الإيطالي، تمكنه من التوصل للشخصيات الضالعة في الجريمة.

وخلال لقائه الوحيد بالسيسي، قال دي مايو إن "حلّ قضية ريجيني أساس تجديد التناغم في العلاقة بين البلدين، وبعدها يمكن الحديث عن ضخّ مزيد من الاستثمارات الإيطالية في مصر استغلالاً لرغبة السيسي في جذب مزيد من الاستثمارات وتقديم حوافز كبيرة لرجال الأعمال الإيطاليين".

وكان زعيم "الخمسة نجوم" يطالب سابقا، من مقاعد المعارضة، الحكومة باتخاذ خطوات لمعاقبة مصر اقتصاديا ردا على كل خطوة يترتب عليها تأخير التوصل لحقيقة ما جرى للطالب الإيطالي، وتقديم المجرمين للعدالة.

وبدورها، كشفت مصادر دبلوماسية، أن "دي مايو ليس بالشخص اللطيف بالنسبة للسيسي أو بالنسبة لوزير خارجيته سامح شكري، فهو ينتمي لجيل يعتبره قائد الانقلاب أقل خبرة وأكثر اندفاعا، إذ يبلغ من العمر 33 عاما، كما أن خلفيته التعليمية والمهنية وتوجهات حركته السياسية ليست مفضلة للسيسي بطبيعة الحال. 

وسبق لدي مايو أن عمل صحفيا وتاجرا، كما أن حركة خمسة نجوم، وإن كانت شعبوية ومناهضة للعولمة، إلا أنها أقل حدة في التعامل مع ملفات اللاجئين والهجرة التي كانت المحرك الأساسي لحصول السيسي على دعم سالفيني اليميني المتطرف والأكثر شعبوية".

وفي ما يخص قضية ريجيني، فإن سالفيني كان من أنصار عدم ممارسة ضغوط خارجة عن المألوف على مصر، وكان له تصريح شهير في ديسمبر 2018 قال فيه "نحن نحكم إيطاليا ولا نحكم مصر"، وهو ما لم يكن مرحباً به من قبل رئيس الوزراء كونتي، المعروف بقربه فكريا وسياسيا من حركة الخمسة نجوم، والتي يبدو زعيمها دي مايو الصوت الأقوى والأكثر تأثيراً في الحكومة حالياً.

وأوضحت المصادر، بحسب العربي الجديد، أن دي مايو كان خلال العام الماضي على تواصل دائم بأطراف عدة مهتمة بملف ريجيني، أولها والدا الشاب المقتول ريجيني، باولا وكلاوديو ريجيني، اللذان تحولا إلى رمز وطني للإصرار على الوصول للحقيقة، ويحظيان بدعمٍ كبير من القوى اليسارية وأحزاب الوسط أيضاً، والمدعي العام بروما جوزيبي بيجناتوني الذي كان قد اجتمع معه قبل وبعد زيارته الوحيدة إلى القاهرة لدراسة سبل الضغط السياسي على مصر، ولذلك فإن دي مايو أعرب للصحفيين في نوفمبر الماضي عن "شكره" للادعاء الإيطالي "على العمل الكبير الذي قام به في تلك الفترة في ظل عدم وفاء مصر بتعهداتها بتقديم إجابات واضحة لأسئلتنا".

وكان آخر ضغط سياسي على مصر بالطرق الدبلوماسية حصل بعد تشكيل حكومة كونتي الأولى ويتمثل في استدعاء وزير الخارجية السابق إنزو ميلانيزي السفير المصري لدى روما هشام بدر في نوفمبر الماضي أيضاً، لحثّه على نقل الغضب الإيطالي من التباطؤ المصري، بعدما أصرت النيابة العامة المصرية على عدم منح نظيرتها الإيطالية تفاصيل التحقيقات التي من المفترض أنها أجرتها في قضية مقتل أفراد عصابة السرقة التي ادعت الشرطة أنها هي التي اختطفت ريجيني بدافع السرقة وعذبته حتى الموت ووجدت الشرطة متعلقاته مع أفرادها، وهي الرواية التي اضطر النائب العام المصري نبيل صادق لإعلان عدم معقوليتها تحت ضغط الإيطاليين منذ أكثر من عام، لكن لم يحدث أي تحسن ملموس.

وذكرت المصادر أن بعض النواب المقربين من دي مايو كانوا أصحاب مقترح تخفيض المبيعات العسكرية وصادرات الأسلحة لمصر عند اتخاذ البرلمان الإيطالي قراراً بتجميد العلاقات مع البرلمان المصري في خريف العام الماضي، وهو المشروع الذي لوحت به حكومة كونتي مراراً لكن لم يدخل أبداً حيز التنفيذ.

 

أضف تعليقك