• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أفادت دراسة أمريكية حديثة، أجراها باحثون بمستشفى "ماونت سيناي" في مدينة نيويورك ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (JAMA Network Open) العلمية، بأن الأشخاص المتفائلون الذين يتمتعون بنظرة إيجابية للمستقبل، ينخفض لديهم خطر الإصابة والوفاة المبكرة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وشارك في الدراسات ما يقرب من 230 ألف شخص، وتراوحت أعمارهم بين 19 و93 عامًا، وكان متوسط فترة المتابعة 14 عامًا.

ولكشف العلاقة بين التفاؤل وصحة القلب، راجع الفريق نتائج 15 دراسة أجريت في هذا الشأن، في الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا.

 كما راجع الفريق الإصابات والوفيات بأمراض القلب التي حدثت بين المشاركين، كما راجعوا مستويات الاكتئاب، والمستوى التعليمي، والحالة الاجتماعية والاقتصادية، وممارسة الرياضة أو النشاط البدني.

ووجد الباحثون أن الأشخاص المتفائلون - أيًا كانت العوامل التي جعلتهم أكثر تفاؤلا من غيرهم - كانوا أقل عرضة للإصابة والوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بمن يتمتعون بنظرة تشاؤمية للحياة.

وقال الباحثون إن أهمية الدراسة تكمن في أن التفاؤل والتشاؤم عاملين يمكن قياسهما بسهولة ويمكن اعتبارهما قابلتين للتعديل، وبالتالي يمكن أن يتدخلان لخفض مخاطر القلب والأوعية الدموية والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب.

وأضافوا أنهم سيعملون على إجراء مراجعة منهجية أخرى لكشف العلاقة بين التفاؤل وخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث إن عدد الوفيات الناجمة عنها يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أيّ من أسباب الوفيات الأخرى.

وأضافت المنظمة أن نحو 17.3 مليون نسمة يقضون نحبهم جرّاء أمراض القلب سنويًا، ما يمثل 30% من مجموع الوفيات التي تقع في العالم كل عام، وبحلول عام 2030، من المتوقع وفاة 23 مليون شخص بسبب الأمراض القلبية سنويًا.

 وفى السياق ذاته كشفت دراسة شملت نحو 300 ألف شخص، عن أن أولئك الذين لديهم نظرة تفاؤلية وينظرون إلى الحياة من منظور إيجابي، يتمتعون بصحة أفضل وأقل عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقال ألان روزانسكي أستاذ أمراض القلب الذي قاد الدراسة المنشورة في المجلة الطبية “JAMA”: “لاحظنا أن المتفائل يواجه مخاطر صحية متعلقة بالقلب مثل الأزمات القلبية، بنسبة 35 بالمئة أقل من المتشائمين”.

وأشارت الدراسة إلى أنه كلما كان الشخص أكثر إيجابية، كان أكثر قدرة على حماية نفسه من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، مضيفا: “كلما كان الشخص متشائما، كلما كانت النتيجة أسوأ”، وفق ما ذكر موقع “سي إن إن هيلث”.

يشار إلى أن التفاؤل لا يحمي القلب فقط، إذ كشفت دراسات سابقة وجود صلة مباشرة بينه وبين الحصول على جسد صحي، إذ يكون نظام مناعة أقوى، ووظائف رئة أفضل.

وبالرغم من أن الكثير من الناس ينظرون إلى العالم بنظرة تشاؤمية، فإن ذلك لا يعني أنهم غير قادرين على تغيير ذلك، إذ أوضح خبراء أنه بإمكان الإنسان تغيير أفكاره ليتحول إلى شخص متفائل بصورة تدريجية.

وأشاروا إلى أنه يمكن تطبيق ذلك من خلال مجموعة من الخطوات، أولها الخضوع لأحد الاختبارات المنتشرة على الإنترنت لتحديد ما إذا كان الشخص متفائلا أم متشائم، ودرجة كل منهما لديه.

أما الخطوة الأهم فهي المواظبة على ممارسة التأمل لمدة 30 دقيقة يوميا لمدة لا تقل عن أسبوعين.

أضف تعليقك