• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانية واحدة

في مقابلة مع صحيفة “ديلي تلغراف” أجرتها مراسلتها في نيويورك هارييت ألكسندر، مع خطيبة الصحافي جمال خاشقجي، خديجة جنكيز، اتهمت فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأنه يحاول إسكات نقاد جريمة قتل خطيبها.

وكان محمد بن سلمان قد أعلن عن تحمله المسؤولية عن الجريمة بدون الاعتراف بلعب دور فيها في مقابلتين مع التلفزة الأمريكية.

وقالت جنكيز (37 عاما) إنها محاولة لوضع حد للجدل حول الجريمة وتجاوزها. وأضافت أن تصريحات ولي العهد السعودي الأخيرة لم تثر إعجابها وهي “تكتيكات عامة من أجل إسكات القضية وتهدئة الإعلام”.

وقالت: “أعتقد أن توقيت تصريحه مهم، وفي أيام معدودة ستحل الذكرى الأولى لمقتله وسيتم نقاشها بشكل واسع. ومارس الإعلام الدولي في العام الماضي ضغطا كبيرا، وحتى الآن لم نر شيئا من الجانب السعودي غير الصمت”. وواصلت جنكيز: “هناك محاكمات قضائية في السعودية لـ11 شخصا ولكننا لا نعرف الطريقة التي يتم فيها إدارة المحكمة. فهي تجري وراء الأبواب المغلقة ولا نعرف وليس لدينا معلومات عن جلسات الاستماع”، مضيفة: “لم تفسر السعودية الكثير وهناك الكثير من الأسئلة بدون أجوبة”.

وكان خاشقجي قتل في 2 تشرين الأول/أكتوبر، بعد دخوله القنصلية السعودية للحصول على أوراق رسمية ولكنه لم يخرج منها. وكانت تنتظره فرقة قتل مكونة من 15 عميلا للحكومة السعودية قتلوه وقطعوا جثته أشلاء قبل أن يغادروا تركيا على متن طائرة تابعة للحكومة السعودية. وسمع القتلة وهم يمزحون ويضحكون قبل دخول خاشقجي القنصلية، وذلك حسب التسجيلات التي التقطتها أجهزة التسجيل التي زرعتها المخابرات التركية في داخل القنصلية.

وقالت البارونة هيلينا كيندي، المحامية الناقدة لانتهاكات حقوق الإنسان في منطقة الخليج، إن صوت الطبيب الشرعي صلاح الطبيقي وماهر عبد العزيز المطرب سمع وهما يتحدثان في التسجيلات. وفي برنامج “بانوراما” الذي بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قالت البارونة كيندي: “قال الطبيقي: هذه أول مرة أقوم فيها بتقطيع جثة على الأرض وحتى الجزار يعلق الحيوان قبل أن يبدأ بتقطيعه”. وقالت إنه “عمل يثير الرعشة فهم ينتظرون مع معرفتهم أن الرجل سيدخل وسيقتل”. وأضافت البارونة: “ليس لدي مجال للشك بأن هذه الجريمة تم الإعداد لها ومن القمة، وهذه ليست عملية مارقة ومجنونة، فما حدث في السفارة كان رهيبا وغادرا ومن مسؤولية المجتمع الدولي الإصرار على تحقيق جنائي وبمستوى عالٍ”.

وعبرت جنكيز الباحثة في شؤون الشرق الأوسط، عن خيبة أملها من موقف القادة في العالم من مقتله. وزارت عددا من الدول الأوروبية والولايات المتحدة لحشد الجهود والمطالبة بالعدالة لكنها فشلت في الدفع باتجاه فعل قوي. وقالت إن بريطانيا لا تريد تخريب العلاقة مع السعودية. وعندما سئلت عن مقابلات محمد بن سلمان وأنها محاولة لحرف الانتباه عن عناوين الأخبار أجابت بأن هذا “بالضبط” ما يريده.

وقالت المقررة الخاصة في الأمم المتحدة لشؤون القتل خارج القانون، أغنيس كالامار إن عودة التعامل مع السعودية كأن شيئا لم يحدث مثير “للغثيان”. وأضافت أن السعودية اشترت طريقها للإفلات من الحساب “وهو ما يعد سابقة رهيبة للعالم”.

وقامت كالامار محامية حقوق الإنسان الفرنسية بالتحقيق في جريمة القتل وبدون انتظار قرار من الأمم المتحدة. وقالت: “لم يطلب أحد مني التحقيق” و”لكن أمرا كان يجب فعله”. وبدأت تحقيقها في كانون الأول/يناير 2019، وقدمت نتائج دراستها في حزيران/يونيو إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف. وتوصلت إلى وجود أدلة موثوقة تدعو للتحقيق في تورط مسؤولين سعوديين كبار بالجريمة بمن فيهم محمد بن سلمان.

وجاء في تقريرها أن مقتل خاشقجي “كانت نتيجة تخطيط مدروس وتنسيق مكثف ومصادر مالية وبشرية مهمة” و”أشرف عليه وخطط له وصادق عليه مسؤولون بارزون، وكان عملا مدبرا”. وأثنت كالامار على موقف كندا التي انتقدت حقوق الإنسان في السعودية، إلا أنها شعرت بالأسي لعدم دفاع أي بلد عنها عندما طردت السعودية سفيرها و”لا يزال البلد يلعق جراحه”.

وانتقدت الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش واتهمته بالتخفي وراء تفسيرات ميثاق الأمم المتحدة وفقدانه الشجاعة لكي يتدخل. وقالت: “في البداية لم تجد الأمم المتحدة دورها” و”كانت صامتة وغير فاعلة وكشف القتل عن عيوب في المحاسبة داخل الأمم المتحدة. وقاوم غوتيريش مطالبي بإجراء تحقيق شامل، ولماذا لم يتابع التحقيق الذي قمت به؟ وطالبت بلجنة خبراء جنائية تلاحق المسؤولية الجنائية”.

وقالت: “أعتقد أن هذا مثير للشفقة وضار ويلمح إلى عدم قدرة الأمم المتحدة على الوقوف أمام اللاعبين المؤثرين”. وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوغاريك إن غوتيريش “اعتقد دائما أن قتل خاشقجي كان جريمة بشعة”. وقال إن الأمين العام شجب الجريمة وطالب بتحقيق سريع وشفاف ومحاسبة المسؤولين.

ودعت كالامار كل الغاضبين على مقتل خاشقجي الكتابة لنوابهم في البرلمان البريطاني مع اعترافها أن هذا “جزء من المشكلة” خاصة أن بريطانيا الحليف التاريخي للرياض تواجه أزمة تاريخية.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها قامت بفتح موضوع الجريمة مع المسؤولين السعوديين في اللقاءات الخاصة والعامة. ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على أسئلة الصحيفة عندما سألت عما فعلته من أجل مواطن أمريكي قتل في الخارج.

أضف تعليقك