• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم عز الدين الكومي

“الطاغية” المجرم قائد الانقلاب العسكري في مصر تلعنه كل شعوب العرب، فماذا بينه وبين الله حتى ينال كل هذه اللعنات؟. هذا ليس من قبيل المصادفة، ولكنها عقوبة إلهية، جزاء ما قام ويقوم به من هدم ثوابت الدين بزعم تجديد الخطاب الديني، وسفك الدماء، وقتل أولياء الله، والتنكيل بهم، وموالاة أعداء الله عز وجل، واعتقال آلاف الأبرياء بتهم ملفقة، بمساعدة جلاوزة الشرطة، والقضاء الفاسد. وكما قال أهل العلم في تفسير قوله تعالى: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ)، فقد جاء في تفسير “التحرير والتنوير” للطاهر بن عاشور رحمه الله: “أي أن المُجَازي يُجازي من فَعَل معه فَعلةً تسوؤه بفعلة سيئة مثل فعلتِه في السوء، وليس المراد بالسيئة هنا المعصية التي لا يرضاها الله، فلا إشكال في إطلاق السيئة على الأذَى الذي يُلحق بالظالم”.

وكما تقول القاعدة الفقهية “الجزاء من جنس العمل”، وهي قاعدة شرعية وسنةٌ إلهيةٌ مستقاة من نصوص الشرع الكريم، وهى تعني أن جزاء العمل من جنس عمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، كما قال تعالى (جزاءً وفاقا)، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (البِرُّ لا يَبْلَى، وَالِإثْمُ لَا يُنْسَى، وَالدَّيَّانُ لَا يَمُوتُ، فَكُن كَمَا شِئتَ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ).

أي: كما تَفعل يُفعل بك، وكما تُجازِي تُجازَى، وهو من قولهم: “دِنْتُه بما صَنَعَ” أي: جازيته. فالجزاء من جنس العمل قاعدةٌ شرعية مهمة لها آثارٌ عظيمةُ النفع في إصلاح الدين والدنيا لأولي الألباب الذين يزِنونَ الأفعال بعواقبها، وهي دافعة للأعمال الصالحة، ناهية عن الظلم، مواسية للمظلومين.

فلو استحضر الظالم عاقبة ظلمه، وأن الله سيسقيه من نفس الكأس عاجلاً أو آجلاً، لكَفَّ عن ظلمه وتاب إلى الله عز وجل.

ولذلك قال سعيد بن جبير- رحمه الله-  للحجاج عندما سأله: اختر يا سعيد أيَّ قتلة تريد أن أقتلك؟ فقال سعيد: بل اختر لنفسك يا حجاج، فو الله ما تقتلني قتلةً إلا قتلك الله مثلها يوم القيامة.

فقد منع الطاغية، قائد الانقلاب، صلاة الجنازة على الرئيس الشهيد “محمد مرسى”، فشاءت إرادة الله أن يصلى عليه في كل بقاع الأرض، ولا يعرف أحد صلى الناس عليه صلاة الغائب مثلما صُلي على الرئيس الشهيد “محمد مرسى”.

وعندما حاول قائد الانقلاب الانتقاص من الرئيس مرسى – رحمه الله- عبر إعلامه المأجور وإلصاق التهم به، وقد اعتبر قائد الانقلاب أن الرئيس الشهيد “محمد مرسي” كان يسعى لإعادة الخلافة الإسلامية، يتزلف بذلك إلى أسياده فى الغرب ليمنحوه الشرعية، ولكن صارت الشعوب اليوم تلعنه في كل مناسبة، حتى في المناسبات الرياضية.

وهو ما ظهر بوضوح في هتافات شباب المغاربة والجزائريين والسودانيين، والتوانسة، واللبنانيين، الذين هتفوا ضد الطاغية بهتاف موحد قائلين: “لا إله إلا الله محمد رسول الله والسيسي عدو الله”.

وقد بدأت هذه الهتافات ضد قائد الانقلاب، في المغرب، من خلال مظاهرات رافضة لصفقة القرن، التى تهدف لإنهاء القضية الفلسطينية. ومن المغرب انتقل الهتاف إلى الجزائر، وليبيا ثم السودان وأخيراً لبنان.

‎وفي لقاء رياضي  بالجزائر، رددت الجماهير الجزائرية هتاف “السيسي عدو الله”، مع حلول الدقيقة 78 بلقاء فريقي “شباب بلوزداد الجزائري” وبيراميدز المصري ضمن مسابقة الكونفدرالية الإفريقية .

كذلك هتف آلاف الجزائريين في تظاهرات الجمعة الـ18 للحراك، ضد قائد الانقلاب، حيث ردد المتظاهرون بوسط العاصمة “لا إله إلا الله والسيسي عدو الله “، رافعين صور الرئيس الشهيد “محمد مرسي”.

وأثناء احتفال أنصار المرشح الفائز في انتخابات الرئاسة التونسية “قيس سعيد” ، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو للاحتفال يهتف فيه الحاضرون ضد قائد الانقلاب “لا إله إلا الله… السيسي عدو الله”.

وقد جُنّ جنون الإعلام الانقلابى، فقد قال أحد الأراجوزات الإعلامية في الإعلام العكاشي: المدعو “عمرو أديب”: “عندي سؤال واحد بس حاجة غريبة  شيء غريب.. أنا ما أقدرش أفهم أبدا إن يبقى عندي  انتخابات هنا مثلا في مصر، ويفوز فيها رئيس فأنزل أهتف ضد رئيس تونس”.

وتابع “أنا عايز أفهم المنطق في الحكاية إيه؟ الناس دي ليلة فوزهم- يعني المفروض ليلة الفوز بتاعتك بقى ورئيسك، وترنو إلى مستقبل وعندك مطالب، وفي تحديات اقتصادية فتطلع تهتف ضد الرئيس المصري.. ليه يا جماعة؟ إحنا بنقرب لكم؟ إحنا بندّخل في شؤونكم؟ إحنا لينا أي دعوة بيكم؟”.

وأخيرا كان لافتا حضور قائد الانقلاب  في احتجاجات لبنان، حيث ردد المتظاهرون نفس الهتاف “لا إله إلا الله محمد رسول الله والسيسي عدو الله”؛ لأن اللبنانيين اعتبروا أن قرارات حكومتهم الخاطئة، التى أوصلت البلاد إلى هذه الحالة، ودعتهم للخروج في الاحتجاجات، مستنسخة من سياسة قائد الانقلاب.

خاصة وأن “سعد الحريرى” أشاد بقائد الانقلاب في القمة الأوربية العربية بشرم الشيخ، وأن  لبنان يسعى إلى نقل التجربة المصرية في مجال الإصلاح الاقتصادي، والتي جعلتنا فخورين بها”.

وقد يتساءل البعض: لماذا الهتاف ضد قائد الانقلاب بهذه الصورة؟ لأنه ببساطة شديدة قد انقلب على التجربة الديمقراطية في مصر، وسفك دماء الآلاف، وزج بالآلاف في السجون والمعتقلات، وأجهض كل نتائج ثورة الخامس والعشرين من يناير، فضلاً عن أنه عرّاب “صفقة القرن”، وأنه يقود حكام العرب لدعم هذه الصفقة المزعومة، حسب ما كشفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، بأن قائد الانقلاب يسعى لحشد الحكام العرب لتأييد “صفقة القرن”. وصدق الله إذ يقول: (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ).

أضف تعليقك