• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

نشرت صحيفة "نيوريوك تايمز" تقريرا، تحت عنوان "أوراق تشنجيانغ"، تنشر فيه وثائق مسربة من الإدارة الصينية، تكشف فيه عن الطريقة التي قامت بها البيروقراطية الصينية بسجن مسلمي الإيغور في شمال غرب الصين. 

ويشير التقرير أن الحكومة وزعت ضمن حملتها ضد المسلمين إرشادات على السلطات المحلية لاعتقال الطلاب العائدين من هونغ كونغ، وكيفية التعامل مع السؤال المهم المتعلق باختفاء عائلاتهم في شبكة من السجون التي أعدت خصيصا لسجن مسلمي الإيغور.

وتقول الصحيفة إن المذكرة باعتقال الطلاب العائدين من هونغ هي واحدة من 403 صفحات من الوثائق الداخلية التي اطلعت عليها، وهو أهم تسريب لوثائق من داخل الصين، مشيرة إلى أنها تقدم رؤية غير مسبوقة حول القمع المستمر في إقليم تشنجيانغ، حيث اعتقلت السلطات مليون مسلم من أقلية الإيغور والقزق وبقية الأقليات في سجون خلال السنوات الثلاث الماضية. 

ويفيد التقرير بأنه في الوقت الذي رفض فيه الحزب الشيوعي الصيني النقد الدولي، ووصف المعتقلات بأنها مراكز للتدريب والتثقيف، إلا أن الوثائق تكشف عن الطبيعة القمعية والأوامر للمسؤولين الذين ينظمون المعتقلات، بل إن هذه الوثائق تكشف عن حملة شرسة في المعتقلات، مع أن السلطات قدمتها للرأي العام على أنها منحة حكومية للسكان. 

وبحسب التقرير، فإن الوثائق تقدم صورة دقيقة عن الطريقة التي قامت بها مؤسسات الدولة بأكبر عملية اعتقال منذ عهد ماوتسي تونغ، لافتا إلى أن الرئيس شين جين بينغ وضع أسس السياسة في سلسلة من الخطابات التي ألقاها للمسؤولين عند زيارته للإقليم في نيسان/ أبريل 2014، وجاءت بعد الزيارة بأسابيع عملية طعن متشددين لـ130 شخصا في محطة قطار، وقتلوا 31 شخصا. 

وتلفت الصحيفة إلى أن جين بينغ دعا لحرب لا هوادة فيها ضد الإرهاب والاختراق والانفصال و"دون أي رحمة"، مشيرة إلى أن الهجمات وتخفيف عدد الولايات المتحدة الأمريكية عدد قواتها في أفغانستان شكلا جزءا في تشكيل السياسة الصينية ضد المسلمين.

وينوه التقرير إلى أن الرئيس الصيني دعا إلى حرب على الإرهاب مثل الحرب التي شنتها أمريكا بعد 11/ 9، مشيرا إلى أن المسؤولين ناقشوا بأن الهجمات الإرهابية في بريطانيا هي نتاج وضع السلطات هناك حقوق الإنسان فوق الأمن. 

ويكشف التقرير عن أن الأوراق المسربة تشمل على 24 وثيقة، وتحتوي بعضها على مواد مكررة، وفيها 200 صفحة من الخطابات الداخلية للرئيس، و150 صفحة عبارة عن تعليمات وتقارير عن الرقابة والتحكم في المسلمين الإيغور في تشنجيانغ، فيما هناك خطط عن توسيع المنع لمناطق أخرى في الصين، مستدركا بأنه رغم عدم معرفة الطريقة التي تم فيها جمع الوثائق واختيارها، إلا أنها تكشف عن معارضة داخل الحزب للحملة أكبر مما كان يعرف سابقا. 

وتفيد الصحيفة بأن القيادة الصينية عادة ما تخفي سياساتها بغلاف من السرية، خاصة عندما يتعلق بإقليم تشنجيانغ الغني بالمصادر الطبيعية، والقريب من أفغانستان وباكستان ووسط آسيا، ويسكن فيه 25 مليون نسمة. 

ويشير التقرير إلى أن الحكومة الصينية حاولت قمع المشاعر المعارضة للصين، خاصة بعد احتجاجات في أورومقي، عاصمة الإقليم عام 2009، وهجمات القطار في مايو 2014، وشنت السلطات منذ عام 2017حملة اعتقالات تهدف إلى تغيير هوية السكان وتحويلهم إلى مواطنين موالين. 

وتلفت الصحيفة إلى أن من بين ما تحتويه الوثائق إرشادات في عام 2017 للتعامل مع الطلاب العائدين إلى الإقليم، مشيرة إلى أنه مع أن تلك الإرشادات تخبر المسؤولين بضرورة إبلاغهم بأن عائلتهم تتلقى علاجا من التشدد، إلا إن اللغة المستخدمة تشير إلى أن العملية ليست علاجا، لكنها عقاب وقع عليهم.  

أضف تعليقك