• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

اعتبر مراقبون أن مؤتمر جماعة الإخوان المسلمين، اليوم، بإسطنبول كان ردا قاطعا وتبرئة ساحة الجماعة من هلاوس وافتراءات أبواق الانقلاب، بأن الجماعة هي التي نشرت كورونا في مصر.

فتحدّث القيادي الدكتور حلمي الجزار قبل يومين في مقال له، يدعو فيه إلى إطلاق المعتقلين، وعدم تضييع فرصة الإخوان كشريك وطني له جهوده في العمل المدني والإغاثي.

ولم تفت ساعات حتى كشف الإخوان في مؤتمرهم عن اللجنة أو المجموعة، والتي ضمت لفيفًا من الخبراء والمختصين في مجالات الطب والاجتماع والصحة النفسية والاقتصاد والإعلام والشأن الحقوقي، من منطلق شرعي ووطني وإنساني، وأن الجماعة لا تألو جهدا في تقديم وبذل كل جهودها في سبيل تحقيق الأمن والسلامة للمجتمع.

وشارك بالمؤتمر نخبة من المتحدثين وهم:

– الأستاذ الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة المنصورة وعضو الجمعية المصرية لمكافحة العدوى.

– الدكتور المتولي زكريا أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المعدية.

– الدكتور رمضان خميس أستاذ التفسير وعلوم القرآن.

– النائب السابق أحمد جاد عضو برلمان 2012 والرئيس السابق للجنة حقوق الإنسان بالبرلمان المصري.

– الدكتورة كاميليا حلمي الباحثة والمتخصصة في قضايا الأسرة والمواثيق الدولية.

– أ. عبدالحافظ الصاوي الباحث الاقتصادي

مبادرة الأزهر

ومن أبرز التوصيات التي ضمنها البيان الختامي، عوضا عن تأكيدهم ضرورة إخراج المعتقلين والسجناء باعتبار ذلك أحد العوامل المهمة فى مقاومة الوباء، وهى الخطوة التي اتخذتها العديد من دول العالم لضرورتها الصحية والإنسانية، خاصة مع تزايد معدلات انتشار الوباء، وجه الإخوان الدعوة إلى الشركات الكبرى الموجودة فى مصر ورجال الأعمال إلى تقديم يد العون للطبقات الأكثر تضررا، معلنين عن دعمهم لمبادرة الأزهر المتعلقة بإعانة بيت الزكاة والصدقات المصري للعمالة اليومية المتأثرة بالظروف الحالية.

وخصّ الإخوان في توصياتهم إطلاق سراح أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن دون تأجيل، والمسارعة في تهيئة كل سبل الدعم المعنوي والمادي للطواقم الطبية، وتوفير كافة سبل الاحتياطات الطبية الضرورية للطواقم الطبية وتوفير الحماية الأمنية اللازمة لهم.

الشفافية والأبواق

وشدد الإخوان، فى البيان، على ضرورة تحرى وسائل الإعلام للدقة في نقل الحقائق وتعزيز مصلحة الوطن وعدم نقل الشائعات، مشددين على ضرورة الشفافية التامة والمكاشفة المستمرة مع الشعب بالحقائق.

ودعت الجماعة الشعب المصري إلى الأخذ بالأسباب والالتزام بآراء أهل العلم والمختصين فيما يتعلق بإجراءات السلامة والوقاية من المرض والتزام البقاء فى البيوت والصلاة فيها.

المؤتمر كان فرصة لتجديد الإخوان أن الجماعة وما تملك فداء للشعب والوطن وأن ما يعانيه أفراد الجماعة من حصار وملاحقة وتضييق لن يمنعهم من التحرك لتقديم ما بوسعهم للوطن والشعب الصابر، إذا أتيح لهم ذلك.

وأوضحت التوصيات أن أولويات الإخوان الآن هي مواجهة الوباء من خلال التكاتف والتعاضد المنشود بين جميع أبناء الشعب لإنقاذ البلاد والمحافظة على الشعب.

النوازل والمحن

ومن بين كلمات المتحدثين أكد الدكتور رمضان خميس، أستاذ التفسير وعلوم القرآن، على ضرورة الأخذ بأسباب الوقاية، والالتزام بإجراءات الحجر الصحي كما علمنا الرسول  صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري: (لا يُورِدُ مُمْرِضٌ علَى مُصِحٍّ) أي: لا يُؤتَى بمريضٍ على صَحيحٍ سَليمٍ؛ مخافَةَ أن يُعديَه. مؤكدا ضرورة التكافل والتعاون والتراحم في مواجهة هذا الوباء، وذلك بتعجيل الزكوات والصدقات، وأوصى الأثرياء بأداء واجبهم في تقديم الدعم المطلوب من تبرعاتهم وصدقاتهم وزكواتهم لصالح المحتاجين والمُضارين.

وشدَّد على ضرورة عدم المبالغة في تَخزين السلع الغذائية والاكتفاء بالحاجات الطبيعيّة، محذرا التجار من عاقبة الاحتكار ورفع أسعار السلع واستغلال حاجات الناس. وحث الجميع على التفاعل مع الوطن في هذه المحنة، مشجعا كافة المبادرات الإيجابية مثل حملات التبرع لدعم المستشفيات وحملات التبرع بالدم وحملات خدمة المحتاجين والمسنين، موجها الشكر للطواقم الطبية التي تسهر على رعاية المرضى وخدمتهم، وشجع الشباب بالتطوع مع فرق الإسعاف والمؤسسات الطبية والخدمية بالتنسيق مع الجهات المعنية في كل مدينة، وطلب من العلماء استخدام مواقع التواصل لإرشاد الناس ودعمهم روحيا وثقافيا.

نصائح طبية

وتناول الدكتور محمد الدسوقي، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة المنصورة وعضو الجمعية المصرية لمكافحة العدوى، الجانب الصحي في التعامل مع جائحة كورونا، بداية باليقين بالله ولبشرى بقوله صلى الله عليه وسلم “يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء”.

وأوضح أنه طبقا للإحصاءات العالمية، فإن ٨٥% من الإصابات بالمرض تكون طفيفة وتعالج بالمنزل، وتتعافى تماما بإجراءات بسيطة تبدأ بعزل المريض بالمنزل، وارتدائه الكمامات، والتزامه بالعطس والكحة في مناديل ورقية، والتخلص منها لمنع انتشار الفيروس، وتنظيف مكانه بصورة منتظمة، والتزامه بالراحة التامة وخطوات العلاج حتى يبرأ.

وذكر أن ذلك يكون في غضون أسبوع أو اثنين على الأكثر، مشيرًا إلى اختيار أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء الأصحاء لتمريضه، وارتداء الكمامة أثناء التعامل معه، وتجنب المخالطة المباشرة بإعطائه الغذاء والدواء الذي يتكون من أدوية مخفضات الحرارة والكحة والاحتقان، مع شرب المياه والسوائل بكثرة، والتغذية الجيدة.

وشدّد على أهمية اتباع الإجراءات الوقائية البسيطة لعدم الإصابة بالفيروس، منها مداومة غسل اليدين بالماء والصابون دون الإفراط في استخدام المطهرات الأخرى، وتجنب لمس الوجه لغلق منافذ دخول الفيروس إلى الجهاز التنفسي.

دور المرأة

وأعلنت الدكتورة كاميليا حلمي، الباحثة المتخصصة في شئون الأسرة والمواثيق الدولية، عن إطلاق مشروع “الجسد الواحد”، خلال الفترة القادمة، للإسهام في تخفيف الأعباء عن المجتمع.

وتولت كلمة الفريق الاجتماعي والأسرى حيث وعدت بتقديم الاستشارات التربوية والأسرية، وتوجيه الدعم الصحي والنفسي من خلال قناة يوتيوب، سيعلن عنها لاحقًا في إطار هذه الأزمة”.

ونصحت د. كاميليا حلمي كل أسرة بالالتزام بالقرارات الإدارية بالبقاء في البيوت، والاستمرار في عدم إقامة الشعائر في المساجد، ومنع التجمعات حتى تنكشف الغمّة، كما حذرت من نقل الشائعات وترويجها التي تضرّ بالصالح العام.

تفريغ السجون

بدوره قال أحمد جاد، عضو برلمان الشعب 2012 ورئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، إن “السجون فى مصر بها أعداد كبيرة من الكفاءات الطبية المتميزة والعلماء، ويفتقر المجتمع لدورهم في علاج ورعاية المرضى”.

وشدد على ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة نحو تجنب إصابة المُحتجزين بفيروس كورونا، وحماية المجتمع المصري من انتشار الفيروس في السجون ومقار الاحتجاز.

وحذر من خطر انتشار الفيروس حينئذ سينال الجميع سواء كانوا مسجونين جنائيين أو سياسيين، فضلًا عن الضباط والجنود والإداريين القائمين على إدارة السجون، خاصةً الذين يختلطون بالسجناء، وقد يكون هؤلاء سببًا في نقل الفيروس من الداخل إلى خارج السجون.

وأشار إلى أن قرار تعليق الزيارة، الصادر من وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب، لن يمنع انتشار المرض؛ لأن أسباب انتشاره تكمن بالأساس في تكدس الزنازين وندرة وضعف الإمكانات الطبية اللازمة، وهلص أن الحل أمام المشكلة هو تفريغ السجون.

تقرير اقتصادي

من جانبه دعا الباحث الاقتصادي عبد الحافظ الصاوي، رجال الأعمال إلى “المحافظة على العمالة، وعدم تسريحها، وعدم اللجوء بأي صورة لرفع الأسعار أو الاحتكار، مع توجيه الإنتاج نحو ضروريات الناس من طعام وشراب ودواء، لا سيما توفير ما يلزم من أجهزة تنفس وكمامات”.

وأضاف أن أزمة كورونا تحمل مجموعة من التحديات تتطلب تضافر الجهود بين الجميع؛ رجال الأعمال (من مستثمرين وتجار)، وأفراد المجتمع (من مستهلكين ومدخرين)، والجمعيات الخيرية، وقبل كل ذلك الحكومة، لعلاج هذه الأزمة الوقتية، بالحرص على تطبيق الحجر الصحي، ودعم القطاع الصحي، والقطاعات الاقتصادية لاسيما الضرورية، ورفع الوعي المجتمعي بالأزمة ومتطلباتها”.

وأكمل: “تتطلب الأزمة من المستثمرين، ضرورة أن يجتهدوا في توفير مستلزمات الإنتاج من السوق المحلي، والعمل على تقديم منتجات بديلة للواردات بشكل كامل، وتحويل الأزمة إلى فرصة، للحفاظ على بقاء المؤسسات المصرية في حالة من العمل والبعد عن البطالة، وخفض فاتورة الواردات، وتوفير فرص عمل دائمة للمصريين”.

وأشار الصاوي على الفلاحين المصريين بضرورة “العودة لزراعة الحبوب، من قمح وذرة وأرز، بكميات تلبي حاجاتهم الذاتية، وبما يؤدي إلى تلبية حاجات المجتمع”.

وأكد أن “القطاع الخيري مُطالب بتفعيل دوره في جمع الصدقات، ودعوة القادرين للتعجيل بدفع الزكاة، بما يمكنه من توجيه تلك الأموال للمهمشين والمحتاجين في المجتمع، لاسيما عمال اليومية وغير القادرين على توفير أي مصدر للدخل، في ظل هذه الظروف الطارئة”، داعيا المجتمع للالتزام بالحجر الصحي، وترشيد الاستهلاك، وعدم زيادة الطلب على السلع والخدمات بدون حاجة، والاكتفاء بشراء ما يلزم من حاجات سلعية فعلية، وترسيخ مفهوم التكافل الاجتماعي.

وقال الصاوي: يبقى الدور المهم على الحكومة بتحريك عجلة الإنتاج، وتوفير السلامة الاجتماعية، بتوفير السيولة اللازمة لتوفير الاحتياجات الضرورية للناس، وتوفير منح مالية للمحتاجين، وقروض حسنة للشركات، بشرط المحافظة على العمالة وعدم تسريحها، فضلا عن تأجيل الضرائب. وعليها أيضا زيادة دخول الأطباء والعاملين في القطاع الصحي.

أضف تعليقك