• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

تشهد السودان أزمة جديدة بعد إعلان عسكر الخرطوم عن محاولة انقلاب تتم من داخل الحكومة، لتتكشف المحاور التي يتحرّك من خلالها مصر، في ظلّ الأزمات المتراكمة التي تواجهها القاهرة، وفي الوقت الذي باتت فيه أزمة تفشي وباء كورونا تشكّل ضغطاً كبيراً على أجهزة الدولة كافة.

وبحسب موقع العربي الجديد فإن أهم تلك المحاور هو المتعلق بأزمة سدّ النهضة الإثيوبي، الذي يواجه فيه نظام الانقلاب في مصر مأزقاً شديد الصعوبة، في ظلّ التعنت من قبل الجانب الإثيوبي، وإعلانه المتكرر عن بدء عمليات التخزين في السدّ، من دون التوصل إلى اتفاق نهائي شامل مع مصر والسودان.

غير أن الأمر، بحسب مصادر خاصة تحدثت لـ"العربي الجديد"، لم يعد يقتصر على التعنت الإثيوبي، فهناك أيضاً عقبة أخرى توجد في السودان، متمثلة في رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، الذي يتبنى الرؤية الإثيوبية بشكل مطلق، وإن أبدى خلاف ذلك خلال الأيام القليلة الماضية.

وبحسب المصادر، فإنّ "لدى القاهرة انطباعاً بأنّ حمدوك تحوّل لأداة مناورة في يد رئيس الحكومة الإثيوبية، أبي أحمد، الذي تربطه برئيس الحكومة السودانية علاقات وثيقة ممتدة لما قبل شغله لمنصبه"، مضيفةً "ما يساعد على ذلك هو حالة التجاذب وعدم الوفاق بين المكونات العسكرية والمدنية في المشهد السوداني منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير".

وأكدت المصادر أنّ "القاهرة تقسّم في الفترة الحالية العمل على ملف سد النهضة بين أكثر من خلية أزمة، تخضع لإشراف مباشر من قبل رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، ومن ثمّ  قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي"، موضحةً أنّ كل مجموعة تعمل في مسألة محددة في الملف.

وكشفت المصادر أنه أخيراً "باتت هناك مجموعة عمل دورها الأساسي يتمثل في كيفية إزاحة حمدوك والمجموعة إثيوبية الهوى في الإدارة السودانية، وكذا تقديم أوجه الدعم اللازمة للشقّ العسكري في مجلس السيادة، لترسيخ وتقوية موقفه الشعبي في السودان، بما يمكّنه من الإمساك التام بزمام الأمور هناك، وتقوية موقفه في وجه المعارضة المدنية".

وبحسب المصادر، فإنّ التوجه المصري إزاء حمدوك يلاقي رغبة لدى عسكر السودان، الذين يخشون من اتساع نفوذ رئيس الحكومة خلال الفترة الماضية على المستوى الدولي، وتصدره للعلاقات الدولية، ومن صناعته نفوذاً إقليمياً يقوّي به شخصه في مواجهة الجانب العسكري المشارك في إدارة البلاد، وكذلك من سعيه لدمج السودان في تحالفات إقليمية من شأنها الإضرار بمصالح العسكر.

أضف تعليقك