• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

لم يشهد التاريخ الحديث جريمة توازي جريمة احتلال فلسطين، وتهجير الفلسطينيين، وطردهم من ديارهم ظلمًا وعدوانًا عام 1948م على أيدي الصهاينة المحتلّين، حين شنت العصابات الصهيونية حربًا إجرامية ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل، وارتكبت بحقه المجازر الوحشية، وطردته من دياره، واستحوذت على مقدراته، ومحت آثاره العمرانية.

يأتي الـ15 من مايو/أيار هذا العام ليذكّر من جديد بذلك التاريخ الذي حُفر عميقًا في ذاكرة الشعب الفلسطيني، وحَفر معه أخاديد الألم والتضحيات على جباه ملايين الفلسطينيين من ذلك الجيل الأول الذي تم تهجيره قسرًا على يد العصابات الصهيونية المتوحشة قبل 72 عامًا، مرورًا بكل الأجيال الفلسطينية اللاحقة التي ما زالت تُصلى بناره مع كل فجر جديد.

تعود ذكرى نكبة فلسطين هذا العام في ظل تربص نكبات بشعبنا قد بدلته كفنًا من وسادته، لكنه الشعب الذي يحمل بين جنبيه خافقًا يتلظّى بغايته، وهو الشعب الذي ظل واقفًا على مدى 72 عامًا دون أن يحني هامة، أو يعطي دنية، فيئس المحتل وما يئس شعبنا المقاوم، فراح الاحتلال يبحث وسط ركام يأسه عن حلول يكسر بها إرادة شعبنا، ويصنع شرعية لنفسه على أرضنا عبر "صفقة القرن"، محاولًا استغلالها لضم الأغوار والمستوطنات بما يزيد على 35‎%‎ من الضفة الغربية.

أبناء شعبنا الفلسطيني، قد أغرى العدو صمتٌ عرضيٌ لا يلبث أن يزول، فأنتم الصامت الذي لو تكلم فإن لفظه النار والدم، فلا تعيبوا على شعبنا صمته، فالحزم قد خلق أبكم، وأخو الحزم لم تزل يده تسبق الفم.

ففي ذكرى النكبة يكتشف العالم بطولات شعبنا وشهداءه وأسراه وجرحاه، وثبات هذا الشعب على صموده وتضحياته وكبريائه وإصراره على التمسك بحقوقه العادلة، وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم.

إننا في حركة حماس وإزاء هذه التطورات المتسارعة والتحديات الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية لنؤكد ما يأتي:

أولًا: تحيي حركة حماس جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد المرابط في القدس والضفة وغزة والـ48 وأهلنا في الشتات، وتدعوهم إلى المشاركة الواسعة والفاعلة بكل قوة في كل فعاليات ذكرى النكبة.

ثانيًا: تؤكد الحركة رفضها القاطع لكل المشاريع الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، أو الانتقاص من حقوق شعبنا الفلسطيني، وفي مقدمتها صفقة القرن، وعمليات الضم التي ينوي الاحتلال تنفيذها.

ثالثًا: تؤكد حق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة التي تُعد خيارًا استراتيجيًا للدفاع عن شعبنا واسترداد حقوقه، وفي هذا السياق تدعو حركة حماس إلى التمسك بخيار المقاومة الشاملة كاستراتيجية وطنية أثبتت فاعليتها.

رابعًا: تؤكد تمسكها بخيار الوحدة الوطنية كلبنة أساسية في بناء الصف المتراص في مواجهة الاحتلال ومخططاته، وإن حماس تقدّس الوحدة الوطنية؛ ومن أجل ذلك قدّمت الكثير من التنازلات والمرونة لإنهاء الانقسام.

خامسًا: تؤكد أنه إزاء هذا الخطر المحدق فإنه لا بد من تعبئة الشعب الفلسطيني تعبئة نضالية ثورية، والإسراع في وضع استراتيجية وطنية شاملة ترتب المسار النضالي المقاوم، وذلك من خلال دعوة الإطار القيادي المؤقت لاجتماع عاجل يناقش مخاطر الضم وسبل مواجهته بعيدًا عن اللقاءات الشكلية تحت حراب الاحتلال.

سادسًا: سيظل الأسرى في سجون الاحتلال على رأس أولويات الحركة، ولن ندخر جهدًا حتى تحريرهم كافة من سجون العدو؛ فهذا عهد قطعته قيادة حماس على نفسها.

سابعًا: تؤكد حركة حماس رفضها التام لكل أشكال التطبيع مع الاحتلال، وتعتبره طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وانتهاكًا لحقوقه، وتشجيعًا للعدو على ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق شعبنا ومقدساته.

حركة المقاومة الإسلامية "حماس"

الخميس: 21 رمضان ١٤٤١هـ

الموافق: 14 مايو/أيار ٢٠٢٠م  

أضف تعليقك