• الصلاة القادمة

 
news Image
منذ ثانية واحدة

نعى عدد من علماء الأمة الرئيس الشهيد محمد مرسي في الذكرى السنوية الأولى لوفاته، مؤكدين أنه كان المثل والقدوة الحسنة في السياسة وفي التعامل مع الناس.

واعتبر علماء الأمة، خلال المؤتمر الذي نظمته جماعة الإخوان المسلمين في الذكرى السنوية الأولى لوفاة الرئيس محمد مرسي، أن وفاة الرئيس الشهيد شهدت آية من آيات الله التي تدل على أن عدالة الله قائمة حتمًا، وأن رحمة الله قريب من المحسنين.

وأكد علماء الأمة أن الرئيس الشهيد محمد مرسي يمثل قيمة، وأراد الله سبحانه وتعالى به أن يرسخ معالم طريق الحق والباطل، فقد كان يمثل قيمة إصلاحية وأخلاقية شاملة.

وقال الدكتور علي القرة داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن الرئيس الشهيد محمد مرسي كان المثل والقدوة الحسنة في السياسة من حيث التعامل مع الناس، وحرصه على شعبه، ونزاهته وبقائه في شقته، وتبرعه براتبه الخاص في الرئاسة، بالإضافة إلى جهوده المباركة شرقا وغربا، وداخل الدول العربية والإسلامية لتحقيق التنمية الشاملة للشعب المصري العظيم.

وأضاف القرة داغي أن الرئيس محمد مرسي بذل كل جهوده في هذا المجال، وأهم إنجاز في تاريخه رغم قصر مدة رئاسته أنه لم يسجن أحدا سياسيا، وتحمل الكثير في سبيل أن تبقى فترة رئاسته قدوة حقيقية للإسلاميين وغيرهم عن كيفية الحكم الرشيد والسهر على مصالح الشعب، بالإضافة إلى جهوده الداخلية والدولية لخدمة شعب مصر وحرصه على قضايا الأمة الكبرى وبخاصة القضية الفلسطينية، حيث وقف معها موقفًا مشرفًا، لا سيما عند الاعتداء على غزة، عندما كان رئيسنا، فقد كان الوضع مختلفا تماما عما كان عليه اعتداء إسرائيل على غزة قبل حكم مرسي وبعده.

وأوضح أن الرئيس مرسي شكل مجموعة من اللجان الاستشارية في مختلف جوانب الحياة للاستفادة من العقول والخبراء لتنصب كل هذه الجهود لخدمة الشعب المصري العظيم، ولو أتيحت له فرصة أطول لظهرت نتائج هذه الجهود، ومن بين هذه اللجان اللجنة الشرعية التي لم تكن تعمل في إطار الحلال والحرام فقط بل تحقيق التنمية الاقتصادية وفق الشريعة الإسلامية.


من جانبه رأى الدكتور محيي الدين غازي، أمين عام الجماعة الإسلامية في الهند، أن وفاة الرئيس محمد مرسي شهدت آية من آيات الله التي تدل على أن عدالة الله قائمة حتما، وأن رحمة الله قريب من المحسنين، مضيفا أن جنازة مرسي كانت أقل الجنازات حضورا على مر التاريخ؛ لأن الظالمين منعوا الناس من الحضور في جنازته، إلا أنه نال الرقم القياسي في الصالة عليه غائبا، ولا يوجد شخص في التاريخ صلى عليه العالم صلاة الغائب كما حدث مع العبد المؤمن محمد مرسي، وقد صلى عليه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في الأقطار الإسلامية وغير الإسلامية.

وأضاف أنه من عجيب الأمر أن الصلاة على الغائب غير مشروعة في المذهب المالكي والأحناف، ومع ذلك فإن أكثر من صلى عليه صلاة الغائب هم المالكية والأحناف، وهذا دليل على أن الله ألقى من عنده محبة الرئيس محمد مرسي في قلوب المسلمين، حتى إن المذاهب الفقهية المانعة لم تمنع أصحابها من الصلاة عليه.

الصلاة على الرئيس الشهيد محمد مرسي كانت أمرا من الله تعالى أشبه بالأمر الكوني، حيث سخر قلوب المسلمين على ذلك، فلم تكن هناك دعوة ولا حملة إعلانية، بل كان تلقائيًا وبصورة عجيبة وسريعة وعلى مستوى الأمة كلها، مما أدهش العالم وفضح الطغاة والظالمين.

وأوضح أن الرئيس مرسي لم يتسم بدهاء سياسي، فلم يكن داهية يلعب بالأوراق ويشتري الضمائر والولاءات، ولم يكن ساذجا يمكر به الماكرون وتلعب به القوى الكبرى، بل كان عظيما لم يتنازل عن عظمته أبدًا، ونماذج الدهاء في الأمة كثيرة، ونماذج السذاجة أكثر، ولكن العظماء قليلون، فهو يشبه على بن أبي طالب في التشبث بالعظمة في مواجهة الدهاء، ومن عظمته أنه رضي لنفسه السجن والتعذيب والشهادة، ولم يسمح لأجل الحفاظ على سلطته بسفك دم مسلم واحد، ولم يسمح بكتم صوت واحد أو سجن معارض واحد، فقد أذاق شعبا مسلوب الحرية منذ قرون طعم الحرية الكاملة لمدة سنة كاملة، لكي تحفظ الأمة جيدا، درس الحرية وتعلم معنى الحرية، وقد سار في ذلك على طريق الشهيد سيدنا عثمان رضي الله عنه.

وأشار إلى أنه قد يبدو لمن نظره قصير أن مكر الماكرين وفجور الفاجرين انتصر في الظاهر على الحق والصلاح، ولكن هذا انتصار في الظاهر القريب، هزيمة حقيقة في نهاية المطاف، والحق أن الشهيد محمد مرسي خرج منتصرا نزيها من المعركة، وسيبقى ذكره خالدا، ولن تكتمل قائمة العظماء في التاريخ الإسلامي دون ذكره رحمه الله.

وتابع: “على الأجيال القادمة ألا تنسى أن عام حكم الرئيس محمد مرسي هو عام الحرية في التاريخ الإسلامي بعد صدر الإسلام، ويجب أن لا تنسى الأجيال القادمة أن اعتصام رابعة كان أول اعتصام من نوعه في التاريخ الإسلامي من أجل الشرعية وبشعار السلمية”.

واختتم قائلا: “من شهادة الحق الواجب أن الظالم يبقى ظالما ملعونا حتى بعد موته، فلا تطوى أوراقه بعد موته ولا يترحم عليه ذلك لكي يبقى موقفنا من الظلم واضحا وصريحا دائما، ألا لعنة الله على الظالمين، وسلام على عباد الله الصالحين والحمد لله رب العالمين”.    


بدوره قال الدكتور خضر عبد المعطي، المنسق العام للتجمع الأوروبي للأئمة والمرشدين، إن الرئيس الشهيد محمد مرسي يمثل قيمة، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يرسخ به معالم طريق الحق والباطل، فقد كان يمثل قيمة إصلاحية شاملة، يصلح بها حياة الناس من خلال قول الله عز وجل “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، فقد كان قيمة إصلاحية شاملة، وفي وقت قليل جسد معاني سنوات سابقة، وكان لموته بهذه الطريقة ترسيخا آخر لحياة مسيرة الحق والباطل.

وأضاف أن الرئيس مرسي يصدق فيه قول القائل “بموتي لن يموت الحق بل خابت مساعيكم فموتي في سبيل الله يحييني ويفنيكم”، فكان مرسي رمزية حق أمام رمزيات الباطل المتعددة.

وأوضح أن الرئيس مرسي يمثّل لنا جسارة إبراهيم الذي بين الحق، “فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون”، ثم أقنعهم “بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون”، مضيفا أن الرئيس مرسي جسد مسيرة نوح وهود ولوط وصالح وموسى وعيسى إلى أن جسد مسيرة محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يريد الخير لأهله فكان قيمة لم يقبلها خندق الباطل ولم يقبله الغافلون ولم يقبلها الجاهلون.

أضف تعليقك