• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أطلقت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ملفًا وثائقيًا تناولت فيه بالبحث ما تغير على مدار عام كامل من أحداث تظاهرات العشرين من سبتمبر من العام الماضي وحتى العام الجاري.

وفي مقدمة الملف، أشارت الشبكة إلى ما أسفرت عنه تظاهرات 20 سبتمبر 2019 من قبض عشوائي على أعداد هائلة من المواطنين من جميع الفئات والأعمار، في حراك اجتماعي واسع "لم تشهده الدولة المصرية منذ ما يقرب من 6 سنوات وتحديدا بعد أحداث 30 يونيو 2013، ما أثار حالة من الهلع والهستيريا داخل مؤسسات الدولة المصرية".

حاولت الورقة الإجابة على أسئلة حول الأسباب التي أدت إلى حراك سبتمبر 2019 وما آل إليه هذا الحراك بعد مرور عام.

حسب الشبكة العربية، لم تختلف طبيعة الاحتجاجات التي حدثت في 20 سبتمبر 2019، عن احتجاجات ما قبلها كثيرا؛ حيث إن مطالبها كانت تتمثل أيضا في المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، خاصة أن حال الدولة المصرية لم يعد مختلفا عما كان قبل ثورة 25 يناير، بل على العكس أصبحت الحياة أسوأ كثيرا، فقد زاد معدل البطالة أكثر مما كان. كما أطلقت الدولة المصرية قبضتها الأمنية على كل أشكال الحياة في مصر، ولم يعد هناك أي متنفس لرأي أو تعبير، ولم يعد هناك أي مساحة تعبير غير لممثلي النظام في الإعلام وفي الجامعات، حتى الأحزاب السياسية، بالإضافة إلى برلمان قيّد حياة المصريين السياسية والاجتماعية والاقتصادية بقوانين قمعية تزيد من معاناته وفقره وتحجيم حريته.

ومع بداية شهر سبتمبر 2019 ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي الممثل والمقاول المصري المقيم بإسبانيا، محمد علي، بمجموعة فيديوهات يتحدث فيها عن تعاونه مع الجيش المصري خلال ما يقرب من 15 عاما من خلال شركة المقاولات التي يمتلكها هو عائلته بموجب عقود عمل، عن طريق تلك العقود قامت شركته ببناء عدة قصور رئاسية، واتهمه بإهدار المال العام وطالت اتهاماته العديد من كبار المسئولين. ولاقت الفيديوهات انتشارًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها ملايين المتابعين على تلك المنصات.

كما ظهر مرة أخرى على ساحات التواصل الاجتماعي الناشط وائل غنيم، المقيم في الولايات المتحدة الأميركية في عدة فيديوهات أيضا يتحدث فيها عن إدارة محمود السيسي للحياة السياسية في مصر، وعن تلقيه عدة عروض من السفارة المصرية بواشنطن بتوقفه عن الحديث عن تلك الأمور مقابل الأمان وضمان عودته لمصر مرة أخرى، جاء ذلك قبل القبض على الطبيب حازم غنيم شقيق الناشط وائل غنيم في مصر في 19 سبتمبر 2019، واتهامه بالانضمام لجماعة إرهابية.

جاء كل ذلك بالتزامن مع دعوات المقاول والممثل المصري محمد علي للمصريين بالنزول والتظاهر يوم 20 سبتمبر 2019 ضد السيسي ونظامه الحاكم. بعدها بدأت شوارع المدن الكبرى ولا سيما القاهرة تشهد حالات استيقاف واسعة للشباب من الجنسين وتفتيشهم وتفتيش هواتفهم المحمولة، والقبض على الكثير منهم ممن قد يكون له صلة بثورة يناير أو معارض، من خلال الموجود على هاتفه وشبكاته الاجتماعية.

واستغل العديد من المواطنين مشاهدة مباراة الأهلي والزمالك وعقب انتهائها انطلقت عدة تظاهرات في عدة مدن ومحافظات وميادين مصرية تهتف بسقوط النظام الحالي، أبرزها ميدان التحرير بالقاهرة، وميدان الأربعين بالسويس، المحلة الكبرى والإسكندرية غالبيتهم من الشباب غير المصنفين سياسيا، في مشهد غاب عن مصر ما يقرب من 7 سنوات.

كما بدأت المؤسسات الحقوقية تتلقى سيلا من البلاغات باختفاء المواطنين من الميادين المختلفة وانقطاع التواصل بينهم وبين ذويهم، منهم من كان عائدا من عمله، منهم من كان متواجدا بالصدفة بمحيط الأحداث، ومنهم من كان متواجدا لأغراض أخرى.

ومن كثرة عدد المقبوض عليهم على خلفية هذه الأحداث، لم تستوعب نيابة أمن الدولة هذا الكمّ الهائل من المواطنين المقبوض عليهم مما دعاها إلى توزيعهم بدءا من يوم 22 سبتمبر 2019، على مجمع محاكم ونيابات وسط وجنوب وشرق القاهرة بمجمع محاكم منطقة زينهم بالسيدة زينب. لم تنته تلك القبضة على هؤلاء المواطنين العاديين وفقط بل امتدت يد تلك الهجمة الأمنية غير المسبوقة لتشمل القبض على حقوقيين وصحفيين وأكاديميين أيضًا.

ولم يغفل الملف الوثائقي بالطبع، الحديث عن الدور التاريخي لمؤسسات المجتمع المدني في هذه الأحداث، فمنذ بداية الدعوة لتلك التظاهرات نشرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، المفوضية المصرية للحقوق والحريات، والمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ومركز عدالة للحقوق والحريات أرقاما ساخنة بمواقعهم على الإنترنت وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لتلقي بلاغات المواطنين لتقديم الدعم القانوني لكل من يقبض عليه، ومع أول حالات قبض حدثت وظهور متهمين بنيابة أمن الدولة والنيابات الأخرى المنتدبة من قِبلها.

 

أضف تعليقك