• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

في تقرير لميدل إيست مونيتور تحدثت فيه عن تطبيع الرئيس الراحل أنور السادات بعقده اتفاقات كامب ديفيد مع الكيان الصهيوني في عام 1978، موضحة أن الشعب المصري لم يكن مستعداً لذلك ومع ذلك، فإن معرفته المحدودة بالحكم والإدارة، كضابط سابق في الجيش، دفعته إلى القول إن الولايات المتحدة تمتلك 99 في المائة من البطاقات في الشرق الأوسط لقد أصابت هذه العقلية مصر بالعديد من الكوارث، ليس أقلها الطغيان السياسي الذي فرضه سلفه جمال عبد الناصر على البلاد.

وقع السادات اتفاقية مع عدو مصر دون دعم شعبي وبعد أكثر من 40 عاماً، لا يزال عامة الناس يرفضون كل ما يتعلق بدولة الاحتلال وعلى الرغم من محاولات تشويه سمعة الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة، فإن قضيتهم لا تزال في قلوب الجماهير المصرية، ولو كان للمصريين حرية سياسية وحرية أكبر في المجتمع المدني، لكنا شهدنا حوادث أكثر خطورة في السفارة الإسرائيلية"الصهيونية" في القاهرة من تلك التي وقعت في عام 2011.

هذا هو سياق المعارضة لتحركات التطبيع الأخيرة إن رؤية دول الخليج لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل "الكيان المحتل" أمر مختلف تماما عن ما حدث قبل 40 عاما، لا أنوي تبييض أخطاء السادات، أو حتى أخطاء نظام حسني مبارك وكان كلاهما منخرطاً في التطبيع مع إسرائيل، ولكن لم يتمكن أي منهما من تغيير المزاج الشعبي.

عندما وقعت الإمارات اتفاقها مع إسرائيل "العدو الصهيوني"، كان القصد هو السماح لمواطنيها بالتطبيع مع دولة الاحتلال وظهرت التهاني المتبادلة على مواقع التواصل الاجتماعي، دون خجل، وكان التلويح بالعلم الإسرائيلي "الصهيوني" فجأة هو الشيء الطبيعي الذي ينبغي القيام به، وتم تشجيع الأطفال في ذلك، وفي الوقت نفسه، شنت الأجهزة الأمنية حملة على معارضي الصفقة، الكاتبة الإماراتية ظبية خميس تخشى على حياتها بسبب موقفها المناهض للتطبيع.

ولكن في مصر، لم يجرؤ أي مصري على رفع العلم الإسرائيلي "الصهيوني"، كما لم يتحدث أحد بحرارة عن إسرائيل وأكثر ما يمكن لأي شخص أن يفعله هو الحديث عن جدوى السلام وأهمية إنهاء الحروب التي استمرت لفترة طويلة وكان التردد المصري حول تزايد التقارب مع الإسرائيليين يقابله تنظيم النقابات للأحداث للتنديد بالاحتلال.

وأي محاولة للاقتراب من السفارة الإسرائيلية "الصهيونية" تثير الشكوك، حتى لو حاول أحد طلاب اللغة العبرية أن يسأل عن دراستهم ومن المعروف أيضا أن أي شخص يدرس العبرية، إلا في قسم رسمي للغة العبرية، سيجذب انتباه أجهزة الأمن ويواجه قيودا إذا لزم الأمر وقد تم استدعاء بعض الذين يقومون بزيارات من هذا النوع إلى مقر الأمن ومعاملتهم معاملة سيئة، كما هو الحال مع هذه الوكالات ثم يُطلب منهم عادة عدم زيارة البعثة الإسرائيلية أو الاتصال بها مرة أخرى.

ووضع رجال الأعمال على القوائم السوداء للتعاون مع إسرائيل"الكيان الصهيوني" وأي شخص يسعى إلى تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال كان منبوذاً، بغض النظر عن قيمته الفنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية كل هذا تم تحت أنظار النظام المصري وأجهزته الأمنية، ولم تبذل أي محاولات لوقفه.

واستقبل مبارك رؤساء الوزراء الإسرائيليين "الصهيونيين" الزائرين في شرم الشيخ، بعيداً عن القاهرة، لأنه كان يعلم أن استقبالهم في العاصمة يعني مظاهرات عامة ضد الدولة الغاصبة كما لم تحظ مثل هذه الزيارات بعيداً عن العاصمة باهتمام إعلامي يذكر، على عكس زيارات كبار الشخصيات الأخرى التي سترفّع خلالها الأعلام الوطنية للضيوف في شوارع القاهرة.

ولكن في الخليج، هناك جهود واضحة لفرض "التعايش" مع أولئك الذين يبقون على قيد الحياة بسرقة الأراضي الفلسطينية يتم قمع رفض التطبيع وقد وردت تقارير إخبارية مشتركة، وزيارات من قبل من يُعرفون بأصدقاء من البلدين، وانضم لاعب كرة قدم يحمل الجنسية الإسرائيلية "الكيان المغتصب" ووثيقة سفر دولية إلى فريق إماراتي.

يمكن القول إن الأمر الأكثر خسيسة هو أن الأئمة سعوا إلى استخدام الدين لتبرير ما يحدث ومع ذلك، فقد اعتادوا على إرضاء أسيادهم السياسيين، وبالتالي فإن آرائهم الدينية تتغير وفقاً لأهواء المسؤولين.

لم يتم العثور على هذا النوع من الخطاب الديني في مصر كان هناك تمييز بين الحديث الديني عن السلام بعد الحرب، والحديث عن التطبيع الشعبي والعلاقات المتبادلة لا شيء يعبر عن الرفض الشعبي المستمر للتطبيع من حقيقة أن السياح الإسرائيليين "الصهاينة" لن يكشفوا عن جنسيتهم خارج جنوب سيناء في حالة إساءة معاملتهم، أو ما هو أسوأ من ذلك.

كمجند في الجيش المصري قبل أقل من عقد من الزمان، كان الهتافات ضد الاحتلال أمراً طبيعياً وغير مدان؛ المدربين في المخيم يتحدثون عن العدو يجري إسرائيل ولا أعتقد أن هذا قد تغير، ولا أعتقد أنه كان استثنائيا في ما كان مؤسسة صارمة و الأكثر أهمية في عهد عبد الفتاح السيسي هو الغياب المستمر لهذا الخطاب بدلاً من استبداله بنهج أكثر دفئاً تجاه دولة الاحتلال.

عندما بدأت دورة في الصحافة، كان اسم تلك الدولة مكتوباً دائماً باسم "إسرائيل" سألت المعلمة التي تدرسني (ولا تزال تعلمني لماذا)، فأجابت: "لأننا نفضل خنقهم بين الاقتباسات على أن نسمح لهم بالجلوس بشكل مريح بين الكلمات الأخرى".

ومن ناحية أخرى، فإن تطبيع الخليج هو عملية لجعل أسياد القادة في واشنطن وتل أبيب مرتاحين قدر الإمكان مقابل الحماية من العدو المشترك الذي يُنظر إليه على أنه إيران وهذا هو السبب في أن تطبيع دول الخليج أمر مختلف.

أضف تعليقك