• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

بقلم.. محمد عبد القدوس

لاحظت أن "السيسي" يتطاول على ثورة يناير، ويتهجم عليها في خطبه الأخيرة!
والجدير بالذكر أنه لولا فشل ثورتنا ما رأيناه في الحكم!

ولا بد من دراسة أسباب الإخفاق والاعتراف بالأخطاء التي وقعت بكل شجاعة، وفي ظل أوضاعنا الحالية، فهذا الأمر لن يتم إلا في المشمش!

وأشرح ما أعنيه قائلا إن الفصائل الأساسية التي قادت الثورة تتمثل في الإخوان المسلمين من جهة، والقوى السياسية المدنية، وكل منهم كانت له أخطاؤه التي يرفض الإعتراف بها حتى الآن.
وجماعة الإخوان بعد نجاح الثورة أكدوا أنهم لن يسعوا إلى الرئاسة، وليس من هدفهم الاستيلاء على البرلمان ورفعوا شعار مشاركة لا مغالبة، ولو تم وضع هذا الكلام الرائع موضع التطبيق لتغيرت الدنيا بالكامل، وبالتأكيد كانت الثورة ستأخذ مسارا آخر، ولكن للأسف وقعوا في أخطاء عديدة بسبب مناورات خصومهم كان أخطرها السعي إلى سدة الرئاسة والنجاح في ذلك، وهكذا وصلوا إلى الحكم دون أن يكونوا مستعدين لذلك، ومفاتيح النظام الحاكم ليست في أيديهم خاصة الإعلام والقضاء والقوات المسلحة وعملت الدولة العميقة على عرقلتهم بكل السبل الممكنة، وافتعال الأزمات المتكررة التي تثير رجل الشارع العادي ضدهم.

ونسي الإخوان شعارهم "مشاركة لا مغالبة"، وفشلوا في التعاون مع أحزاب المعارضة، وكانت بينهم قطيعة، واجتمعت كل القوى السياسية ضد الإخوان بمساندة العسكر وأنصار مبارك والدولة العميقة والقوى الخارجية على رأسها الإمارات والسعودية، وأعترف لكم أنني شخصياً أخطأت، ولم أتبين الصورة الصحيحة إلا بعد فوات الأوان، وإن كنت كثير الاعتراض على العديد من القرارات التي أصدروها وفي ذات الوقت رافضًا للمؤامرات التي تدبر ضدهم.

وإذا انتقلنا إلى الجبهة الأخرى نجد أن القوى السياسية والمدنية لم تكن مخلصة يوما في التعاون مع الإخوان، أو مساعدتهم في الحكم بل تربصوا بهم من أول لحظة، وكانت لهم أخطاء شنيعة أخطرها التأييد السافر لإستيلاء الجيش على السلطة في اليوم المشئوم من 3 يوليو عام 2013! بل إنهم هم الذين دفعوا القوات المسلحة دفعا إلى ذلك، ومن شعاراتهم مثلا :"انزل يا سيسي مرسي مش رئيسي"، وكانوا في صف واحد مع أنصار مبارك والدولة العميقة وهدفهم واحد وهو الخلاص من الإخوان.
ولم يكتفوا بذلك، بل أعلنت غالبيتهم العظمى تأييدها للحكم العسكري في الاعتقالات الواسعة التي تمت، والمذابح التي ارتكبت في "رابعة وغيرها" والتعذيب الوحشي في السجون!
واستمروا في تأييد السيسي لدرجة أن أقرب المقربين لـ"حمدين صباحي" الذي ترشح ضد السيسي عام 2014 رفضوا تأييده، وأعلن الغالبية الكبرى من الناصريين وقوفهم مع قائد الانقلاب ضد رمز من رموزهم الأساسية أقصد الصديق "حمدين صباحي"!

واستمر هؤلاء في تأييد الحكم العسكري الذي استعان بهم في بسْط سيطرته على البلاد والعباد، وبعد ما تم له ذلك بطش بهم، وكل من يعترض منهم على سياسته يتعامل معه كعدو مثل الإخوان بالضبط، وشهدنا العديد من الاعتقالات للقوى السياسية، كما أصدر سلسلة من القوانين سيئة السمعة لبسط نفوذه، وارتكبت جريمة في حق مصر بالتنازل عن الجزر المصرية "تيران وصنافير"، ولكن قبل أن نلومه علينا لوم أنفسنا.. أليس كذلك؟؟
أم أن هذا الأمر لن يتم إلا في المشمش!!

أضف تعليقك