• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
Apr 13 21 at 02:04 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
السادة والسيدات الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمل يرجوه كل مسلم أن تطول به ساعات عمره لبلوغ شهر رمضان الذي مَنّ الله فيه على عباده بليلة القدرالتي هي خير من ألف شهر، وبنعمة من الله على عباده لتكون ساعات هذا الشهر الفضيل إعدادًا للنفوس لتحمل مشقات الطريق إلى إرضاء الله سبحانه وتعالى حين تعلو إرادة القرب منه سبحانه وتعالى على كل الإرادات بما تحققه من سمو الروح وإستعلائها على مطالب الجسد، وشحذ الهمم للسير على نهج الله سبحانه وتعالى.
هو شهر القرآن تلاوةً ومُدارسةً والعمل به يقيناً وتسليماً، هو الشهر الذي شهد نزول شديد القوى ( جبريل عليه السلام ) على خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن ، حاملاً البلاغ الرباني الأبدي لمنهج البشر فى الحياة ، مُتمماً لما سبقه من رسالات ليكون نهجاً للإنسانية كلها، وبما أكدته الكثير من آياته مثل ما جاء فى سورة الحجرات " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)"
وبمثل ما جاء فى سورة الأعراف ( قُلْ يَٰٓأيَّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّى رَسُولُ ٱللّه إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ٱلَّذِى لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلْأرَضِ لَآَٰ إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْىۦِ وَيُمِيتُ فَٔامِنُواْ بِٱللَّه وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِىِّ ٱلْأمُّىِّ ٱلَّذِى يُؤْمِنُ بِٱللَّه وَكَلِمَاتِهۦِ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون )...
وعبّر عن هذه الأحكام الربانية الرسالية النبي الخاتم محمد عليه وعلى أنبياء الله ورسله أجمعين صلوات الله وسلامه عليهم بقوله ( يا أيها الناس إن ربكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .
وبمناسبة هذا الشهر الكريم فإننا في جماعة الإخوان المسلمين ومع التهنئة والمباركة للإنسانية كلها نؤكد للعالم كله إستمرار تمسك الجماعة بفكرها الذي قامت عليه منذ عام 1928م وعدم المساومة عليه أو الانحراف عنه رغم كل المحن والاعتداءات الظالمة التي تنصب صباً عليها وعلى الأمة ، كما يحدث على المسجد الأقصى والأرض المباركة حوله ..مهد الرسالات، وكما يجري على العاملين للإسلام المتمسكين بقيمه وقيم الرسالات الربانية من قتل وإفشال لمشاريعهم على مستوى العالم كله بمثل ما حدث مع الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي؛ وقتل وحرق الضعفاء الذين يأبون الفتنة وإشعال الحروب عليهم ، فى بلده وغيرها ، رحمهم الله جميعا.ً
كل هذا جاء بعد الانهيار الشديد لقيم البشرية التي تسببت الحرب العالمية الثانية فيها والتي أشعلتها نزعة عنصرية وأطماع مادية خروجاً على قيم كل الأديان؛ قتلت فيها ملايين البشر وأقامت بسببها كيانات على أنهار الدم الحرام، وبرغم ما وصلت إليه بعد ذلك من علوم وإنشاء كيانات دولية، فإن الصورة التي تعيشها الإنسانية الآن تؤكد على أن الانحراف عن رسالات السماء لا يؤدي إلى خير، فالاعتداءات العنصرية - على سبيل المثال- التي شاعت على مستوى العالم كله، واحتكار الثروات، وإشعال الفتن والحروب لن تستطع هذه الثقافات البعيدة عن نهج الرسالات السماوية التصدي لها، ولا نتصور أن المحاولات التي تجري الآن لإعطاء البشر حقوقهم دون تمييز للون على لون ولا لعنصر على عنصر ستكون لها جدوى إلا أن يأتي علاج البشرية كلها بما تنزلت به الرسالات السماوية.
الإخوة والأخوات... السادة الأفاضل
في هذا الشهر الكريم شهر رمضان الذي تنزلت فيه كل الخيرات بالصيام والقيام والقرآن والدعاء وزكاة الفطر والاعتكاف لمن استطاع، والعيش فى رحاب قوله سبحانه وتعالى ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ .. ) هي منحة من الرحمن الرحيم تنّزل بها الروح الأمين.
وتهنئة منا ببلوغ هذا الشهر لإخواننا وأخواتنا المغيبين وراء السجون ظلماً وعدواناً، والمضطهدين والمطاردين فى أنحاء العالم.. وإلى الأبناء والزوجات والأمهات والأرامل، نقول إن كل أمور الدنيا تجري بأمر الله وما الله بغافل عما يعمل الظالمون.
ثقوا أنها لحظات تتطهر فيها النفوس حُرم منها الكثيرون وصدق الله العظيم عندما تنزلت رحمته على رسوله عندما ثقلت عليه تكاليف الدعوة وطلب العون والمدد من ربه عز وجل فجاءه الوحي يحمل البشرى ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدرَكَ ﴿۱﴾ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ﴿۲﴾ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ﴿۳﴾ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴿٤﴾ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴿٥﴾ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴿٦﴾ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ﴿٧﴾ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴿۸﴾ ( سورة الشرح) .

وكل عام وأنتم بخير.
والله أكبر ولله الحمد.
إبراهيم منير
نائب المرشد العام لجماعة " الإخوان المسلمون "
غرة رمضان 1442هجريا؛ الموافق 13 ابريل 2021م

أضف تعليقك