• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
Jun 16 21 at 12:52 AM


أعلنت دار بسمة لإيواء المُشردين بمدينة الزقازيق، وفاة أحد نزلاء الدار من المسنين؛ والذي فارق الحياة متأثرًا بإصابته بأزمة صحية مفاجئة جراء الحزن على جحود أبنائه، والذين رفضوا استلامه أو حتى زيارته، -بحسب الدار.

وكشفت دار بسمة، في بيانات نشرت عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، تفاصيل ما تعرض له المتوفى قبيل وفاته ببضعة أيام.

لم يكُن يدري "عم محمد" -كما يُناديه الكثيرون-، أن سنوات عمره وزهرة شبابه التي أنفقها في سبيل أبنائه ظنًا منه أنهم زينة الحياة الدنيا، ستكون قاسيةً إلى هذا الحد؛ بعدما تركونه يهيم على وجهه في الشوارع مُشردًا مُجردًا من كل ما بذله وحققه من مالٍ وولد، ليضحي وحيدًا في مواجهة ظروف لا ترحم، وبين هذا وذاك قلبه الذي لا ينفكّ عن السؤال عمن يحملون اسمه وتجري في عروقهم دمائه وجاؤوا إلى الدنيا بنطفةً بدأت من صلبه، لكن الحكاية والمعاناة انتهت سريعًا بوفاته حزنًا على جحود أبنائه ورفضهم حتى لقائه بعدما ساق إليه القدر أيادٍ تلقفته من التشرد في الشوارع وآوته في دار "بسمة" لإيواء المُشردين، ليفارق الحياة بين أغراب عن قرابته وصلة رحمة، لكنهم رحماء تفوق طيبتهم ومودتهم أولى الناس بها تجاهه.

"كنت بدور في وشوش الناس في الشارع على ولادي".. عبارات قاسية كانت لسان حال العم "محمد عبدالصادق"، المُسن الذي وجده فريق دار بسمة للإيواء مُشردًا في الشوارع والطرقات العامة، وعندما سألوه أخبرهم بأنه كان يهيم على وجهه بحثًا عن أبنائه في وجوه المارة والمواطنين، وعندما عرض أبناء الدار صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بطلبٍ منه، كانت المفاجأة.

"كان نفسه ننزل صورته يمكن ولاده يشوفوه وياخدوه يعيش معاهم".. هكذا كان الحال والوصف من جانب القائمين على دار بسمة لإيواء المُشردين بمدينة الزقازيق في الشرقية، وهم يصفون بداية الأزمة الصحية التي أصابت الرجل يوم الاثنين 7 يونيو الجاري؛ بعدما أصيب بجلطة حزنًا على رد فعل أبنائه تجاهه ورفضهم استلامه أو حتى لقائه والسؤال عنه.

مسؤولو الدار أكدوا على أن أهل الخير ساعدوا في الوصول إلى نجل "عم محمد"، لكنه كان يحمل جحودًا على النفس البشرية وهو يتحدث عن والده: "المكالمة كانت عبارة عن خلوه عندكم مش عايزينه"، قبل أن يغلق الهاتف في وجه أعضاء فريق الدار، بحسب منشور رسمي للدار.

لم يصمد جسد "عم محمد" الواهن لأكثر من أسبوع وهوّ يواجه المرض من ناحية، وجحود قلب أبنائه عليه يعتصر فؤاده من ناحية أخرى، ليفارق الحياة، تاركًا أبنائه وما ارتكبوه من عار سيظل محفورًا في جبين كل من يُدرك ويُقدر قيمة الإنسانية وصلة الرحم بين الابن ووالديه.

 

أضف تعليقك