• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
Jun 20 21 at 11:48 PM

{فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7)الاسراء}

 

قضية فلسطين

إن قضية فلسطين هي قضية العالم الإسلامي بأسره، وهي ميزان كرامته، ومقياس هيبته وقوته، وقد كان اهتمام الإخوان بقضية فلسطين واجبًا تفرضه الأخوة الإسلامية كما تفرضه عقيدة جهاد المحتل ؛ باعتبارهما من أهم ركائز الفكر السياسي الإسلامي التي تنظم علاقات المسلمين الداخلية فيما بينهم من جهة، وتنظم علاقاتهم الخارجية مع غيرهم من الدول والقوى غير الإسلامية من جهة أخرى. وقد لاقت القضية الفلسطينية والفلسطينيون في عهد مرسي الدعم والمساندة، كما ذكرنا في رسالة "مرسى شهيد الأقصى وفلسطين.

ولا يجوز لنا وللأمة الوقوف عند التعاطف وإنما يجب أن تُترجم بدروس يَعمل المسلمون على تطبيقها وسلوك طُرُق تنفيذها حتى لا تبقى الأمة تُهان وتؤذى بوحشية كلما حلا للأعداء الأشرار ذلك، فقد:

طال المنامُ على الهوانِ       فأين زمجرةُ الأسود؟

الدرس الأول: شراسة العداوة العالمية للمشروع الإسلامي، ومؤشرات فشل مؤامراتهم ومع موعود الله بنصر المؤمنين  يحتّم على حَمَلة الدعوة الإسلامية المخلصين الجاهزية والالتفاتُ إلى حجم الإعداد الذي يجب أن يهيِّئوه: ابتداءً من قوة الإيمان مروراً بلوازم العدة في كافة مجالات العلم والتقنيات وانتهاءً بالتلاحم مع الجماهير والتواصل معهم ونبذ عوامل الفرقة .

الدرس الثاني: طريق نصرة الإسلام هي طريق ذات شوكة! وبالتالي فإنّ مَنْ يخدع الدعاة وطلاب العلم وعموم المسلمين بنثر ورود الوعود بالطريق الآمن والتطبيع هم واهمون يجب أن ننصحهم، فإن استجابوا وإلا فيجب أن نَحْذر منهم، لأن خداعهم حينئذ لا يكون إلا مسايرة للظلمة وتبنّي ما يروق لهم من الإسلام وترك ما لا يحبون منه!. وهذا ماما حذرنا منه الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بقوله: "مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَه" أخرجه أبو داود، والإمام أحمد في مسنده وما تجربة النصرة من كل ألوان الطيف الشعبي الديني والسياسي في فلسطين ببعيد بعد فشل كل مشاريع السلطة الفلسطينية وتنسيقها الأمني مع الكيان في ضمان حقوق المواطن الفلسطيني يؤكد على حتمية المشروع المقاوم.

الدرس الثالث: انكشاف هشاشة وتخاذل المؤسسة الدينية الرسمية(للإفتاء) في معظم بلاد العالم الإسلامي فهي لم تتحرك في محنة غزة واقتحام وتهويد القدس ولا فيما سبقها من مِحَنْ وأزمات: صادعةً بالحق لتحريك المسلمين لنصرة إخوانهم نصرةً  حقيقية لا كلامية وبما يستطيعون، ولا مُسرعةً بإذاعة الفتاوى التي تُبيّن للمسلمين واجب ومقتضيات الأخوّة! خلافاً لما يظهر منها عندما يتعرض أصحاب النفوذ عندما يُمسُّون بأدنى انتقاد أو عندما يملون عليهم إصدار فتاوى تحريف الإسلام أو إخفاء ما يُزعجهم منه.

وستظل فتوى علماء الأزهر عام 1947م نبراساً لفتاوى علماء الدين لا علماء السلاطين : بوجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين وحماية المسجد الأقصى؛ حيث قام علماء الأزهر بتوجيه ندائهم إلى أبناء الإسلام بوجوب الجهاد لإنقاذ فلسطين وحماية الأقصى، وذلك بعد قرار تقسيم فلسطين الذي وافقت عليه الجمعية العموميَّة للأمم المتحدة في 29 /11/ 1947م والذي يقضي بإقامة دولة يهوديَّة وأخرى فلسطينيَّة على أرض فلسطين، وهو القرار الذي يُعدُّ اليوم أساساً لما يسمى بقرارات (الشرعية الدولية) فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وقد وقَّع على هذه الفتوى (26) عالماً من علماء الأزهر، كـان مـنهـم: الشيـخ محمـد حسـنين مخـلوف، والشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد دراز، وغيرهم من أهل العلم والفضل والدين.

وممَّا جاء في هذه الفتوى قول العلماء: (إنَّ قرار هيئة الأمم المتحدة قرار من هيئة لا تملكه، وهو قرار باطل جائر ليس له نصيب من الحق والعدالة؛ ففلسطين مُلك العرب والمسلمين بذلوا فيها النفوس الغالية والدماء الزكيَّة، وستبقى ـ إن شاء الله ـ مُلك العرب والمسلمين رغم تحالف المبطلين، وليس لأحد كائناً من كان أن ينازعهم فيها أو يمزقها)[2]

أبشروا المستقبل للإسلام

التحول الذي يحصل عالميا حاليا بعد صمود الوعى الإسلامي برغم كل أشكال المحن هو أن أمريكا لم تعد تثق في قدرة الصهاينة وحلفائهم لتمكينهم من السيطرة على المنطقة بعد تجربة عقدين مآلهما الفشل وبالتالي لا بد من قوى سنية بديلة .

وما كان يحول دون نجاح الكيان الصهيوني وحلفائه الحاجة إلى تخريب قلب المنطقة أي فلسطين والخليج. كانت الحاجة إلى تقسيم العرب بين محميات إيرانية ومحميات صهيونية، ومن خلال تقسيم الفلسطينيين إلى مطبعين ومقاومين، ومنع تكوين الدولة بحيث إن الإبقاء على الحرب الأهلية الفلسطينية بين حماس وفتح من ضرورات تمرير خطة الابتلاع المتدرج لما بقي من أرض فلسطين.

لكن اليوم اللعبة تغيرت: ولا يمكنها الذهاب إلى الغاية في استعمال قوتها لأنها لا تحارب دولة ولم يعد بوسعها تمرير سردية الإرهاب لأن الجمع بين الانتفاضة والمقاومة التي تعدل بين القوتين الروحية والمادية يحول دون ذلك.

والأمر المخيف الذي بدأ الغرب يقرأ له ألف حساب: الشعوب الإسلامية عامة وبعض الأنظمة الإسلامية التي بدأت تسيطر على أسباب القوة.

هؤلاء هم من تتنافس على مهادنتهم واستمالتهم أمريكا والصين في صراعهما الذي لن يحسم لصالح أي منهما من دون أمرين كلاهما إسلامي بالجوهر:

الأول جغرافية العالم الحالي تجعل دار الإسلام الجسر الذي لا يمكن الاستغناء عنه في كل تبادل وتواصل بين القطبين سلميا كان أو حربيا سواء كان ذلك في البر أو في البحر أو في الجو.

جل ثروات العالم وخاصة الطاقة بكل أنواعها يكاد يكون في دار الإسلام ومن ثم فلا يمكن لمن لا يسالم المسلمين أن يصل إليها كرها من دون كلفة وكل عاقل يفضل الوصول إليها طوعا.

لذلك فمكر الله الخير في دور إسلامي قادم يقتضيه مجرى التاريخ الفعلي:

حيز المكان أو جغرافية العالم وموقع المسلمين فيها.

حيز الزمان أو تاريخ العالم وموقع حضارة الإسلام فيه.

تراث العالم الروحي والمادي التراث الإسلامي يجمع بين ما يوحد البشرية فيكون مسهلا لجعل التنافس بين أمريكا والصين سلميا إذ أدى الإسلام دور المعدل بين استراتيجية سن تسو واستراتيجية كلاوسفيتس.

ثروة العالم الاقتصادية والثقافية لم تعد تقبل الحرب بين الهدفين أي الاستعمار في الأرض والإستخلاف فيها: وذلك هو جوهر رؤية الإسلام.

هذا المجتمع البشري يقع على رأسه زمرتان؛ الأنبياء والأقوياء، الأقوياء أخذوا ولم يعطوا، الأنبياء أعطوا ولم يأخذوا، الأنبياء عاشوا للناس، والأقوياء عاش الناس لهم، الأنبياء ملكوا القلوب، الأنبياء عاشوا للناس، والأقوياء ملكوا الرقاب، الأنبياء يمدحون في غيبتهم، والأقوياء يمدحون في حضرتهم، و الناس جميعاً تبعٌ لقويٍ أو نبي، فالبطولة أن تكون من أتباع الأنبياء تؤثر العطاء.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون من أتباع الأنبياء أوفياءً لديننا ولشهدائنا ومسرانا وأسرانا

أضف تعليقك