• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

أقبل رمضان وله حين يأتي أنسام وروائح صاغتها سنوات جميلة مع الصيام وفضائله والقرآن وأنواره والروح المصرية العامرة بالآخاء والخيرية.

يسمو الصيام بالنفوس ويرتقي القرآن بالقلوب ويتبادل المسلمون في ظل رمضان التراحم والتواصل مع الأهل والجيران، يعملون علي ترجمة الأخوة الاسلامية، وإحياء السنن الرمضانية من الإفطارات الجماعية والاهتمام بالقرآن الكريم وصلاة التراويح ومساعدة الفقراء واليتامي وكثير من المظاهر الرمضانية المعروفة في مصر والتي تنسج الناس كل الناس في ثوب جميل له خصائصه وسماته التي كلما تكررت ازداد جمالها وعمرت الأرواح والنفوس بالخير والفضائل.

التصالح مع النفس الراغبة في الخير والتسامح مع الآخرين وحبهم ومساعدتهم وإحياء القيم النبيلة وتقوية معاني الود والتراحم هذا هو ديننا وتلك أخلاقه التي دعانا إليها والتي يجب أن نستعيدها في غير رمضان يتحقق لنا مجتمع الجسد الواحد في مشاعره ومصالحه.. ما أجملك يا رمضان.. هكذا عشناه في مصر زمنا طويلا حتي أخرجنا منها.

للأسف ما يأتينا من أخبارها ورمضان علي الأبواب ومن أوضاع الناس وظروفهم المعيشية الضيقة وزيادة الأسعار، ونقص المعروض من السلع والتضييق علي المساجد والدعاة والقبض علي الشباب وسجنهم بعد أن تربوا ونشأوا علي المظاهر والمشاعر الإنسانية.

ها هي تتآكل وتضمحل في ظل دخول أكثر من 80 ألف الي المعتقلات وما يقرب من 7 آلاف شهيد وأسرهم مجروحه ومعذبه بالحرمان وقلة الدخل ومنع الزيارات وحرمان المرضي من العلاج ، وعشرات الالاف مطاردون داخل مصر وخارجها محرومون من الأهل والأحباب بلا ذنب بعد اختطاف أول رئيس مدني منتخب بإرادة الشعب المصري والحكم عليه وعلي الكثير من الساسة والعلماء بأحكام الاعدام وغيرها.. بيد قادة العسكر.

ما الذي جرى في مصر؟! إنها أخلاق الانقلاب على حق الشعب المصري الذي عانى طويلا وظلم كثيرا وسرقت ثرواته وانتهكت كرامته وباعه قادته لأعدائه.. ضعف إحساسهم بالأمانة إلى حد العدم.

مصر لها حقها في حياة كريمة تحفز الصغير وتحفظ الكبير، لكن قادة الانقلاب لا يرون غيرهم أحق بالحياة مثلهم فهم وحدهم الذين يعرفون الصواب لا صوت إلا صوتهم ومن يراجعهم فهو العدو .. يرون أنهم هم الوطن.. من يلمم هذا الوطن المهلهل وجراحه النازفة وعيونه الدامعة وطاقاته المستنزفه التي كانت رصيد للأمة العربية والإسلامية كلها.

هل من هيئة أو منظمة أو مؤسسة عربية أو أفريقية أو دولية تتحرك لإنقاذ مصر من إفلاس اقتصادي وصراع اجتماعي عنيف يتجاوز حدودها.

هل من هيئة أو منظمة إنسانية عربية أو دولية تتحرك قبل انهيار أول دولة قامت علي وجه الأرض؟

أضف تعليقك